يقول منتصر الزيات، و هو عضو بارز في الجماعات الاسلاميه : ان فشل مشروع الجماعات الاسلاميه يرجع الى ان المعطيات التي قام عليها اساسها كانت خاطئه، و ان فهمنا للنص فيه خلل،و ان جمعنا للادله حتى نصل الى نتيجه بعينها فيه خطأ، و لم يكن ابدا ان تجنح الى تقسيم المجتمع،
او تعتقد اننا اصحاب التأويل الصحيح الوحيد للاسلام، فمكمن الخطر هو في احتكار فئه ما الحديث
بأسم الاسلام، و هذا ما وقعنا فيه. صرنا نفتي في الدين بمجرد ان اطلنا لحانا. و كان ينبغي ان
نعطي لانفسنا فرصه التبحر في العلوم الشرعيه لوقت كاف.
كنا نستبعد كل ما يتعارض مع فهمنا كل التأويلات حتى التي وردت في امهات الكتب، و لا تلتفت
اليها لمجرد انها تخالف قناعتنا...ان ايديولوجيا التكفير تنهض على قاعده من فهم بسيط للاسلام
و على احتكار تأويل جديد للاسلام و هذا ما يفسر تلك الجفوه بين الجماعات الاسلاميه المتشدده التي
تأخذ بظاهر النص و تحتكر تأويله و بين الجماعات الدينيه الرسميه. و هذا ما قاد الى فجوه بين الارث
الاسلامي التقليدي في مجال العنف الجهادي و بين الجماعات الاسلاميه التي اصمت اذانيها عن كل التأويلات الموروثه التي تجافي تأويلها و ردعها عن ممارسه العنف.
و هنا لا بد لنا ان نتطرق الى تشخيص الكاتب زين العابدين الركابي لاحد التكفيريين و هو ابو مصعب الزرقاوي :( في اوائل شهر مارس 2005 جعل الاعلام ابو مصعب بديلا لاسامه بن لادن في التركيز
و التلميع حين اصدر بيانه الذي ورد فيه : سبق وان قلنا ان الرافضه تزيوا بزي الجيش و الشرطه و الامن العراقي و رفعوا لائحه الحفاظ على الوطن و المواطن و تحت هذه الائحه بدأوا بتصفيه اهل السنه بحجه انهممخربون،و انهم فلول البعث و انهم ارهابيون يسعون في الارض فسادا... ان الرافضه هم العقبه الكؤود، والافعى المتربصه و عقرب المكر و الخبث و العدو المتربص، و السم الناقع... و نحن هنا نخوض معركه صعبه ضروس مع عدو ماكر يضمر الشر و يقتل في الذروه و الغارب..ان الناظر المتئد و المبصر المتفحص يدرك ان التشيع هو الخطر الداهم، و التحدي الحقيقي، هم العدو فاحذروهم قاتلهم الله... ) في الحقيقة ان هذا التكفير الظلامي لطائفه من المسلمين المليئ بالحقد و الكراهيه لن يجر عقلاء الشيعة الى تكفير الاخر...و خوض معارك جانبيه لا طائل منها، و قد اثبتت الاحداث ذلك، حيث جرت محاولات خبيثه
لجر الشيعه الى ردود فعل تؤدي الى حرب اهليه. و بالعوده الى موضوعنا حول التكفيريين، يصف الكاتب السعودي مشاري الذايدي التكفيريين :
(... انهم في بعض اسباب وجودهم نبته خرجت من مراعي الانغلاق و التعصب و الجمود.. في
قراءه الاحداث السياسيه كلها بوصفها، بكل تفاصيلها و اختلافاتها، مجرد حرب بين الصليب و الصهيونيه من طرف و بين الاسلام من طرف اخر.. حسبما ترسم الريشه العمياء التي يضرب بها الكتاب المغلقون على لوحه لا تتسع الا للون واحد.. ان الدليل القاطع يشير الى ان الاعبين في بركه الدم العراقيه ليسوا فقط من جماعه القاعده بل هناك من بقايا البعث العراقي من يخوض في هذه البركه... ).
و اخيرا، نعم ان الاعبين في بركه الدم العراقيه هم القاعده و بقايا الصداميين الذين اطالوا لحاهم و لبسوا العمائم !.


رياض العطار

كاتب صحفي - عضو اتحاد الكتاب السويديين.