"إيلاف"من دمشق: اتهم نجل القيادي الشيوعي دانيال نعمة الذي كان رئيس تحرير جريدة "النور" الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوري والذي توفى يوم السبت الماضي في دمشق، إدارة مسشفى "دار الشفاء" الخاص الذي كان يعالج فيه بالإهمال والتسيب، مما أدى إلى وفاة والده.
وقال خالد نعمة في مقال نشرته صحيفة "النور": "ينظر المرء إلى المبنى من الخارج، فيشعر بالمهابة والعظمة. يعاينه من الداخل، فيرى رحابة واتساعاً تفتقده مستشفيات كثيرة حتى في بعض الدول التي تسبقنا في مجال الرعاية الصحية. يسمع المرء أيضاً عن أجهزة ومعدات طبية فيه هي من بين أحدث الأجهزة في العالم، أجهزة تطمح أشهر مشافينا الخاصة أن تملك بعضاً منها. تتناهى إلى الأسماع شهرة الأساتذة الأطباء العاملين فيه، شهرة بعضها صنعته مهارة قسم منهم، فيما صنعت المخيلة الشعبية والمصالح والدعاية المحبوكة بعضها الآخر. وترد إلى الذهن أرقام فلكية عما يخصص من أموال لتشغيل هذا الصرح".
وتساءل الكاتب: "لماذا لم يعالج هذا المسؤول أو ذاك في صرحنا العظيم، بل فضل أن يعبر الحدود كي يتلقى علاجه في دولة شقيقة مجاورة لا تزيد مساحتها عن مساحة محافظة في بلدنا؟ ولماذا يذهب السوريون المقتدرون مالياً من غير المسؤولين إلى البلدان الأجنبية، أو في أسوأ الأحوال إلى بعض بلاد العرب، لممارسة السياحة الطبية؟ في حين لا تراود غير السوريين من عرب وأجانب أي رغبة في القدوم إلى هذا الصرح بغرض استعادة العافية؟ وهل إثبات وطنية المواطن لا يكون إلا بتعريض حياته لخطر مستوى الخدمات الطبية المتدني؟".
واضاف "نعمة" أن الخسارة المتمثلة في وفاة والده "هي تحصيل حاصل لسوء الإدارة، والفوضى، والإهمال، ونسيان قسم أبوقراط، والتجرد من الإنسانية، والنرجسية، وتغليب الذاتية والأنا على مصلحة المرضى، والتهرّب من المسؤولية الأدبية والحقوقية، وغياب المحاسبة، والاتكاء على القضاء والقدر، وكأن الإنسان لا دور له في ما حصل، وانعدام التنسيق، ونسيان أبسط مبادئ الطب، وتصفية الحسابات بين الزملاء الأعداء حتى لو كان الثمن حياة بشرية، والتستر على أخطاء الزملاء لأنه لا أحد معصوم، فالكل لديه ما يكفي من المستمسكات ليدين الأحياء والأموات". وختم "نعمة" بقوله: "ذلكم هو حال صرحنا العظيم، حيث ينهل الناهلون من علوم الطب والمرضى من موت آجل أو عاجل. فما بالكم بما يجري في أماكن لا علاقة لها بالصروح؟"
التعليقات