&
العزب الطيب الطاهر وأيمن عبوشي من قطر : المردود الإيجابي الذي اسفرت عنه زيارتها القصيرة للدوحة والتي لم تتجاوز الأربع والعشرين ساعة دفعها لأن تعرب عن الأسف لانها لم تتمكن من البقاء في الدوحة فترة زمنية طويلة في ظل ماقوبلت به من ترحيب وحفاوة وكرم شديد من القيادات القطرية التي التقت معها.. هذا ماعبرت عنه سعادة السيدة ميشيل اليو ماري وزيرة الدفاع الفرنسية بتلقائية وعفوية في المؤتمر الصحفي الذي عقدته مساء أمس بالصالة الوزارية بمطار الدوحة الدولي قبيل مغادرتها متجهة الي مسقط.
ماري كانت ترتدي حلة أقرب الي الزي العسكري والمؤكد ان ذلك مرتبط بالسفر لكنها كانت في حالة من البهاء فهي انجزت زيارة ناجحة لعاصمة دولة باتت بكل المقاييس تعيش وضعية الشريك الاستراتيجي المتميز لفرنسا علي حد تعبير وزيرة الدفاع نفسها.
في المؤتمر الصحفي تحدثت باستفاضة عن نتاج لقاءاتها ومحادثاتها في الدوحة ثم اجابت علي تساؤلات الصحفيين كان نصيب الراية منها ثلاثة. في بداية المؤتمر حرصت سعادة وزيرة الدفاع الفرنسية علي شرح نتائج زيارتها واللقاءات التي اجرتها بالدوحة وقالت: لقد امضيت بالدوحة حوالي اربع وعشرين ساعة وتمكنت خلالها من اجراء سلسلة لقاءات مع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد وسعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة القطرية. وشكلت هذه اللقاءات فرصة سانحة للتأكيد علي العلاقات الممتازة والمتميزة القائمة بين الدوحة وباريس خاصة في المجالات الدفاعية والعسكرية. ولقد تركزت هذه اللقاءات علي الأوضاع السياسية والعسكرية العامة ومستجدات الوضع في المنطقة وكذلك قضية الارهاب.
ولم تكتف المباحثات التي اجرتها في الدوحة بالتطرق الي مشروعات التعاون الجديدة بين البلدين في المجال العسكري فقط وإنما قمنا باجراء تقويم شامل للانجازات المهمة التي تحققت خلال الشهور القليلة الماضية تنفيذا للخطط التي تم اعدادها منذ حوالي العامين.
شراكة متميزة
واستطيع ان أؤكد ان النتائج الايجابية التي اسفرت عنها زيارتي للدوحة تجسد الشراكة الاستراتيجية والشاملة والمتميزة القائمة بين قطر وفرنسا. ولاشك ان تجليات هذه الشراكة يمكن رصدها في اللقاءات العديدة التي تعقد بين الجانبين علي أرفع المستويات، فعلي الصعيد الوزاري علي سبيل المثال فان زيارتي تمثل اللقاء الخاص خلال الشهور العشرين المنصرمة بالاضافة الي ذلك ثمة لقاءات عديدة علي مستوي القيادات العسكرية. وتابعت وزيرة الدفاع الفرنسية حديثها: في العمل الذي نقوم به سويا نركز منذ فترة طويلة علي المبادلات بين البلدين في مجال التعليم والتمرينات المشتركة وكذلك بالنسبة للملفات العديدة. وأهم ما تم رصده في هذا السياق ان التبادلات بين البلدين أضحت ثنائية بشكل فاعل وحقيقي وهو ما يتجسد في استقبال فرنسا للضباط والطلاب القطريين كما ترسل بدورها ضباطاً فرنسيين لقطر لتعلم اللغة العربية علي وجه الخصوص لدينا الأمل في ان يتم تعزيز وتنمية هذه المبادلات في المستقبل.
