ايلاف - طارق السعدي: التقت "ايلاف" محمد جبر مؤسس صحيفة الكترونية عربية تسمى "الجريدة الالكترونية" ونقلت اليه بعض تساؤلات مستعملي الانترنت العرب...فكان الحوار التالي:&

كيف نشأت الجريدة الالكترونية؟
·نشات الجريدة الالكترونية كفكرة من واقع العمل منذ 30 عاما في الصحافة التقليدية وفي ضوء ما يواجهها من تحديات في عصر العولمة والمعلومات والتجارة الالكترونية.
ومن الخبرة التي استقيتها في مجال تكنولوجيا المعلومات على مدى العشرين عاما الماضية كنت ارى الصحافة التقليدية وقد اصبحت في مرحلة تحول تاريخي على نمط التحولات التاريخية الاخرى التي شهدتها منذ بدأت فجر التاريخ ككتابات على الجدران الى ان استقرت على ما وصلت اليه بعد اختراع المطابع، وما رافق ذلك من تطور في الفنون المطبعية.
فالفضاء الالكتروني الذي شاع وصفه ب"الانترنت" وفر بيئة عمل جديدة للمطبوع التقليدي ايا كان ليكون مطبوعا الكترونيا يتميز بالعديد من الصفات التي تعجز المطبع التقليدي عن توفيرها، ومثال ذلك:
-التفاعلية كدمج المعلومة الخبرية بالصور والملفات الصوتية والمرئية مهما كان حجمها او مساحتها، اضافة لربط هذه المعلومة او الخبر بقواعد بيانات ومواد ارشيفية موسعة من خلال التوصيلات التلقائية.
-الفورية في النشر وهو الامر الذي وفرته القنوات الفضائية لكن الجريدة الالكترونية يمكنها ان تسبق حتى الفضائية خاصة وان المحطات الفضائية تبث الاخبار وفق مواعيد ثابتة.
-امكانية تحرير الخبر او تحديثه في أي وقت ومن أي جهاز كمبيوتر في أي مكان على وجه الارض طالما انه متصل بالانترنت، وهو ما لا يمكن ان توفره وسائل الاعلام التقليدية خاصة الصحف.
هذا الى جانب العديد من المزايا الاخرى والتي لا تتطلب جهاز تحرير ومكاتب ومطابع ومبان ومفروشات ..الخ مما لا يمكن للصحيفة التقليديه ان تعمل بدون توفرها مهما بلغت كلفتها.
ومن هنا نشأت فكرة الجريدة الالكترونية باعتبارها جريدة المستقبل التي تمثل وسيلة اعلامية عصرية يمكنها ان تقوم بوظائف خمس وسائل اعلامية تقليدية مجتمعة: هي وكالة الانباء والصحيفة او المجلة والاذاعة او التلفزيون والقناة الفضائية في وسيلة اعلامية واحدة وبتكاليف مادية لا تكاد تذكر باستثناء مكافات المحررين والكتاب في اماكنهم.

&

·لكن لماذا اخترتم الاصدار الالكتروني وعلى الانترنت بالذات، لماذا لم تطوروا تجربة ورقية رائدة؟
· كما سبق شرحه، فالجريدة الالكترونية هي صحيفة المستقبل.. ومن يريد اصدار صحيفة الكترونية اليوم لا ينظر الى الوراء خاصة وانه لا يحتاج مبالغ طائلة لاستئجار مباني وشراء مطابع وورق وتعيين موظفين بعقود عمل مع توفير متطلباتهم ومستلزماتهم المهنية والمعيشية.

&

·كيف تنظرون الى تنامي "الصحف العربية الالكترونية" على الويب؟
- ربما كان المقصود بالسؤال هو المواقع التي تنشر اخبارا يومية على الانترنت.. فاذا كان الامر كذلك فهذه المواقع ليست صحف..بل مواقع خدمات اصطلح على تسميتها "بورتال" ..أي "بوابة" لعدة خدمات من بينها الاخبار..وهذه المواقع تحصل في الغالب على اخبارها من مصادر اخرى مثل وكالات الانباء ..او "الجريدة" التي تنتج اخبارها بنفسها..ثم تعرضها على مواقعها كخدمة للزائر الى جانب خدمات اخرى مثل الحوار والبريد الالكتروني المجاني والمناقشات، وذلك كله كمشروع تجاري يستفيد من مردود الاعلان على هذه المواقع.
اما بالنسبة لمواقع الصحف العربية اليومية على الانترنت.. فهذه مواقع الكترونية لهذه الصحف تعرض فيها اعداد اليوم السابق ..وذلك على عكس "الجريدة الالكترونية اليومية" التي تصنع الخبر وتتابعه على مدار الساعة بحيث انك تجد الاخبار التي تنشر في "الجريدة الالكترونية اليومية" تنشر عادة مع فارق الوقت بعد يومين او ثلاثة على مواقع الصحف العربية التي تنشر اعدادها اليومية (في اليوم التالي) على مواقعها على الانترنت.

