نيكولوزي- يدرس العلماء عن كثب الثوران الحالي لبركان اتنا مستخدمين اساليب متطورة في جمع معلومات قيمة يمكن ان تفيد في دراسة براكين اخرى. وصرح ستيفانو غريستا خبير الزلازل والاستاذ في جامعة كاتانيا الصقلية "عندما سينتهي الثوران سنحصل على معلومات سيقوم بتحليلها عشرات الباحثين". واضاف "سنتمكن على سبيل المثال من ان نفهم بشكل افضل الدورة الزمنية لاندفاع الحمم وما تحتويه من غازات مما سيعود بالفائدة علينا مستقبلا بالنسبة لبركان اتنا والبراكين الاخرى".
وقال باتريك الارد مدير الابحاث في المركز الوطني للابحاث المتعلقة بالزلازل والخبير في البراكين في "نظام بوزييدون" وحدة مراقبة البراكين عند سفح بركان اتنا التابع للمعهد الوطني الايطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين ان هناك ثلاث وسائل تساعد على توقع ثوران بركان.
الاول هو علم الزلازل (دراسة الهزات) والثاني علم المساحة (دراسة تشوهات البركان) واخيرا مراقبة انبعاثات الغازات. واوضح ان "الغازات هي محرك الثوران فهي تصعد اسرع من الحمم وتؤمن معلومات سريعة عن تطور هذه الظاهرة".
ومنذ عامين يطور علماء نظام بوزييدون اسلوبين جديدين للاستشعار عن بعد سيساهمان في التحقق من "نموذج نظري" لتوقع بدء الثوران ونهايته. حتى وان "كان الثوران الذي حصل في 13 تموز (يوليو) قد باغت الجميع" كما قال الارد.
ويملك العلماء اولا "منظارا طيفيا يعمل بالاشعة تحت الحمراء" يستطيع ليلا نهارا وعلى بعد عدة كيلومترات قياس تركيبة الغازات التي تنبعث من مختلف فوهات البركان.
ثم يستخدمون على الاثر "رادارا خاصا" هو بمثابة آلة لقياس سرعة تدفق الحمم وحجمها تسجل اي تصاعد في النشاط البركاني.
وقال الارد "من شأن ذلك ان يسمح لنا بانذار مطار كاتانيا وهذا ما نقوم به. لتجنب ما حصل العام الماضي عندما وجدت طائرة تابعة لشركة اليطاليا نفسها اثناء اقلاعها امام حائط من الحصى البركانية الحقت اضرارا بها".
ويؤكد خبير البراكين ان هذه التقنيات التي يتم تجربتها على بركان اتنا ستعود بالفائدة بالنسبة لببراكين اخرى خصوصا تلك الشبيهة به مثل بركان جزيرة لا ريونيون.
وقال "في هذه البراكين يمكن ان تندفع الحمم الى السطح بسرعة كبيرة يصعب معها توقعها ومن ثم يجب التمكن من كشف علامات دقيقة جدا".
اما بالنسبة الى البراكين التي تتسم حممها باللزوجة (على غرار براكين المحيط الهادىء وبركان بيناتوبو في الفيليبين ومون سانت ايلين في الولايات المتحدة وجبل بوليه او لا سوفريير في جزر الانتيل) فهي متفجرة واكثر خطورة لكنها تعطي مسبقا دلائل على حصول ثوران.
&ولهذه البراكين ستكون الدراسات الجارية في جزيرة صقلية مفيدة. وكل 24 يوما يحلق فوق بركان اتنا قمرا اصطناعيا اميركيا مجهزا بلواقط حرارية يمكنها تحديد التصدعات الحارة في المناطق البركانية. وجرت آخر عملية اثناء الثوران الاحد في الساعة&11.40 تغ امام انظار خبراء البراكين.
وصرح البروفيسور هاري بينكرتون من جامعة لانكستر ببريطانيا "سيسمح لنا ذلك بايجاد نماذج دقيقة لتدفق الحمم".
وبحسب الباحث "يمكن للاقمار الصناعية ان توفر مساعدة اساسية في كشف عمليات الثوران خصوصا عندما يتعلق الامر ببراكين تقع في مناطق نائية".
(أ ف ب)
التعليقات