التمرينات العسكرية
علي صعيد آخر ولكي يتمكن العسكريون في البلدين من التعرف علي بعضهم البعض والعمل سويا فانه يجب ان تكون هناك تمرينات مشتركة، وفي هذا الصدد تم تنفيذ مثل هذه التمرينات في العام 2003 وكما سيتم تنفيذها خلال هذا العام.. وثمة تمرينات عسكرية ضخمة سيتم تنفيذها في العام 2005 .
وأود أن الفت علي هذا الصعيد ان فرنسا زادت من وتيرة وجودها العسكري في قطر علي فترات متقطعة بالاضافة الي رسو السفن الحربية الفرنسية القادمة من جيبوتي بميناء الدوحة وذلك استجابة لطلب تقدمت به السلطات القطرية وسوف نستمر في هذا الاتجاه.
تعاون شامل
كما ان البلدين بصدد تطوير شراكة خاصة ومبتكرة في مجال المعدات العسكرية وننظر الي التعاون الثنائي بين الجانبين في هذا المجال باعتباره تعاونا شاملا ولمصلحة الجميع ولا يقتصر فقط علي علاقة بين الشاري والبائع وبالنسبة لنا في فرنسا نري انه يجب ان تواكب هذه العملية التجارية عملية نقل التكنولوجيا وكذلك نقل الانشطة وتطرقت في مباحثات بالدوحة الي الاساليب التي يمكن انتهاجها والفترات الزمنية التي يمكن تحديدها لكي يتم ادخال عناصر هذه العلاقة المتميزة والخاصة ضمن اطار علاقاتنا التجارية وربما يمكن ان تنطلق هذه العلاقة من نقطة البداية أو من مراحل تعميم بعض المعدات العسكرية المواتية لمناخ معين وربما ننتظر في امكانية اعادة تصديرها في وقت لاحق لدول لديها نفس الظروف المناخية أو ربما يتمثل ذلك في عملية صيانة المعدات وكيفية انشاء نوع من البورصة ان صح القول لاعادة بيع المعدات العسكرية. استطيع ان أؤكد ان محادثات في الدوحة سواء من حيث الشكل أو الجوهر اكدت وجود مناخ ثقة متميزة وعلاقة متوازنة قائمة علي المساواة والاحترام المتبادل بين البلدين خاصة في هذا المجال وهذا هو مبعث ارتياحي لنتائج زيارتي.
ولو كان ثمة آسف أعبر عنه في هذا السياق فهو ناتج عن اضطراري لمغادرة قطر بهذه السرعة، والا اتمكن من البقاء في قطر في ظل هذه الحفاوة والكرم الشديدين اللذين قوبلت بهما.
توافق قطري فرنسي
ثم فتحت باب التساؤلات وكان أول الأسئلة:
الي أي مدي كان هناك توافق قطري بخصوص فكرة عقد مؤتمر دولي لبحث الوضع في العراق؟
- لم نتطرق الي هذه الفكرة بالذات وانما تناولنا مجمل الأوضاع في العراق بشكل عام وأود ان أشير إلي ان ثمة تقاربا واضحاً بين الرؤيتين: القطرية والفرنسية حيال المسألة العراقية وهو ما تجلي خلال مباحثاتي في الدوحة وكلا البلدين يؤكدان علي ضرورة اتفاق الأسرة الدولية لايجاد حل للأزمة في العراق والتي تشهد المزيد من التفاقم في الايام الاخيرة.
صفقات أسلحة
وسألت الراية هل نفهم من حديثك في بداية المؤتمر ان فرنسا سوف تقوم بتزويد قطر بصفقات أسلحة متقدمة خاصة ان القوات المسلحة تتجه إلي تقليص اعدادها البشرية والاعتماد علي النوعية والتقنيات المتقدمة في المعدات العسكرية.
