موسكو: في أحد المواقع البحثية بالمركز النووي الفيدرالي بمدينة "ساروفا"، وقبيل حلول الأيام الأولي من عام 2004، يحاول علماء الذرة الروس العمل على إنتاج شمس صناعية لإضاءة الأرض.
وأفاد مدير المركز العلمي-التقني بمعهد الأبحاث العلمية في الفيزياء التطبيقية لعموم روسيا فيكتور سليمير أن التجارب تجري عن طريق إجراء بعض التفجيرات بمساعدة مجال مغناطيسي يصل إلى 20 مليون مرة مقارنة بالمجال المغناطيسي لكوكب الأرض.
وتعليقا على هذه التجارب، قال سليمير إن المجال المغناطيسي الخارق سوف يسمح في المستقبل بالحصول على تفاعلات نووية-حرارية يمكن التحكم فيها من ناحية، وستكون نظيفة بيئيا من ناحية أخرى، وهو ما سيجعلها مصدرا هاما للطاقة فيما بعد. وأضاف بأن هذه "الشمس" الصناعية عبارة عن مفاعل نووي-حراري على الأقل في الوقت الحاضر. ولكن الوصول إلى شمس بدرجة حرارة تصل إلى عدد ملايين من درجة حرارة البلازما، ولو حتى بشكل أولي، يجب إشعال مجال مغناطيسي خارق في فترة زمنية قصيرة تصل إلى عشرات من النانو ثانية، أي أجزاء من المليار من الثانية.
وفي توضيح لما يجري حاليا في مختبرات "ساروفا" قال العالم الروسي بأنهم قاموا برفع درجة حرارة أحد المفاعلات إلى 100 مليون درجة مئوية من أجل تحويل الطاقة الميكانيكية إلى بلازما. واستغرقت العملية حوالي 5 ميكروثانية، وهو زمن طويل جدا مقارنة بالزمن اللازم للوصول إلى حالة من البلازما المشابهة لما هي عليه في الشمس الأصلية. وكشف العالم، أن زملاءه قد تمكنوا مؤخرا من تركيب بعض الأجهزة القادرة على تسريع العملية. وأضاف بأن نجاح مثل هذه التجارب يؤكد على أن مصدر الطاقة الرئيسي في المستقبل سوف يكون المحطات الكهرونووية الحرارية، وسوف يستخدم فيها نظير عنصر الهيدروجين الموجود بكميات لانهائية في محيط الأرض.
يذكر أن المركز النووي الفيدرالي في مدينة "ساروفا" وعدد من المؤسسات العاملة في مجال صناعة وتجريب الأنواع الجديدة من الأسلحة تتعرض خلال السنوات الأخيرة إلى حملات "استطلاع" من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية والأمريكية والإسرائيلية. وكان رئيس إدارة الأمن الفيدرالي في إقليم "نيجيجورد" الجنرال فلاديمير بولافين قد أفاد مؤخرا بأن أجهزة مكافحة التجسس الروسية نفذت مجموعة من العمليات الهامة خلال هذا العام، وفيما رفض الإدلاء بأي تفاصيل حول هذه العمليات، أكد على إنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة كثفت أجهزة عدد من الدول الغربية نشاطاتها في بعض المناطق والأقاليم الروسية التي تضم صناعات سرية أو نووية أو فضائية، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا وألمانيا واليابان والصين. وأعلن على وجه الخصوص بأن 70 موظفا من سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا وألمانيا واليابان والصين قاموا خلال عام 2003 بزيارات مختلفة لهذا الإقليم، وتم رصد 13 شخصا من بينهم يعملون في أجهزة الاستخبارات. وشدد الجنرال الروسي على أن الاهتمام الزائد الذي تبديه أجهزة الاستخبارات الغربية وعملاؤها موجه بالدرجة الأولى إلى المركز النووي الفيدرالي في مدينة "ساروفا".
التعليقات