الدار البيضاء-أحمد نجيم: ميشيل دوغي من أهم الأسماء الشعرية في الأدب الفرنسي المعاصر، ولد عام1930. بدأ كتابة أولى قصائده في سن المراهقة لصديقاته ومحاكاة لأشعار بودلير. ظل الشعر يتقاطع مع الفلسفة في قصائده.يشرف على رئاسة تحرير مجلة "شعر" وهو&&رئيس بيت الكتاب والمركز الدولي للشعر بمارسيليا وكان رئيسا للكوليج الدولي للفلسفة. اصدر ما يفوق أحد عشر ديوانا شعريا ودراسة فلسفية وشعرية. التقته "إيلاف"في الدار البيضاء، وجرى هذا الحوار.
الشاعر الفرنسي ميشيل دوغي

متى بدأت بكتابة الشعر؟
كان ذلك منذ زمن بعيد، أما بخصوص نشر قصائدي فكان ذلك بداية الستينات. بدأت اكتب الشعر وعمري لا يتجاوز الخامسة عشر، وعندما بلغت 23 سنة بدأت تتضح لي الأمور وبات الشعر قدري. نشرت قصائد شعرية ومحاولات، بالإضافة إلى سير ذاتية. وحاليا، أنا أستاذ للأدب الفرنسي&بجامعة باريس الثامنة.
لمن كنت تكتب قصائدك الأولى؟
كنت أكتبها للفتيات، بالنسبة لحالتي كان الأمر مرتبط كذلك بتفوقي الدراسي. كنت تلميذا نجيبا، &لذا كان من المفروض علي أن أكتب الجميل من الشعر. خيل لي أنني أكتب شعرا أجمل من شعر بودلير وشعراء الرومانسية الفرنسية. كانت كتاباتي نابعة من تذوقي للأدب ومحاكاة لكبار الشعراء. كنت أتبع نصائح أستاذنا جميعا أرسطو الذي قال: يبدأ كل شيء بالمحاكاة والتقليد.
اتسمت باكورة أشعاري بنفحة مأساوية فيها حزن عميق، وفي مرحلة لاحقة كتبت قصائد للحب وعن الحب. كنت في سن المراهقة آنذاك.
ثم جاءت مرحلة النشر؟
كان عمري آنذاك 30 سنة عندما نشرت أول ديوان شعري وتولت مسؤولية النشر دار "غاليمار" المعروفة.&منذ تلك الفترة وأنا أشتغل في لجنة القراءة في نفس الدار مع صاحبها كلود غاليمار. كانت الفرصة مناسبة للتعرف على أدباء فرنسيين كبار أمثال جون كولون وروجيه كايوا وريمون كونو. إنها تجربة رائعة الاشتغال في دار نشر، فذلك سمح لي بالاطلاع على كل التيارات الشعرية والأدبية بصفة عامة في الأدب الفرنسي المعاصر. كانت فرصة للتعريف بشباب كانوا في مثل سني وقد عملت ما بوسعي كي أنشر لهم دواوينهم.
يبدو أن لبودلير وأرسطو تأثير كبير في أشعارك، فهناك نزوع فلسفي في قصائدك؟

إنني فيلسوف. لقد دخلت الى سلك التعليم كأستاذ للفلسفة، ونهاية الستينات انتقلت إلى الجامعة لتدريس الأدب. لقد انتقلت من الفلسفة إلى الشعر.
أكان هذا الانتقال اختياريا؟
إنه اختيار حسمت فيه منذ زمن بعيد، كنت دائما متعلم وتلميذ فلسفة في دراستي وكاتب يحاول تقليد الشعراء.
أين يمكن وضع قصائدك الشعرية في خارطة الشعر الفرنسي المعاصر؟
قصائدي شكلت قطيعة مع الشعر الكلاسيكي، إنها أقرب للشعر الطلائعي. إنني أحد ورثة تقاليد الطلائعية الحديثة.
&اشتغالك في دار النشر غاليمار& منحك فرصة للاطلاع على الشعر العربي الحديث؟
بل اطلعت عليه من خلال صداقاتي مع شعراء عرب. فلي صداقات بشعراء الأدب العربي الحديث. إنني صديق وقارئ للشاعر العربي أدونيس. ومن خلال دروس كان قد قدمها للطلبة في الجامعة الفرنسية تمكنت من الاطلاع على الشعر العربي المعاصر. كما اطلعت عليه بفضل كتابات جاك بيرك. لا أريد أن أعطي الانطباع بأنني على دراية كبيرة بالشعر العربي. فأنا لست كذلك. يبدو لي أن أهم الصعوبات التي يواجهها الشعر العربي الحديث هو مقاومته وصراعه مع لغة القرآن. لغة الإسلام.