إن فرنسا توفر أسلحة لقطر منذ سنوات طويلة ولقد لاحظنا ان الدوحة تسعي للحصول دائماً علي أكثر الأسلحة تقدما من الناحية التكنولوجية فضلا عن أكثرها فاعلية ولدينا رغبة في ان تستمر العلاقات بين الجانبين وفق هذه المنهجية وما أؤكده دوما هو ألا تظل علاقاتنا مع قطر في المجال العسكري ذات طابع تجاري وإنما من الأهمية بمكان ان تتخطي ذلك فقطر شريك استراتيجي متميز لفرنسا ونتطلع إلي ان تتطور الأمور في هذا المجال لمصلحة قطر من خلال نقل التكنولوجيا وكذلك نقل بعض الأنشطة المرتبطة بالتكنولوجيا.
الناتو والخليج
وقالت الراية احتضنت دولة قطر قبل زيارتك هذه مؤتمر تحولات الناتو والأمن في الخليج، كيف ترين دور حلف الناتو - الأطلسي - في منطقة الخليج، وهل تعتقدين ان الحلف قادر علي لعب دور في العراق؟!
- إن دور الحلف كان لبضعة شهور خلت محصورا بحماية القارة الاوروبية ونتيجة للتغيرات التي حصلت علي الصعيد الاستراتيجي وافقنا علي ان يتدخل الحلف خارج أوروبا وخاصة أفغانستان لكن هذا لا يعني ان حلف الأطلسي يمكن ان يتدخل آليا في أي مكان.. وبالنسبة للعراق فإن الاولوية ان يستعيد الشعب العراقي سيادته في أسرع ما يمكن.. ونحن نرغب في ان يتحقق أمران، هما: ان تعاد السيادة لحكومة عراقية معترف بها.. وثانيا ان تتدخل الأمم المتحدة كمحرك لاعادة بناء العراق وبعد توفر هذين الأمرين نعتقد انه يمكننا ان ننظر إذا كان بإمكان الاطلسي ان يلعب دورا بطلب من السلطات العراقية بالطبع.. ولكن هذا السؤال غير مطروح الآن ويمكن ان يطرح هذا السؤال لكن دون إجابة عليه.
تصريحات بوش
الموقف الفرنسي من السياسة الاسرائيلية ايجابي، لكن هل يمكن ان تلعب فرنسا دورا فاعلا يمنع اسرائيل من القيام بانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة في ضوء الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل والذي تجلي في تصريحات بوش الأخيرة؟!
- علينا ان نحاول اقناع الجميع ان هناك خارطة الطريق وعلي الجميع احترامها، وأنه لن يكون هناك حل إلا في ظل توافق جميع الاطراف المعنية ولا يمكن ان يكون هناك حل أحادي ومن جانب واحد. ويتعين علينا ان نقتنع كذلك ان الشعوب بحاجة للسلام وأن نضع حدا للإرهاب وعلينا ان نعمل لتحقيق السلام بأن ننهي النزاع الاسرائيلي الفلسطيني بأسرع وقت ممكن.
محض صدفة
تزامنت زيارتك مع زيارة سابقة لمساعد وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد ارميتاج فهل يعكس هذا تنافسا أمريكياً فرنسيا في منطقة الخليج أم هل هناك تنسيق بين البلدين ازاء سياساتهما في المنطقة؟
- في الواقع ان تزامن زيارة السيد ريتشارد ارميتاج للمنطقة مع زيارتي لها هو محض صدفة ورحلتي للمنطقة كان معدا لها منذ بضعة شهور وأنا لا أنظم زياراتي ولا رحلاتي علي أساس جدول أعمال السيد ارميتاج ولا أحد من الولايات المتحدة أو أية دولة أخري، ربما يجب ان تسألوا السيد ارميتاج إذا كان يرتب رحلاته حسب زياراتي أنا..! ولكن إجابة علي سؤالك أقول ان علاقات فرنسا مع قطر بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام قائمة علي متابعة الزيارات وغيرها، وصحيح كانت هناك فترة توتر مع الولايات المتحدة لكن هذه الفترة قد انتهت وقد زرت الولايات المتحدة نهاية شهر يناير الماضي وعقدت اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوي.. وأمام الصعوبات التي ظهرت مؤخرا أدرك البعض ان تنبيهات فرنسا نابعة ليس فقط من إرادة إيذاء الولايات المتحدة بل من معرفة فرنسا بالمنطقة وعلاقة فرنسا بالعالم العربي.. هناك اليوم في الولايات المتحدة عدد كبير من الأشخاص باتوا يصغون لتحليلاتنا وآمل ان يساهم ذلك في تهدئة العلاقات وإيجاد الحلول المطلوبة.
