بعد خروج الاستعمار البريطاني من الدول العربية والإسلامية التي استعمرها، ربط شعوب شبه القارة الهندية بـ (كومنويلث) معه، وقد منحت بريطانيا لرعايا (الكومنويلث) حقوقاً خاصة تتعلق بحصولهم على الجنسية بصورة طبيعية، ومنحتهم تسهيلات في الإقامة والعمل في بريطانيا، وقد شجعت هذه العوامل شعوب شبه القارة الهندية للهجرة إلى بريطانيا، وقد بدأت الطلائع الأولى من المهاجرين المسلمين من شبه القارة الهندية في مطلع الخمسينات..
يقول الباحث يورغنمن نيلسون الأستاذ في معهد الدراسات الإسلامية في بيرمينغهام في دراسة له حول المسلمين في بريطانيا وتحمل هذه الدراسة عنوان (المهاجرون وتمركز المسلمين في بريطانيا):
(كانت هجرة المسلمين إلى بريطانيا بادئ الأمر هجرة اقتصادية، أي البحث عن العيش، ثم تطورت هذه الهجرة مع مرور الزمان وأخذت طابعاً آخر، فأصبحت هذه الهجرة تبحث عن هويتها الدينية والثقافية وتعمل من أجل صيانة شخصيتها وشخصية أبنائها خوفاً عليهم من الذوبان والانصهار في المجتمع البريطاني المسيحي)
عدد المسلمين
تعد بريطانيا الآن مجتمعاً متعدد الأعراق والثقافات والديانات، حيث يحتوي المجتمع البرطاني على عدة مجموعات عنصرية وقومية ودينية، من بينها نحو مليون مسلم..
ويعتبر المسلمون من أكبر المجموعات بين الأقليات الدينية في بريطانيا وفي أوروبا بكاملها، وغالبية هؤلاء المسلمين التي تقدر بنحو 404.000 نسمة أصلها من الباكستان، وهناك مجموعات لا بأس بها من بنغلادش والهند وقبرص وماليزيا ومن البلاد العربية ومن بعض أجزاء أفريقيا.
وهناك عدد متزايد من المسلمين الذين ولدوا في بريطانيا بالإضافة إلى أعداد قليلة من المسلمين البريطانيين الأصليين معظمهم من الذين اعتنقوا الإسلام في السنوات الأخيرة
المساجد والجمعيات
شيد أول مسجد في انكلترا عام 1761 في بلدة (سرى) حيث أقامه المعماري الانجليزي سير (وليام تشامبرز) على نظام المساجد ذات الفن المعماري العثماني، لكنه نسي أن يقيم المحراب في المسجد.. ويعتبر هذا المسجد أول مسجد أقيم في أوروبا..
وتوالت المساجد بعد ذلك، حيث اهتم المسلمون الهنود ببنائها، باعتبارهم أغلبية السكان.. وأشهر هذه المساجد وأهمها مسجد (شاه جيهان بوكنغ)
وتذكر بعض الدراسات أنه في سنة 1912 افتتح مسجد للمسلمين في مدينة كارديف. وحتى نهاية عام 1961 لم يكن في بريطانيا سوى تسعة مساجد، وبعد خمس سنوات من هذا التاريخ ظهرت أربعة مساجد أخرى..
وحسب دراسة بريطانية أنه منذ سنة 1966 وحتى نهاية 1974 بلغ عدد المساجد في بريطانيا 81 مسجداً وتضاعف العدد سنة 1981 إلى 203 مسجداً..
وقد أنشئت أول جمعية إسلامية في بريطانيا عام 1886
وفي العام 1935 تألفت في الحي الشرقي من لندن جمعية تدعى (جمعية المسلمين) هدفها الأساسي هو جمع التبرعات لتسهيل أمور المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في بلد مسيحي..
أماكن تواجد المسلمين
يتوزع المسلمون اليوم على المدن الصناعية الكبرى مثل : لندن ـ مانشستر ـ بيرمينغهام ـ برادفورد، حيث يوجد في لندن وضواحيها 52192 باكستاني، و28888 من بنغلادش. وفي برادفورد والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 400 ألف نسمة منهم 60 ألف مسلم، في حين إن إحصاءً آخر يتحدث عن ألف مسلم و38 مسجداً ومركزاً إسلامياً ومدارس لأبناء المسلمين المقيمين في هذه المدينة..
ومن أبرز المدن البريطانية نجد مدينة بيرمنغهام تحتضن أكبر جالية إسلامية لا في بريطانيا بل في مختلف مدن أوروبا الغربية، ويعيش في هذه المدينة 54819 باكستاني و8248 من بنغلادش، وتضم مدينة مانشستر 25572 باكستاني مقابل 5431 من بنغلادش، وفي ويست يوركشاير 5556 من باكستان و3187 من بنغلادش