سيف الصانع من دبي: دخل عبد الرحمن الراشد الصحافي والكاتب ورئيس تحرير الشرق الأوسط سابقا مبنى العربية، كمسؤول وليس كضيف على المحطة كما كان في السابق.
لم يتسن لـ "إيلاف" التعرف على ما يحمله الصحافي السعودي اللامع من أفكار، وتجديدات للمحطة التي أخذت حيزا سريعا في السوق، لكن إعلاميين من دبي ولندن وواشنطن وعواصم عربيه يرون أن صعوبات بالغة تنتظر الراشد، لا لجهة تسيير المحطة إداريا، فقط بل أسباب أخرى. فالمحطة رغم نجاحها الجيد قياسا لعمرها، إلا أنها لم تستطع التخلي عن المأزق الذي وقعت فيه في سياق منافستها الجزيرة، المحطة التي تتخذ من قطر مقرا لها، اذ تجاوزت المحطتان الخط المهني لتتسابقا على كسب الشارع بأدلجة القضايا وتوجيهها وفق مناخات فكرية أو سياسية، بدءا من التيار الأصولي ونهاية بالتيار القومي. ولم يعد خافيا أن الإدارة الأمريكية عبرت عدة مرات وعلنا عن انتقادات لمحطتي الجزيرة والعربية، وابلغ مسؤولون أمريكيون السعوديين والقطريين احتجاجهم على تحريض المحطتين التي يديرها في غالب الأحيان اشخاص متهمون بالانتماء إلى اتجاهات فكرية وسياسية مناوئة. وإذا كان الأمريكيون يغضون البصر قليلا عن "الجزيرة" لجهة وجود القاعدة الأمريكية "العديد" والتعاون المطلق من الجانب القطري مع أميركا ونشاط الدوحة الظاهر داخل ماكينة واشنطن السياسية، فإنهم لا يجدون مبررا من جانبهم لموقف العربية وصمت القادة السعوديين عنها.
ولا يعرف ما إذا كان الراشد سيتدخل شخصيا لتعديل مسار المحطة وفق تجربته في بريطانيا ومن خلال تأثيرات الإعلام البريطاني الذي لم تنجح في تقليده المحطتان وصارتا اقرب إلى فوكس نيوز المحطة الأمريكية المغالية في تأييدها لليمين الأمريكي، لكن في اتجاه آخر على حد تعبير مراقب إعلامي في دبي.
الراشد بدا اجتماعات مكثفه مع مسؤولي المحطة دون أن يكشف كافة أوراقه.