الإرهاب
هل بحثتم قضية الإرهاب الإسرائيلي مع الجانب القطري وهل بحثتم مع قطر إمكانية عقد اتفاقية معها لتدريب عناصر علي مكافحة الإرهاب؟!
- لقد تكلمنا عن الإرهاب بشكل عام وحاولنا تحديد مصادر الإرهاب واتفقنا علي ضرورة دراسة المصادر التي تسبب الارهاب ومن هذه المصادر: الشعور بالظلم اما نتيجة للأوضاع الاقتصادية المختلفة من دولة إلي أخري كما ان الفقر والبؤس في دولة ما يمكن ان يشكل مبررا ونقطة انطلاق للإرهاب هذا صحيح وأيضاً عندما تكون هناك كذلك معاملة مختلفة بين الدول في حال وجود نفس المشكلة في أكثر من دولة وفي الواقع ان السعي لتحقيق العدالة هو الذي يسمح لنا بإيجاد أفضل رد علي الارهاب متعدد الأوجه والجواب يجب ان يكون كذلك متعدد الأوجه.
نداء لإيران
وسألت الراية ما هو الموقف الفرنسي من التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش لإيران ازاء قدراتها النووية، مع العلم ان فرنسا وألمانيا وبريطانيا يلعبون دورا في حل اشكالية الملف النووي الإيراني؟!
- نحن نوجه نداء لإيران للاستجابة لطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفرنسا فعلت الكثير لشركائها كي تتمكن الوكالة الدولية لأن تلعب دورها كاملا في إيران ونحن نأمل ان تأخذ هذه العملية التي بدأناها مجراها وأن تصل إلي نهايتها.
ماري كانت ترتدي حلة أقرب الي الزي العسكري والمؤكد ان ذلك مرتبط بالسفر لكنها كانت في حالة من البهاء فهي انجزت زيارة ناجحة لعاصمة دولة باتت بكل المقاييس تعيش وضعية الشريك الاستراتيجي المتميز لفرنسا علي حد تعبير وزيرة الدفاع نفسها.
في المؤتمر الصحفي تحدثت باستفاضة عن نتاج لقاءاتها ومحادثاتها في الدوحة ثم اجابت علي تساؤلات الصحفيين كان نصيب الراية منها ثلاثة. في بداية المؤتمر حرصت سعادة وزيرة الدفاع الفرنسية علي شرح نتائج زيارتها واللقاءات التي اجرتها بالدوحة وقالت: لقد امضيت بالدوحة حوالي اربع وعشرين ساعة وتمكنت خلالها من اجراء سلسلة لقاءات مع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد وسعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة القطرية. وشكلت هذه اللقاءات فرصة سانحة للتأكيد علي العلاقات الممتازة والمتميزة القائمة بين الدوحة وباريس خاصة في المجالات الدفاعية والعسكرية. ولقد تركزت هذه اللقاءات علي الأوضاع السياسية والعسكرية العامة ومستجدات الوضع في المنطقة وكذلك قضية الارهاب.
ولم تكتف المباحثات التي اجرتها في الدوحة بالتطرق الي مشروعات التعاون الجديدة بين البلدين في المجال العسكري فقط وإنما قمنا باجراء تقويم شامل للانجازات المهمة التي تحققت خلال الشهور القليلة الماضية تنفيذا للخطط التي تم اعدادها منذ حوالي العامين.