&

· ما هي المراحل التي تمر بها "الجريدة" يوميا من التحرير الى الصدور الالكتروني؟
· "الجريدة الالكترونية" موجودة فقط على الويب.. وهي تعمل على مدار الساعة من خلال شبكة من المراسلين والكتاب - جميعهم متطوعون حتى الان من اجل انجاح فكرتها - ولذلك فهي تصدر على مدار الساعة اذ ينشر الخبر او المقال او التحقيق الجديد فور وصوله من الزملاء بالبريد الالكتروني او من قبل بعضهم مباشرة ممن اتقنوا عملية التحرير الالكتروني الفوري.
ولهذا فان قاريء الجريدة الالكترونية ليس قارئا عابرا.. بل هو يتردد عليها في اليوم اكثر من مرة لمتابعة آخر الاخبار التي يتم تحديثها واضافة المزيد منها ساعة بعد ساعة..بل في احيان اخرى كل اقل من دقيقة كما حدث ابان تغطية الجريدة الالكترونية لاخبار الانتفاضة..فقد كانت بعض الاخبار تنشر بعد اقل من ثلاثين ثانية من حدوث الخبر او نشر اسماء الشهداء والمصابين..وهذا ما سجلته للجريدة عدة وسائل اعلامية مطبوعة في تغطياتها عما قامت به الانترنت اعلاميا، وربما كان هذا هو السبب الذي جعل الجريدة تحتل الموقع الاول في مسابقة "افضل موقع اخباري عربي على الانترنت" والتي نظمتها قناة ابوظبي الفضائية.

&

· ما رأيكم في الاخطاء المرتكبة من قبل الصحافة العربية على الويب، سواء منها ذات الاصل الورقي او غيرها؟
· بالنسبة للصحف ذات الاصل الورقي فربما يمكن حصر الاخطاء في الناحية الفنية..أي ما يتعلق بتصميم الموقع وتصفح الاخبار والارشيف الخ..
لكن بالنسبة للمواقع التي تنشر اخبارا فورية على الانترنت فاخطاؤها للاسف كثيرة ومن اهمها:
- غياب الحرفية والمهنية لدى ناشر الخبر مما يوقعه في مشكلة الضعف في تحرير الخبر وصياغته وبنائه كما هو الحال مع الصحفيين المحترفين.
- النشر التلقائي من وكالات الانباء المعروفة بخلفياتها وسياساتها الخاصة في تحرير الاخبار...
- عدم الدقة في ذكر اسماء المواقع والاماكن والوقائع احيانا..علما بان الخبر يجب يكون دقيقا وصادقا قبل نشره.
وانا اورد هذه الاخطاء على سبيل المثال..لكن الاخطاء عديدة ومتنوعة..والسبب المباشر لذلك هو عدم وجود صحفيين محترفين في هذه المواقع الا القليل منها.

&

· هل لديكم خطوط حمراء؟
· يعتقد البعض خطأ ان الانترنت يجب ان تكون مفتوحة لكل شيء يتصل بالحرية الشخصية وحرية الراي والمعتقد ..وهذا صحيح، ولكن حرية الفرد تنتهي ايضا عندما تبدأ حرية الاخرين..
على هذه القاعدة يتشكل اول خط احمر في الجريدة.فليست الحرية الشخصية ان نسمح بالقذف والتشهير وكيل الشتائم والسباب كيفما اتفق لان هذا الشخص او ذاك لا يعجبنا رايه او سياسته..
اما الخط الاحمر الثاني فيتعلق بالحقائق.. ففي الجريدة لا مكان لمن يريد تشويه الحقاءق او تزييفها او تجييرها لصالح أي شخص او جهة..وللاسف فهناك -من واقع الخبرة- من تراهم اما مضللين او وصلتهم معلومات مغرضة فبنوا عليها رايا وارادوا التعبير عنه بمقال اعتقادا منهم بانه سينشر على الانترنت..ولكننا في مثل هذه الحالات نرفض النشر ..لان المعلومات تكون منافية للحقيقة.
اضافة لذلك لا يسمح في الجريدة بنشر ما يمس بالمعتقدات الدينية او بالشخصيات الاعتبارية مثلما هو الحال في أي صحيفة ديموقراطية متزنة وعاقلة.

