&
حراس الملكة في بريطانيا
&
بيروت : ريما زهار : في بريطانيا آلاف العائلات العربية، منها من هو هناك بسبب علم أو بحث عن لقمة العيش أو مصدر للرزق، ومنها من هو مرتاب في مستقبل المنطقة العربية ويبحث عن عالم أكثر أمناً واطمئناناً، ومنها من فرَّ من بطش حاكم أو حكم متسلط وكام للأفواه ومحارب أصحاب الرأي المخالف بلقمة عيش أطفالهم بعد حرمانهم من حق العمل وخدمة أوطانهم.
مهما تكن الأسباب التي تدفع هؤلاء بعيداً عن العيش على تراب الوطن والتمتع بهوائه فإنهم يدفعون وأطفالهم ضريبة إضافية علاوة على أي أسباب دفعتهم للعيش بعيداً في بيئة تهدد مستقبل الأبناء. كثير من العائلات العربية في بريطانيا تدفع الضريبة الإضافية من تعليم أطفالها، وتكافح حتى تستقيم الألسن بلغة عربية مبينة لكن المدارس العربية في بريطانيا تعاني بدورها -هذا إن وُجدت- من مشكلات مختلفة
في محيط مغاير لبيئتهم وجد العرب والمسلمون أنفسهم في بريطانيا بين فكي كماشة، بين بيئة تهدد مستقبل هوية أبنائهم وبين أمر واقع يحد من تلقين الأبناء شيئاً من لغة القرآن وبعضاً ما تيسر من -الدين الحنيف. إشكالية تؤرق الآباء كما الأمهات، والحل في رأيهم التضحية بيوم من راحة أبنائهم الأسبوعية واللحاق بما بات يعرف هنا بمدرسة السبت،
مدير أحد المدارس
يقول أعمر آيت يحيا (مدير مدرسة عربية):" يأتي هذا العمل كحلقة ضمن سلسلة من الجهود المضنية والمتواصلة، بغية الحفاظ على اللسان العربي وصيانة الهوية الدينية في أوساط الناشئة
بالمقابل أن هناك بعضاً ممن لم يسعفهم الحظ لا يستطيعون التحدث باللغة العربية فهم يجدون صعوبة بالغة ومع ذلك فهم يحاولون.
تجربة
تجربة تأسيس مدرسة عربية في لندن أو في غيرها من المدن البريطانية الأخرى هي تجربة آخذة في الاتساع، لكنها تبقى تجربة ذاتية يدفع تكاليفها أولياء التلاميذ والتلاميذ أنفسهم من راحتهم، لكنها تبقى عملية مفروضة تعكس الرغبة الجامحة للأولياء بالانتماء وصلة الوصل بأرض الوطن والهوية.
محاولات تعليم اللغة العربية في بريطانيا وسط محيط سماؤه وأرضه إنكليزية ليست سهلة على الإطلاق، فلا الأب سيرتاح من هذا العناء ولا التلميذ سيستقيم له اللسان بعربية طليقة لا تعترضها عوارض شكسبير.
مدارس تعليم اللغة العربية في بريطانيا هي قليلة العدد جداً، وحتى وإن وجدت بشكل مقبول فهي لا تلبيِّ الحاجة المتزايدة لآلاف الراغبين في تعلم لغتهم ومبادئ دينهم، فهي إذاً رغبة جامحة تصطدم بواقع لا يحقق هذه الرغبة على نطاق واسع.
الجالية العربية

بلير بعد فوزه بالانتخابات

وتشكل الجالية العربية مجموعة من النفوذ داخل دوائر محددة في العاصمة البريطانية وعدة مناطق اخرى صناعية مثل مدينة برمنجهام.وتقول
&احصائية ان عدد عرب بريطانيا الذين لهم حق التصويت يتجاوز ال 400الف شخص، وانهم يملكون التأثير على انتخاب مرشحين من الاحزاب الثلاثة الرئيسية في البلاد.ويتجه النادي العربي المعبر عن الجالية العربية لدعوة بعض المرشحين للحديث عن برامجهم تجاه عرب بريطانيا والالتزام بالمطالب الخاصة بهم ولدعم القضايا المرتبطة بتعليم اللغة العربية والتأكيد على صفة التعدد الثقافي ودعم المدارس العربية في المملكة المتحدة.
الوجود العربي
وينشط الوجود العربي خلال الانتخابات العامة، للوقوف خلف بعض المرشحين والتأكيد على نفوذ الصوت العربي وان الجالية اصبحت مؤثرة بشكل ما على مجريات الانتخابات والاداء الديمقراطي.وقد دعا النادي العربي الى مساهمة الجالية في انتخابات نواب البرلمان السابقة وطرح مطالب الجالية سواء توفير الاحتياجات التعليمية والصحية وضمانات الأمن العام او تجاه تبني بريطانيا تطبيق ودعم السلام العادل في الشرق الاوسط، والتحرك بفاعلية.
النادي العربي
وكان النادي العربي خلال انتخابات عام 1997 نظم ندوة مع شخصيات في الاحزاب البريطانية حول سياسات الخارجية البريطانية في الشرق الاوسط والدور الذي على بريطانيا القيام به لدعم سلام عادل يوفر الحقوق وضمانات عادلة للشعب الفلسطيني. كما تم طرح قضية نزع اسلحة الدمار في منطقة الشرق الاوسط واعتبارها منطقة خالية من السلاح النووي.وينوي النادي العربي الدعوة الى ندوة مماثلة مع المتحدثين عن الشؤون الخارجية في الاحزاب البريطانية لتحديد مطالب الجالية العربية لدفع بريطانيا للتحرك الدبلوماسي والوقوف خلف الحق الفلسطيني ومواجهة استخدام (اسرائيل) المفرط للقوة في صراعها مع الشعب الفلسطيني.
الأحزاب البريطانية
وتتحرك الاحزاب البريطانية المختلفة لجذب الصوت العربي والاسلامي وهناك قناعة في زيادة عدد النواب المسلمين داخل البرلمان البريطاني. وقد نجح النائب المسلم محمد سروار في دخول البرلمان عن حزب العمال في انتخابات عام 1997.
ويقول د. سيد عزيز باشا رئيس الاتحادات الاسلامية، ان هناك أملا بزيادة عدد نواب المسلمين في البرلمان البريطاني لتأكيد حقوق الجالية المسلمة في دعم مدارس وتبني برنامج حماية الاسرة وتأكيد القيم الفاضلة في المجتمع البريطاني.ويشعر المسلمون والعرب بقدرته التأثير على خيارات انتخاب المرشحين ودفعهم نحو البرلمان، وتناقش الجالية الاسلامية والعربية بعض البرامج المشتركة لالزام الاحزاب بتبني المطالب الخاصة بالجاليتين وتطبيقها والعمل على تمثيل المسلمين والعرب داخل قائمة مجلس العموم البريطاني.ويتهم العرب والمسلمون بالوقوف خلف مرشحين، يعلنون تعاطفهم مع المطالب العربية الاسلامية سواء في اتجاه تحرك الجانبين الاسلامي والعربي في بريطانيا او مساندة حقوق الشعب الفلسطيني والالتزام بسلام عادل في الشرق الاوسط يحقق الاستقرار الاقليمي في المنطقة.