شراكة متميزة
واستطيع ان أؤكد ان النتائج الايجابية التي اسفرت عنها زيارتي للدوحة تجسد الشراكة الاستراتيجية والشاملة والمتميزة القائمة بين قطر وفرنسا. ولاشك ان تجليات هذه الشراكة يمكن رصدها في اللقاءات العديدة التي تعقد بين الجانبين علي أرفع المستويات، فعلي الصعيد الوزاري علي سبيل المثال فان زيارتي تمثل اللقاء الخاص خلال الشهور العشرين المنصرمة بالاضافة الي ذلك ثمة لقاءات عديدة علي مستوي القيادات العسكرية. وتابعت وزيرة الدفاع الفرنسية حديثها: في العمل الذي نقوم به سويا نركز منذ فترة طويلة علي المبادلات بين البلدين في مجال التعليم والتمرينات المشتركة وكذلك بالنسبة للملفات العديدة. وأهم ما تم رصده في هذا السياق ان التبادلات بين البلدين أضحت ثنائية بشكل فاعل وحقيقي وهو ما يتجسد في استقبال فرنسا للضباط والطلاب القطريين كما ترسل بدورها ضباطاً فرنسيين لقطر لتعلم اللغة العربية علي وجه الخصوص لدينا الأمل في ان يتم تعزيز وتنمية هذه المبادلات في المستقبل.
التمرينات العسكرية
علي صعيد آخر ولكي يتمكن العسكريون في البلدين من التعرف علي بعضهم البعض والعمل سويا فانه يجب ان تكون هناك تمرينات مشتركة، وفي هذا الصدد تم تنفيذ مثل هذه التمرينات في العام 2003 وكما سيتم تنفيذها خلال هذا العام.. وثمة تمرينات عسكرية ضخمة سيتم تنفيذها في العام 2005 .
وأود أن الفت علي هذا الصعيد ان فرنسا زادت من وتيرة وجودها العسكري في قطر علي فترات متقطعة بالاضافة الي رسو السفن الحربية الفرنسية القادمة من جيبوتي بميناء الدوحة وذلك استجابة لطلب تقدمت به السلطات القطرية وسوف نستمر في هذا الاتجاه.
تعاون شامل
كما ان البلدين بصدد تطوير شراكة خاصة ومبتكرة في مجال المعدات العسكرية وننظر الي التعاون الثنائي بين الجانبين في هذا المجال باعتباره تعاونا شاملا ولمصلحة الجميع ولا يقتصر فقط علي علاقة بين الشاري والبائع وبالنسبة لنا في فرنسا نري انه يجب ان تواكب هذه العملية التجارية عملية نقل التكنولوجيا وكذلك نقل الانشطة وتطرقت في مباحثات بالدوحة الي الاساليب التي يمكن انتهاجها والفترات الزمنية التي يمكن تحديدها لكي يتم ادخال عناصر هذه العلاقة المتميزة والخاصة ضمن اطار علاقاتنا التجارية وربما يمكن ان تنطلق هذه العلاقة من نقطة البداية أو من مراحل تعميم بعض المعدات العسكرية المواتية لمناخ معين وربما ننتظر في امكانية اعادة تصديرها في وقت لاحق لدول لديها نفس الظروف المناخية أو ربما يتمثل ذلك في عملية صيانة المعدات وكيفية انشاء نوع من البورصة ان صح القول لاعادة بيع المعدات العسكرية. استطيع ان أؤكد ان محادثات في الدوحة سواء من حيث الشكل أو الجوهر اكدت وجود مناخ ثقة متميزة وعلاقة متوازنة قائمة علي المساواة والاحترام المتبادل بين البلدين خاصة في هذا المجال وهذا هو مبعث ارتياحي لنتائج زيارتي.
