عبدالله الحكيم من جدة: وفق معتقدات مسيحية، تختلف الروايات التي تصور قيام السيد المسيح من الأموات. فهناك روايات سائدة وهناك روايات تتناول من نواح مجازية أو ربما غير ذلك، كيف تكلم الصليب ورافق قيامة المسيح نفسه.
فعندما مات يسوع المسيح وضعوا جسده في القبر ثم جاء رجلان، ولاحقاً تدحرجت الصخرة. ولكن بمجرد أن تثاءب الجنود الرومان، ظهر للعيان ثلاثة رجال من القبر نفسه. كان أحدهم منهكا وسانده الآخران، وكان الصليب يتبعهما من الخلف.
وللواقع كما جاء ذكره في أناجيل مهملة، أن لكل من الرجلين قامة تناهز السماء، وأما رأس الرجل الآخر الذي كانا يساندانه فقد تجاوز السماء أيضا.
وعندئذ سمع الجنود الرومان صوتا يتساءل قائلا: هل كنت تبشر هؤلاء النائمين؟ وهكذا نطق الصليب قائلا: نعم أنا كنت أفعل ذلك.
هنا، لك أن تتأمل قيامة السيد المسيح بنسخة سريالية. فمن خلال قراءة وقائع على هذا النحو يتضح أن هناك نصوصا أفرزت معتقدات وممارسات إيمانية في سياق الديانة المسيحية بحيث لم تصل أي شواهد منها إلى النسخة المسيحية المتعارف عليها اليوم منذ مراحل تدوين العهد الجديد.
ولبعض من ذلك كله، لا يستثني دارسو الأناجيل ما جاء بطيها آنفا، وإنما يضيفون إلى ذلك كتابات مقدسة بقيت لبضعة قرون أساسا لمعتقدات سائدة في مجتمعات مسيحية في الشرق الأوسط.
ومن هنا يثير دارسو المعتقدات المسيحية من خارج الدائرة الثيولوجية احتمالات وجود أناجيل متعددة مثل أنجيل بيتر مثلا الذي لم يسمع عنه الكثير من المسيحين، بسبب أن آباء كنسيين استبعدوه من قائمة الأناجيل عام 350 للميلاد على أثر أن وجهوا إليه اتهامات تطعن في مصداقيته.
وللواقع لم يكن إنجيل بيتر هو الهدف الوحيد لإجماعات كنسية، وإنما كان هناك أيضا عشرات الأناجيل وكراريس للأعمال المقدسة.
والى هذا اليوم لا يوجد الكثير ممن يعرفون شيئا عن إنجيل مريم أو أعمال يوحنا وأنجيل الحقيقة. وهكذا نسي المسيحيون هذه الأناجيل جميعا الى الآن.
أما إنجيل برنابا فتوجد له قصة أخرى. إذ أن هذا الإنجيل لا يعتبر نسخة معتمدة وإنما ناضل طويلا للبقاء حتى أنه طبع في فيينا تقريبا في القرن التاسع عشر باللغة الإنكليزية، ولا زالت هناك نسخ منه تتدفق إلى الأسواق والمكتبات وتطبع وتوزع لأغراض دراسية وتجارية.
وعلى أية حال فإن إعادة اكتشاف هذه الأناجيل من خلال معاهد دراسية أو العناية بطباعتها لا يوفر لها البصمة المعتمدة التي يتمتع بها إنجيل مرقص ولوقا أو يوحنا ومتى، وإن كان اكتشافها يضيف جديدا إلى المعرفة الإنجيلية خارج ضوابط الحدود التقليدية التي يتطلع إليها باحثون أو مؤمنون بالقيم المسيحية بما لا يتفق أحيانا مع الأطر الثيولوجية لما هو مسموح به أبويا على صعيد الإيمان.
التعليقات