بكين&- يلوح بابا نويل (سانتا كلوز) آلي بذراعه مرحبا بالزبائن عند باب أحد متاجر بكين، فيما تقوم بائعات يرتدين ملابس أقزام صغيرة بصف الألعاب على الرفوف احتفاء بقدوم عيد الميلاد في العاصمة الصينية.
ويتميز عيد الميلاد هذه السنة بحضور طاغ في بكين، حيث نصبت في الشوارع أشجار ميلاد بلاستيكية تساهم في إضفاء بعض الحرارة على برد الشتاء.
ولا تحتفل الصين بهذا العيد سوى منذ أقل من عشر سنوات، غير أن التجار سرعان ما أدركوا أهمية هذه المناسبة في سوق من 13 مليون نسمة.
وقالت ليليان غوو مديرة مخابز "إتش أس أل" الغربية التي زينت خصيصا لأعياد الميلاد ورأس السنة:"إن هذه المناسبة تتخذ أهمية تكاد توازي أهمية رأس السنة الصينية".
وأوضحت أن "الأطفال يحبون هذا، كما أن أجواء العيد بدأت تعجب الكبار أيضا".
وكان الاحتفال بعيد الميلاد قبل سنوات قليلة يقتصر على بعض الأجانب الذين ينتابهم الحنين إلى بلادهم، فيجتمعون في الفنادق الكبرى وسط لامبالاة أكثر من مليار من الصينيين. غير أن الأمور تتبدل بسرعة في بلاد تعيش حقبة تحول كبير، وبات هذا العيد مدرجا على روزنامة سكان المدن.
وقالت هونغ هوانغ ناشرة مجلة سيفنتين الخاصة بالاحداث:"الميلاد عيد جميل في الصين، لكننا نحتفل به بصورة مغايرة. إنها فترة حفلات راقصة".
وينعكس هذا العيد على المتاجر أرباحا صافية.&وبهذه المناسبة، تروج متاجر وغفوجينغ الكبرى في مركزها على أكبر شارع تجاري في بكين للزينة والشوكولا وأصناف الخمر الأجنبية.
وقال أحد مسؤولي المبيعات لي شين "لاحظنا خلال السنتين الماضيتين تزايدا كبيرا في الحركة على علاقة بعيد الميلاد".
والمستهدفون من خلال حملة عيد الميلاد هم الشبان والطبقات المتوسطة إلى العليا، في حين تشير الإحصاءات إلى أن 70% من الصينيين الذين يحتفلون بعيد الميلاد أعمارهم ما دون الثامنة والثلاثين.
وأوضحت ليندا كسو الناطقة باسم شركة إيكيا السويدية للمفروشات في شانغهاي أن الصينيين المعنيين بهذه الظاهرة يشكلون الزبائن الاعتياديين لهذه المتاجر الفاخرة، مشيرة إلى أنهم "سكان مدن تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والأربعين عاما".
تؤكد الإحصاءات المتوافرة هذه الظاهرة. فقد أبرزت دراسة أجرتها المجلة الشهرية المتخصصة "ساكسسفول ماركيتينغ" أن ثلث سكان المدن الكبرى يحتلفون بعيد الميلاد بطريقة ما.
كما يسجل الاستهلاك ارتفاعا ملفتا خلال كانون الأول(ديسمبر)، ولو أن قسما من المشتريات مرتبط باقتراب رأس السنة الصينية الذي يتم الاحتفال به بعد بضعة أسابيع.
وسجل حجم التداول التجاري خلال كانون الأول(ديسمبر) الماضي ارتفاعا بمعدل 18% عن تشرين الثاني(نوفمبر)&ليبلغ بحسب الأرقام الرسمية 53 مليار دولار.
وهذا يسلط الضوء على الطابع التجاري لهذا العيد الذي يجهل أكثر من 90% من الصينيين معناه الحقيقي.
وأوضحت السيدة هونغ من مجلة سيفنتين "ليسوا متدينين ومعظمهم يجهل المعنى الديني. لا شك أن العيد سيبقى مقتصرا على المنحى التجاري".
وبات الصينيون يشترون اليوم شخوصا بلاستيكية لبابا نويل وزينة "صنع شينزين"، المنطقة الصناعية القريبة من هونغ كونغ.
التعليقات