ولو كان ثمة آسف أعبر عنه في هذا السياق فهو ناتج عن اضطراري لمغادرة قطر بهذه السرعة، والا اتمكن من البقاء في قطر في ظل هذه الحفاوة والكرم الشديدين اللذين قوبلت بهما.
توافق قطري فرنسي
ثم فتحت باب التساؤلات وكان أول الأسئلة:
الي أي مدي كان هناك توافق قطري بخصوص فكرة عقد مؤتمر دولي لبحث الوضع في العراق؟
- لم نتطرق الي هذه الفكرة بالذات وانما تناولنا مجمل الأوضاع في العراق بشكل عام وأود ان أشير إلي ان ثمة تقاربا واضحاً بين الرؤيتين: القطرية والفرنسية حيال المسألة العراقية وهو ما تجلي خلال مباحثاتي في الدوحة وكلا البلدين يؤكدان علي ضرورة اتفاق الأسرة الدولية لايجاد حل للأزمة في العراق والتي تشهد المزيد من التفاقم في الايام الاخيرة.
صفقات أسلحة
وسألت الراية هل نفهم من حديثك في بداية المؤتمر ان فرنسا سوف تقوم بتزويد قطر بصفقات أسلحة متقدمة خاصة ان القوات المسلحة تتجه إلي تقليص اعدادها البشرية والاعتماد علي النوعية والتقنيات المتقدمة في المعدات العسكرية.
إن فرنسا توفر أسلحة لقطر منذ سنوات طويلة ولقد لاحظنا ان الدوحة تسعي للحصول دائماً علي أكثر الأسلحة تقدما من الناحية التكنولوجية فضلا عن أكثرها فاعلية ولدينا رغبة في ان تستمر العلاقات بين الجانبين وفق هذه المنهجية وما أؤكده دوما هو ألا تظل علاقاتنا مع قطر في المجال العسكري ذات طابع تجاري وإنما من الأهمية بمكان ان تتخطي ذلك فقطر شريك استراتيجي متميز لفرنسا ونتطلع إلي ان تتطور الأمور في هذا المجال لمصلحة قطر من خلال نقل التكنولوجيا وكذلك نقل بعض الأنشطة المرتبطة بالتكنولوجيا.
الناتو والخليج
وقالت الراية احتضنت دولة قطر قبل زيارتك هذه مؤتمر تحولات الناتو والأمن في الخليج، كيف ترين دور حلف الناتو - الأطلسي - في منطقة الخليج، وهل تعتقدين ان الحلف قادر علي لعب دور في العراق؟!
- إن دور الحلف كان لبضعة شهور خلت محصورا بحماية القارة الاوروبية ونتيجة للتغيرات التي حصلت علي الصعيد الاستراتيجي وافقنا علي ان يتدخل الحلف خارج أوروبا وخاصة أفغانستان لكن هذا لا يعني ان حلف الأطلسي يمكن ان يتدخل آليا في أي مكان.. وبالنسبة للعراق فإن الاولوية ان يستعيد الشعب العراقي سيادته في أسرع ما يمكن.. ونحن نرغب في ان يتحقق أمران، هما: ان تعاد السيادة لحكومة عراقية معترف بها.. وثانيا ان تتدخل الأمم المتحدة كمحرك لاعادة بناء العراق وبعد توفر هذين الأمرين نعتقد انه يمكننا ان ننظر إذا كان بإمكان الاطلسي ان يلعب دورا بطلب من السلطات العراقية بالطبع.. ولكن هذا السؤال غير مطروح الآن ويمكن ان يطرح هذا السؤال لكن دون إجابة عليه.
تصريحات بوش
الموقف الفرنسي من السياسة الاسرائيلية ايجابي، لكن هل يمكن ان تلعب فرنسا دورا فاعلا يمنع اسرائيل من القيام بانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة في ضوء الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل والذي تجلي في تصريحات بوش الأخيرة؟!
