&

&&&&&
&&&
كارولين بيرو من كابول: عددهن لا يتجاوز المئة جئن ليشاركن في الخيمة الكبيرة في النقاشات حول الدستور الجديد التي يجريها 502 من المندوبين جاؤوا من سائر انحاء افغانستان، لكن بالنسبة لهؤلاء الافغانيات فان مجرد الاستماع اليهن اثناء انعقاد اللويا جيرغا يعتبر نصرا كبيرا بحد ذاته.
وقالت رنجينا حميدي التي تشعر بالاعتزاز لانها عارضت بعض الاعيان من ذوي اللحى البيضاء اثناء المناقشات "لدي الانطباع بان صوتنا قد سمع".
واعتبرت هذه الافغانية الشابة المتحدرة من قندهار (جنوب) والتي عادت من الولايات المتحدة قبل سنة تماما لتنظيم مناقشات حول الدستور مع نساء في هذا المعقل الطالباني السابق، "ان مجرد ان يوافق الرجال على الجلوس معنا والنقاش معنا مشجع جدا".
وتمثل المندوبات اللواتي انتخبن او جرى تعيينهن من قبل الرئيس الافغاني حميد كرزاي جميع الولايات الافغانية رغم ان معظمهن يقمن في كابول.
وبحسب العديد من المراقبين فان النساء اللواتي تمثلن بعدد اقل من مجلس اللويا جيرغا في العام 2002، كن اكثر بلاغة وقدرة على الاقناع.
وفي هذا الصدد قال فهيم دشتي رئيس تحرير اسبوعية "كابول ويكلي" المستقلة "ان معظم النساء شاركن في اجتماع اللويا جيرغا الاول. لكن لا يسعنا القول في الحقيقة ان افتقارهن للثقافة السياسية قد عوض، لكن الحقيقة اننا نسمعهن بشكل افضل".
"لان اللواتي اخترن هن اكثر فاعلية من جهة ولان الاحزاب السياسية ادركت ان المجتمع الدولي ينتظر منها ان تدعم النساء وتتركهن يتحدثن من جهة اخرى" كما اضاف.
لكن يبقى من الصعب تجاوز حواجز الانتماء الاتني او السياسي للدفاع بصوت واحد عن حقوق النساء.
فالنساء في نظر بعض المندوبين، يفضلن البقاء مع رجال فريقهن او عشيرتهن او المنطقة التي يتحدرن منها بالرغم من بعض مآدب العشاء والمناقشات بينهن منذ افتتاح اللويا جيرغا في 14 كانون الاول/ديسمبر.
وتقدم الافغانيات مطلبين مشتركين هما ادراج المساواة بين الرجال والنساء ومجانية التعليم العالي بشكل صريح في نص الدستور الجديد.
وقالت مندوبة جاءت من ولاية بقلان بشمال البلاد ان "الاهل يعلمون ان بناتهم سيتزوجن يوما، لذلك فهم قد يحجمون عن انفاق المال على تعليمهن ويحصرون التعليم بابنائهم الذكور".
الى ذلك قالت رنجينا حميدي "بعد عشرين او حتى ثلاثين عاما من الفوضى يجب ان لا نتوقع ان يتحد نصف السكان دفعة واحدة ويرصوا الصفوف ويتحدثوا بصوت واحد"، مضيفة "لا بد وان يمضي وقت قبل ان نتوصل الى العمل سويا لكننا نجحنا في كسب الرجال الى جانب قضيتنا عبر النقاش الهادىء معهم