عبرت صحف خليجية الثلاثاء عن ارتياحها لموقف المنظمات الانسانية في مؤتمر الامم المتحدة لمكافحة العنصرية المنعقد في دوربان، مؤكدة ان هذه المنظمات اصبحت "الضمير الذى ينطق بالواقع". أما&وسائل الاعلام واغلبية الطبقة السياسية في اسرائيل، أيدت من جهتها الثلاثاء قرار الحكومة الاسرائيلية الانسحاب.
وفي السعودية، رأت صحيفة "الرياض" ان "ما حدث فى دوربان محاكمة انسانية بجهد عالمي للصهيونية"، معتبرة ان "صوت المنظمات الانسانية تعدى الضغوط الاميركية وليونة الامم المتحدة وسلبية العرب وهذا ما يؤكد ان العالم بخير اذا ما تجاوز افكار الحكومات".
وانتقدت الصحيفة "التستر والصمت على جرائم اسرائيل وتجاوزاتها (...) الذي اصبح ادانة بمعيار سلوكها كدولة عنصرية مع سبق الاصرار". من جهتها، رأت صحيفة "اليوم" ان اسرائيل "تلقت صفعة جديدة وصدمة مريرة بلغت ذروتها بعد اتهامها المباشر من قبل آلاف المنظمات غير الحكومية بارتكاب جرائم عنصرية".
اما صحيفة "المدينة" فقد كتبت ان "المشهد في المؤتمر اكثر من رائع بوجود تضامن دولي غير مسبوق مع معاناة الشعب الفلسطيني واكثر من اربعة الاف منظمة غير حكومية تدين الصهيونية بالعنصرية".
واضافت ان "المشهد الاروع فهو ما بدا من انعزال واضح لكل من الولايات المتحدة واسرائيل حيث لم تفلح كل الضغوط في الحيلولة دون فضح اسرائيل وممارساتها وكشف تهافت الموقف الاميركي الى جانبها".
وفي سلطنة عمان كتبت صحيفة "الوطن" ان انسحاب الولايات المتحدة واسرائيل من المؤتمر يشكل "اكبر صفعة على وجه اللوبي الصهيوني الاميركي في تاريخه كما ان واشنطن نالها من الاهانة القدر الذي لا يقل عن الاهانة التي لحقت الصهيونية العالمية على اختلاف اشكالها واماكنها".
وفي الامارات، اعتبرت صحيفة "البيان" ان "الادانة الجماعية التى وجهتها آلاف المنظمات الدولية غير الحكومية للكيان الاسرائيلي تشكل صفعة قوية للكيان كشفت عنصريته وبددت الصورة التي ظل يرسمها لنفسه على مدى عقود كضحية للعنصرية".
ودعت الصحيفة العرب الى "الاستمرار في فضح ممارسات الاحتلال امام المنتديات والمؤتمرات الدولية وتكثيف الضغوط حتى يعود الشعب الفلسطيني الى كامل ارضه وحتى توقن اسرائيل اننا جادون في محاصرتها دوليا بكل الوسائل".
من جهتها، كتبت صحيفة "الاتحاد" انه "لو أن الذين اجتمعوا فى منتدى المنظمات غير الحكومية كانوا مسؤولين عربا فقط لما تجرأوا وأصدروا قرارا يساوي الصهيونية بالعنصرية خوفا من أميركا واسرائيل".
واضافت ان المنظمات غير الحكومية "قالت كلمة الحق بدون خوف او مراعاة لاميركا أو ربيبتها أسرائيل وبدون خشية من الغرب". واكدت ان "الفرصة جاءت الينا نحن العرب على طبق من ذهب وليس أمامنا الان سوى خيار واحد هو أن تكرس كل وسائل الاعلام العربية الرسمية وغير الرسمية طاقاتها وأمكانياتها وجهودها المادية والبشرية لايصال فكرة مساواة الصهيونية بالعنصرية الى العالم".
وفي قطر، قالت صحيفة "الراية" ان موقف المنظمات غير الحكومية "يدل على الموقف الحرج الذي باتت تعانيه كل من واشنطن وتل ابيب في المجتمع الدولي في ظل مواصلة عمليات التصفية التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".
اما صحيفة "الوطن" فقد اعتبرت ان واشنطن واسرائيل "سجلتا على نفسيهما ادانة ذاتية بانسحابهما من الموءتمر"، مشيرة الى انهما "بدتا في نظر العالم دولتين معزولتين ومنبوذتين".
وفي اسرائيل، نشرت صحيفة "معاريف" الشعبية مقالا افتتاحيا بعنوان "بروتوكولات حكماء دوربان" في اشارة الى "بروتوكول حكماء صهيون" التاريخي حول معاداة السامية الذي استخدمه ايضا النازي. وقالت الصحيفة الشعبية في هذا المقال "ان مؤتمر الامم المتحدة حول العنصرية اعاد الراي العام الاسرائيلي جيلا الى الوراء.
فكما العادة وجد الشعب اليهودي نفسه وحيدا، محتميا خلف حصن سياسي .. وبدلا من شرق اوسط جديد واجهنا في دوربان نسخة جديدة من بروتوكول حكماء صهيون .. ويمكن ان يبتعد (الرئيس الفلسطيني) ياسر عرفات اكثر عن اتفاق لوقف اطلاق النار".
في مقال اخر شددت معاريف على انه "دائما ما عقدت مؤتمرات واتخذت قرارات قبل حمامات الدم ومذابح اليهود.. وبعد ما حدث في دوربان اصبح اليهود والاسرائيليون هنا وفي العالم اجمع اهدافا مشروعة". ومن جانبها ركزت "هآرتس" على ان اسرائيل "اصبحت الان اكثر تبعية من اي وقت مضى للولايات المتحدة".
واوضحت "لا جديد في دوربان فكما حدث خلال جميع عمليات التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة وجدت اسرائيل نفسها معزولة خلال هذا المؤتمر حول العنصرية ووحدهم الاميركيون الذين رفعوا اصبعهم لصالحنا.. وبالنسبة لاسرائيل فان النتائج السياسية لمؤتمر دوربان تمثل اشكالية. فقد اظهر المؤتمر ان اسرائيل فقدت المصداقية الدولية التي اكتسبتها اثر قمة كامب ديفيد (تموز/يوليو 2000) عندما اقنعنا العالم باننا اردنا السلام وان ياسر عرفات رفضه". من جهته اشاد زعيم المعارضة اليسارية يوسي ساريد بانسحاب اسرائيل.
قال في تصريح للاذاعة "انه اول قرار لحكومة ارييل شارون اتفق معها فيه". وفي المقابل ارتفعت اصوات انتقادية لقلة من الشخصيات بينها وزير العدل السابق يوسي بيلين الذي يعتبر من "حمائم" حزب العمل والذي اكد ان "الانحساب من المعركة خطأ" وقد شاركه الراي رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتانياهو الذي اعتبر ايضا انه كان على اسرائيل "المحاربة دفاعا عن موقفها على جبهة الرأي العام العالمي". (أ ف ب)