طلحة جبريل موفد" إيلاف" إلى المنامة (البحرين): كان نهاراً قائظاً في "مدينة عيسى". أحضر صاحب المنزل بعض المثلجات ومشروبات غازية وقهوة عربية للرسامين عبد القادر الأعرج ويونس الخراز.
وقفت سيدة بحرينية تسأل عما يفعله هذان المغربيان. قيل لها بأنهما يرسمان جدارية ضمن فعاليات "ملتقى البحرين أصيلة ". تساءلت لماذا ليس في حينا أيضاً؟
لم تجد إجابة.
كان ذلك أكبر نجاح يحققه هذا الملتقى الذي نقل أصيلة برساميها ونقادها وموسيقييها وبعض الذين يشاركون في ندواتها في رحلة ربيع إلى البحرين. كل الناس تريد من الفنانين الذين يشاركون في الجداريات رسمها على جدران منازلهم. هذه هي المرة الأولى التي ينزل فيها الفن بهذه الكثافة إلى الشارع البحريني.
اختار منظمو مهرجان أصيلة أن تكون أول دورة من "ملتقى أصيلة البحرين" تماثل أول مهرجان من مواسم أصيلة الذي انطلق عام 1979 حين حمل الرسامون أصباغهم وألوانهم وفرشاتهم وراحوا يصبغون جدران المدينة المغربية الهادئة التي تقع في أحضان الأطلس بالجداريات. التجربة نفسها تتكرر. فنانون من جميع أنحاء العالم يرسمون جداريات في مختلف مدن وبلدات البحرين التي تطل على الخليج العربي.
&
***

استمر الأعرج والخراز بعد استراحة قصيرة في عملهما. الأصباغ تناثرت على ملابسهما. ثمة تمازج بين حرارة الطقس وحرارة الجدارية. تناولنا معهم المرطبات والقهوة. يرسمان شخوصاً يحلقان في حرية كاملة. جدارية يمتزج فيها الفرح بالحزن... وبعض الرؤى الشخصية مع طغيان واضح للون الأصفر لون الغيرة. ممن يغار الأعرج والخراز ؟ لم يتحدثا لنا عن ذلك.
أن يقف فنانان مغربيان قادمان من أصيلة والدار البيضاء لساعات طويلة في يوم قائظ يصبغان جداراً في البحرين أليس ذلك أفضل من جميع السياسات.
آه منك يا زمان العروبة.