عبد الله الدامون من الرباط: يقول الكاتب الأمريكي "أرنست همنغواي" إن الصحافة مهنة جيدة إذا عرفت كيف تتركها في الوقت المناسب. هذه النظرية يحاول الصحافيان الإسبانيان "ألبرتو فيرنانديث" و"كارلوس سيرانو" إثباتها في كتابهما الذي صدر أخيرا بعنوان "النقل والنشر" والذي يحاول رصد أهم مظاهر الصحافة الحديثة، رغم أهما يقولان إنهما ولدا متأخرين بالمقارنة مع مهنة الصحافة التي ولدت قبلهما بوقت طويل.
يقول الكاتبان اللذان قدما كتابهما الخميس في العاصمة الإسبانية مدريد إن الصحافة سابقا كانت صحافة "فاكس" أما اليوم فإنها صحافة بريد إلكتروني، حيث يتلقى الصحافي كما كبيرا من الأخبار مكتوبة بطريقة جيدة ولا يقوم سوى بنقلها وضعها على الصفحات وينتهي كل شيء، في الوقت الذي يعتبر العمل الحقيقي للصحافي هو الإنتقال إلى عين المكان ونقل ما يجري هناك".
من جهته قال رئيس نادي الصحافة الإسبانية إن "هذه المهنة حساسة جدا"، معتبرا ان الكتاب فريد في نوعه والموضوع الذي يتطرق إليه. وأضاف إنه "يرصد ذبذبات هذه المهنة ومقياس حرارة لقياس العيوب والاختلالات في مهنة الصحافة التي طغت عليها الفردانية وقانون كل واحد لشأنه.
واعتبر رئيس نادي الصحافة الإسبانية أن حرية التعبير في البلاد تراجعت الآن كثيرا بالمقارنة مع ما كانت عليه في السابق أيام حكم الإشتراكيين. واعتبر أن الاشتراكيين أيام كانوا يتوفرون على الأغلبية المطلقة في البرلمان كانوا يتعرضون لانتقاد أكبر، أما اليوم في زمن الحزب الشعبي فإن الخوف هو السائد، والتضامن بين الصحافيين سائر إلى اضمحلال".
كتاب "النقل والنشر" يروي فيه الكاتبان أيضا سيرة طالبان في معهد الصحافة ينهيان دراستهما ثو يتوجهان بشغف إلى إجراء تدريب في صحيفة يومية وهما يعملان بحماس كبير ويريدان ابتلاع العالم، لكن في النهاية يتم ابتلاعهما.
الكاتبان يقولان إن دافعهما لتأليف هذا الكتاب هو حبهما لمهنة الصحافة ويريدان أن يريا فيها صحافيين حقيقيين.