&
اجتاز اتفاق السلام في مقدونيا اختبارا صعبا مع موافقة البرلمان المقدوني أمس على مبدأ تعديل الدستور الامر الذي يفتح الباب امام قوة حلف شمال
&الاطلسي لاستكمال عملية "الحصاد الجوهري" لتسلم اسلحة ثوار " جيش التحرير الوطني لالبان مقدونيا".
واقر النواب هذا المبدأ بغالبية 91 صوتا في مقابل 18 وامتنع ثلاثة منهم عن التصويت خلال عملية اقتراع سرية. وبطلب من بعض النواب الذين أصروا على شفافية التصويت، اجري اقتراع ثان علني بالمناداة باسماء كل من الاعضاء الـ112 الحاضرين، فكانت النتيجة 91 في مقابل 19 وامتناع نائبين عن التصويت.
وفور انتهاء الجلسة، اعلن مصدر عسكري غربي في سكوبيه ان تسلم اسلحة الثوار الالبان ستعاود اليوم او غدا السبت على اقصى تقدير، موضحا ان تحضير المرحلة الثانية من عملية "الحصاد الجوهري " قد انطلق في موازاة تصويت النواب ومن المرتقب ان تستغرق نحو اربعة ايام. وكانت المرحلة الاولى استغرقت ثلاثة ايام من 27 آب الى 29 منه تسّلم خلالها جنود الحلف 1200 قطعة سلاح من مجموع .3300
وهذه الخطوة الاولى على طريق تطبيق عملية معقدة تهدف الى المصادقة على تعديل دستوري في عمليتي اقتراع اخرين في البرلمان قبل 27 ايلول الجاري. وسيفتح التعديل الباب لاصلاحات ينص عليها اتفاق السلام الموقع في 13 آب والرامي الى منح الاقلية الالبانية مزيدا من الحقوق السياسية والمدنية.
وفي اطار حشد التأييد الدولي لاتفاق السلام، انتقل الوسطاء الدوليون الى موسكو حيث التقوا وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف. وصرح المبعوث الاميركي جيمس بارديو اثر اللقاء ان روسيا "موافقة على الحاجة الى وجود دولي طويل ( في مقدونيا) ولكن لا يزال ينبغي تحديد طبيعته". وأمل ان "تشارك روسيا في هذا الوجود المدني". وكان مبعوث الاتحاد الاوروبي فرنسوا ليوتار الذي شارك في اللقاء الى جانب نظيره في منظمة الامن والتعاون في اوروبا ماكس فان در ستول اوضح لدى وصوله الى العاصمة الروسية انه سيبحث مع المسؤولين الروس "في مدى استعدادهم للمساهمة في مجموعة المراقبة التابعة لمنظمة الامن والتعاون" في مقدونيا والتي تقضي مهمتها بـ" تجنب الاستفزازات".
ويرغب الاتحاد الاوروبي في ضمان امن المراقبين من طريق وجود قوة دولية يراوح عديدها بين الف و1500 رجل مع انتهاء مهمة الحلف آخر الشهر الجاري. وقال بارديو "ان الروس موافقون على القول بان الوجود المدني المتزايد يتطلب امنا مناسبا تضمنه الحكومة او قوة دولية ما". وسبق لموسكو ان رفضت المشاركة في مهمة "الحصاد الجوهري" لان عملية تسلم الاسلحة من الثوار لم تخضع لموافقة مجلس الامن. وقال ايفانوف بعد ساعات من لقائه الوسطاء ان بلاده تولي "اهتماما كبيرا" مبادرة الاتحاد الاوروبي والحلف في مقدونيا مكررا في الوقت نفسه ان منشأ الازمة في مقدونيا، هو اقليم كوسوفو الصربي. وشدد على "ضرورة عدم السماح بالتقسيم العرقي في مقدونيا".
كوسوفو
وفي بريستينا، رأت المحكمة العليا في كوسوفو، وهي السلطة القضائية العليا، في قرار اصدرته أمس ان كوسوفو لم تشهد اي عملية ابادة بين 1998 و.1999 وجاء في قرار المحكمة الخاضعة لسلطة بعثة الامم المتحدة في كوسوفو ان "المخالفات التي ارتكبها نظام (الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان) ميلوسيفيتش عام 1999 لا يمكن وصفها بالابادة ذلك انها لم تهدف الى الغاء المجموعة العرقية الالبانية"، بل شكلت "حملة ترهيب منظمة ضدهم بغية اجبارهم على مغادرة كوسوفو".واضاف ان الجرائم التي ارتكبتها القوات الصربية قد توصف بانها "جرائم ضد الانسانية" او "جرائم حرب". ومعلوم ان ميلوسيفيتش مسجون حاليا في لاهاي منذ 28 حزيران بتهمة ارتكاب جرائم حرب في كوسوفو. وقد اصدرت المحكمة العليا هذا القرار في معرض نقضها قرار محكمة قطاع متروفيتشا التي قضت بسجن صربي ميروسلاف فوكوفيتش 14 سنة لادانته بابادة جماعية ولانه زرع الرعب في صفوف المجموعة الالبانية في قريتين خلال الضربات الجوية لحلف شمال الاطلسي في ربيع .1999(النهار اللبنانية)
&