&

· هل واجهتم مشاكل ذات صلة بممارستكم لحرية التعبير؟
· نحمد الله اننا لم نواجه أي مشاكل، ونامل ان لا نتعرض لاي مشاكل..فالجريدة تتبع سياسة متزنة وعاقلة..ونحن لسنا بوقا لاحد..ولن نكون بوقا لاحد..فكل ما يهمنا هو ان نقدم خبرا صادقا وامينا..وتحقيقا مفيدا ..ومقالا موضوعيا..ولا نسيء لاحد..ونحن لا نفرق بين أي نظام واي مواطن عربي طالما ان عمل أي منهما يصب في المصلحة العربية العليا، وهذا ما نبرزه في الجريدة من دون أي اجحاف بحق أي جهد عربي مخلص.

&

· زواركم، عددهم وانطباعاتهم، ماذا تعرفون عن شرائح قرائكم وكيف؟
·انطلقت الجريدة على الانترنت مطلع العام الحالي، لكنها انتشرت بسرعة هائلة خلال فترة قصيرة جدا الامر الذي اضطرنا الى الانتقال الى موقع جديد خلال اقل من ستة اشهر لاستيعاب العدد المتزايد والمتنامي يوميا الذي يزور الموقع..والذي يصنف الان من بين افضل 250 صحيفة الكترونية في آسيا والباسيفيكي ..كما يصنف بين افضل عشرة الاف صحيفة على مستوى العالم عدا عن انه احتل افضل موقع اخباري عربي على الانترنت.
اضافة لذلك فالجريدة تتوفر الان من خلال ما يزيد عن 4500 اداة بحث عالمية، كما تتوفر مداخل للوصول اليها من عشرات المواقع العربية التي تعنى بالصحف والاخبار..ولعل في هذا ما يكفي للاشارة الى العدد الذي تسال عنه.
اما انطباعات القراء فلك ان تقرأها بنفسك على الموقع حيث توجد صفحة خاصة لزوار الجريدة يسجلون فيها انطباعاتهم وارائهم في اداء الجريدة ومستواها.
اما شرائح القراء ..فواضح من الرسائل التي تصلنا يوميا انها تستقطب الصحفيين المحترفين والكتاب البارزين في الوطن العربي ومختلف انحاء العالم، ووفقا للاحصائيات المتوفرة لدي فان اكبر عدد من الزوار ياتي حاليا من فلسطين والاردن والولايات المتحدة ثم السعودية ودول الخليج وتليها دول المغرب العربي ثم يقية انحاء العالم من نيوزيلاندا حتى تشيلي مرورا بكندا واستراليا والهند وباكستان ودول عديدة اخرى.

&

&· اية آفاق تتخيلون للمستقبل الاعلامي العربي على الويب؟
· الافاق مشرقة بالتاكيد..ومن عايش نمو الشبكة مطلع التسعينات حتى الان بات يلمس بوضوح ان العرب احتلوا مساحة واسعة على الشبكة خلال فترة قصيرة الامر الذي اكسبهم الخبرة في كيفية استغلال الشبكة الاستغلال الامثل لطرح القضايا العربية..فقد انفتحت الافاق..واكتسبت الخبرة..وكما ترى فان المواقع العربية على الانترنت باتت تحظى باستثمارات مهمة تجعلها منافسة للمؤسسات الاعلامية الغربية..
ومع التطور الحتمي للاشياء..فان المساحة العربية على الانترنت ستكبر اضعاف ما هي عليه اليوم خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة مع انشاء مدينة دبي للانترنت والاعلام والتي سيكون لها اكبر الاثر في توظيف استثمارات عربية اكثر على الشبكة.

&

سيرة محمد جبر:

-&محمد جبر

- صحفي وكاتب فلسطيني منذ&ثلاثين عاما

-&عمل في مجال تكنولوجيا المعلومات لنحو عشرين عاما

محمد جبر