لماذا انتظر المغاربة اختطاف المغربيين عبد الكريم المحافظي ( 49 سنة عامل صيانة) و عبد الرحيم بوعلام( 55 سنة سائق و اب لثلاثة اطفال) بالعراق للمطالبة باطلاق سراحهم و التنديد بالارهاب في مسيرة بالدار البيضاء يوم السادس من هذا الشهر ؟.هل كان من الضروري انتظار اختطاف المغربيين وكل هذا الوقت من الارهاب الدامي في العراق لاعلان هذا التضامن ؟.لقد كان متوقعا ان يتم ذلك في اي لحظة مع جماعة ارهابية متوحشة تتقن خطف الابرياء. الم يقتل القائم باعمال السفارة المصرية بعد اختطافه لمدة خمسة ايام؟ والامر نفسه مع الدبلوماسيين الجزائريين ايضا. الغريب ان هذه المسيرة حضرها امناء عامون لاحزاب سياسية ووزراء مشاركون في الحكومة و جمعيات حقوقية و نقابية و كذلك هيئة علماء المغرب ممن يحبون اقتناص مثل هذه الا حداث لاعلان انفسهم كاوصياء على المغاربة..
في السيا سة المغربية و العربية ايضا، يجب دائما ان ننتظر حصول حدث ما و كيف ماكان نوعه لنقوم بالرد عليه بعد فوات الاوان طبعا.حيث تقوم منابرنا الاعلامية بواجبها المناسباتي الذي خلقت لاجله لتنام بعد ذلك..
على هامش هذه المسيرة صرح احمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى،وهو اعلى هيئة رسمية للعلماء المغاربة '' أن ليس في الإسلام عصابات إجرامية تقتل الناس وتخيف الآمنين وتحرم الآباء من أبنائهم''و اضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،'' على أن الأعمال العدوانية لتنضيم القاعدة لا سند لها في شريعة ولا دين ولا عقل سليم''.
لماذا لم تكن لدى علماء المغرب الجراة الكافية للتنديد بدعوات التكفير و الغلو في الدين قبل حصول هذه الفاجعة؟.اين كان علماء المغرب حين تم توظيف شبان مغاربة داخل تنظيم القاعدة في اعمال ارهابية؟ ولما هذا التمييز بين مغاربة الداخل و مغاربة الخارج؟ اين كان علماء المغرب عند وقوع احداث 16 ماي بالدار البيضاء؟.
ان الزرقاوي و جماعته لايعترف بلغة التضاهر و التنديد و الشجب و رفع الشعارات الطنانة.فهو لايجيد الا لغة القتل و الاختطاف و التشهير بالابرياء.اما الشعارات الغاضبة العاطفية التي تخاطب المشاعر، كما قال شقيق المختطف عبد الكريم المحافظي:" الشعب المغربي أصبح اليوم كله أخي". فلن تجد لها صدى لدى مجرم سفاح لاتعرف الرحمة سبيلا الى قلبه.و الذي لا يعرفه شقيق المختطف ان زوجة المختطف المغربي الاخر عبد الرحيم بوعلام و هي عراقية لم يزرها اي مغربي في العراق داخل بيتها كما صرحت في حوار هاتفي لجريدة الاحداث المغربية.فاين هي شعارات الاخوة العربية و الاسلام دين الانسانية و المحبة التي هتف بها علمائنا و سياسيونا يوم المسيرة و بلغات اجنبية كذلك..
ظني ان استغلال اختطاف المغربيين من طرف بعد الاحزاب السياسية و بعض الوزراء المشاركون في الحكومة و المتاجرة بارواح الابرياء للنزول الى شوارع مدينة الدار البيضاء التي خبرت الارهاب و عانت منه، لن يجد شيئا مع الزرقاوي بل ان الامر يكسبه تعاطفا و شعبية من الدار البيضاء الى بغداد.وموقف علماء المغرب المحتشم كان يجب ان يكون واضحا و صريحا و اقوى من استنكار سفك دماء المسلمين بتبريرات واهية قد تكون نتائجها معكوسة، فتزيد من حجم تضامن المغاربة مع الزرقاوي و جماعته.
خالد فتحي
باحث صحفي
[email protected]




التعليقات