- علينا ان نحاول اقناع الجميع ان هناك خارطة الطريق وعلي الجميع احترامها، وأنه لن يكون هناك حل إلا في ظل توافق جميع الاطراف المعنية ولا يمكن ان يكون هناك حل أحادي ومن جانب واحد. ويتعين علينا ان نقتنع كذلك ان الشعوب بحاجة للسلام وأن نضع حدا للإرهاب وعلينا ان نعمل لتحقيق السلام بأن ننهي النزاع الاسرائيلي الفلسطيني بأسرع وقت ممكن.
محض صدفة
تزامنت زيارتك مع زيارة سابقة لمساعد وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد ارميتاج فهل يعكس هذا تنافسا أمريكياً فرنسيا في منطقة الخليج أم هل هناك تنسيق بين البلدين ازاء سياساتهما في المنطقة؟
- في الواقع ان تزامن زيارة السيد ريتشارد ارميتاج للمنطقة مع زيارتي لها هو محض صدفة ورحلتي للمنطقة كان معدا لها منذ بضعة شهور وأنا لا أنظم زياراتي ولا رحلاتي علي أساس جدول أعمال السيد ارميتاج ولا أحد من الولايات المتحدة أو أية دولة أخري، ربما يجب ان تسألوا السيد ارميتاج إذا كان يرتب رحلاته حسب زياراتي أنا..! ولكن إجابة علي سؤالك أقول ان علاقات فرنسا مع قطر بشكل خاص ودول الخليج بشكل عام قائمة علي متابعة الزيارات وغيرها، وصحيح كانت هناك فترة توتر مع الولايات المتحدة لكن هذه الفترة قد انتهت وقد زرت الولايات المتحدة نهاية شهر يناير الماضي وعقدت اجتماعات مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوي.. وأمام الصعوبات التي ظهرت مؤخرا أدرك البعض ان تنبيهات فرنسا نابعة ليس فقط من إرادة إيذاء الولايات المتحدة بل من معرفة فرنسا بالمنطقة وعلاقة فرنسا بالعالم العربي.. هناك اليوم في الولايات المتحدة عدد كبير من الأشخاص باتوا يصغون لتحليلاتنا وآمل ان يساهم ذلك في تهدئة العلاقات وإيجاد الحلول المطلوبة.
الإرهاب
هل بحثتم قضية الإرهاب الإسرائيلي مع الجانب القطري وهل بحثتم مع قطر إمكانية عقد اتفاقية معها لتدريب عناصر علي مكافحة الإرهاب؟!
- لقد تكلمنا عن الإرهاب بشكل عام وحاولنا تحديد مصادر الإرهاب واتفقنا علي ضرورة دراسة المصادر التي تسبب الارهاب ومن هذه المصادر: الشعور بالظلم اما نتيجة للأوضاع الاقتصادية المختلفة من دولة إلي أخري كما ان الفقر والبؤس في دولة ما يمكن ان يشكل مبررا ونقطة انطلاق للإرهاب هذا صحيح وأيضاً عندما تكون هناك كذلك معاملة مختلفة بين الدول في حال وجود نفس المشكلة في أكثر من دولة وفي الواقع ان السعي لتحقيق العدالة هو الذي يسمح لنا بإيجاد أفضل رد علي الارهاب متعدد الأوجه والجواب يجب ان يكون كذلك متعدد الأوجه.
نداء لإيران
وسألت الراية ما هو الموقف الفرنسي من التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش لإيران ازاء قدراتها النووية، مع العلم ان فرنسا وألمانيا وبريطانيا يلعبون دورا في حل اشكالية الملف النووي الإيراني؟!
- نحن نوجه نداء لإيران للاستجابة لطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفرنسا فعلت الكثير لشركائها كي تتمكن الوكالة الدولية لأن تلعب دورها كاملا في إيران ونحن نأمل ان تأخذ هذه العملية التي بدأناها مجراها وأن تصل إلي نهايتها.
التعليقات