لا يقدر أحد أن يؤذيك ما لم تؤذ أنت نفسك.
مرة أخرى أحاول أن أقترب من هذا الملف الحساس وكلى أمل أن تسخن كلماتى جليد الأفكار المتجمدة لدى غالبية الشعب القبطى راجيا أن يحرك مقالى شيئا فى المياه القبطية الراكدة رغم ما أنا أتوقعه من مقاومة يعز على أن تكون من أسرتى القبطية ويعز على أكثر أن أكتب لكم فى منتهى العقلانية وأجد من يرد بالجمود ويدفن أغلى وزنة أعطاها الله لنا وهى وزنة العقل يعز على أن أسمع كلمات التخوين أو التشكيك فى مذهبى فهذا السلاح ما عاد يجدى أو يحرك ساكنا ما دام لا يوجد دليل على ذلك ومن الأفضل هو روح الحوار والجدال
إن كنتم أرثوذكس فأنا أيضا أرثوذكسى وإن كانت هذه الكنيسة كنيستكم فهى أيضا كنيستى وإن كنتم تحبونها فأنا أيضا أحبها وأعتز بانتمائى إليها ويشغلنى همها ويضيق صدرى بأى نقطة ضعف فيها فأغمض عينى وأتمنى وأحلم وأتخيل لو فى يدى عصا سحرية أشير بها إلى كنيستى فأزيدها رونقا ولمعانا وتألقا وإزدهارا ولا أشك لحظة واحدة أن يكون فيكم من لا يحلم بما أحلم به وعندما أتحدث عن السلبيات هذا لا يعنى إنكارى للإيجابيات وعندما أتطرق إلى المشاكل الداخلية لا لأنشغل بها عن المشاكل الخارجية بل بالعكس فالقوة فى الداخل هى الوسيلة المثلى لمواجهة الخارج فأنا أضع يدى على قلبى كلما أفكر فى الغد وهذا من حقى فالبابا إن كان رجلا متفتحا وأضاف إلى الكنيسة الكثير والكثير من الإيجابيات إلا أن كثيرا من الأساقفة المحيطين به أجدهم أكثر تشددا وانغلاقا وإن كانت الدولة تتجه إلى شئ من الديمقراطية فإننى أصاب بالرعب من هذا النوع من صناديق الاقتراع التى تفرز نظاما طائفيا فاشيا مثل الذى أفرز موسولينى وهتلر وإن كنا نمتلك القوة الكافية لإيقاف مثل ذلك الخطر إلا أننا فى حالة موت سريرى ننتظر من البابا أن يحرك عصاه كما حركها موسى ليشق لنا بحر الحرية بينما نتهاون نحن عن أن نوقف المتأسلمين عند حدهم وهم يستغلون الجرائد القومية والمستقلة ليستخفوا بنا وليحرضوا الناس على كراهيتنا وفى منتهى السلبية نتعامل مع المشكلة وكأنها لا تعنينا ونستمر نقرأ تلك الجرائد وننشر إعلاناتنا فيها نحن نترك للمتطرفين الساحة ليسيطروا على النقابات والمجالس المحلية وغدا مجلس الشعب نترك لهم المقاعد الأولى شاغرة ثم نبكى ونولول مهرولين إلى الكنيسة ومطالبين البابا بالتدخل عندما يطفح بنا الكيل من ظلمهم ولا أعلم تفسيرا لهذا المبدأ الغريب نحن نمتلك مفتاح الحل ونصر على القفز من الأسوار. ألا ترون أننا فى حاجة إلى مراجعة ثقافتنا؟ فالوطن الأبدى لا يعنى أبدا أننا بلا وطن أرضى. المشاكل التى تعصف بنا تدل على أن هناك خللا ما ينبغى أن نبحث عنه وهذا ليس عيبا على الإطلاق أن نواجه أخطاءنا ومن السذاجة أن نظن أن المشاكل سببها الخارج بنسبة 100% وأن الداخل نظيف بنفس النسبة بل أى مشكلة تكون بسبب تفاعل بعض نقاط الضعف فى الداخل مع شئ من الظلم فى الخارج وكما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم "لا يقدر أحد أن يؤذيك ما لم تؤذ أنت نفسك" وعندما أشير على قبطان السفينة أن هناك مشكلة فى سفينته فهذا لا يعنى أنه مقصر فى شئ بل يعنى أنه مسئول عن إصلاح ذلك الخلل
نيافة الأنبا متياس والتعددية الفكرية فى كنيستنا
عندما قرأت سيل التهم الموجهة لنيافة الأنبا متياس الأسقف السابق للمحلة لم أجد فيها شيئا جوهريا يمس العقيدة وليس من المناسب أن يحاسب الرجل بدون مواجهته بأخطائه أو لمجرد اختلافه حول بعض التفسيرات بل أنا أتفق معه فى بعض الأفكار التى اعتبرتها مجلة الكرازة تهما موجهة ضده
المسيحية ليست ديانة وهذا رأى كثير من الدارسين لأنها دعوة مفتوحة للخلاص فالخلاص الذى أكمله المسيح على الصليب هو للعالم كله والإيمان هو وسيلة لفهم وقبول الخلاص أما جهادنا فهو لا يضيف شيئا للخلاص بل للتعبير عن الشكر لمن منحنا الخلاص ومن ثم ننمو فى معرفته والتقسيمات المذهبية داخل المسيحية جاءت فى رأيى الشخصى نتيجة الاختلاف السياسى أولا والعقائدى ثانيا والتاريخ يوضح لنا أن الأباطرة كانوا يلجأون لاستقطاب مذهب عن آخر وتأليب المذاهب على بعضها لأجل تثبيت كراسيهم ونفس الشئ بالنسبة للأساقفة الذين كانوا يصرون على استخدام مفردات لاهوتية معينة لا لشئ سوى البحث عن مركز أكبر بين باقى الأساقفة والسيد المسيح لم يميز أتباعه بأى ميزة عن باقى العالم سوى بالمحبة "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضكم لبعض" يو35:13 فلم يذهب المسيح إلى بطرس وقال له من يتبعنى يكون مسيحيا أرثوذكسيا فهذة التقسيمات جاءت تلقائيا نتيجة الاختلاف السياسى فى الأساس ثم الاختلاف فى استخدام المصطلحات اللاهوتية بعد ذلك ثم بدأت الفوارق تتسع بعد انفصال الكنائس
ومن الملاحظ أن محاكمة المتهمين فى قضايا الرأى داخل الكنيسة قد تتأثر بقوة شخصية المتهم وبشعبيته فقد سبق للقمص متى المسكين أن تطرق إلى بعض طقوس الكنيسة بالنقد ولم يتم محاكمته وسبق للمتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى أن رفض بعض القوانين التى تقرها الكنيسة بل وكان يعطى الناس الحل والبركة ليتجاوزا تلك القوانين ولم يقترب منه أحد
إنه عار على كنيستنا أن تتربص بمن يحاول أن يستخدم عقله ويفكر ويجتهد ويبحث عن الحقيقة "حتى وإن أخطأ" بينما تتغاضى عمن يتحكم فى الكنيسة كأنها شئ من ممتلكاته إنه عار على كنيستنا أن تثير الزوابع بسبب إنسان فكر وأخطأ فى التفسير بينما تترك ذلك المنافق الذى لا يهمه أن يفكر بقدر ما يهمه كيف يسرق أو يتسلط أو يتعاظم فى معيشته إنه عار على كنيستنا القبطية أن تنظر للمفكر بهذا القدر الوضيع بينما تشجع على الجهل وتسميه "بساطة" وتعتبره أنه أفضل من حكمة العالم وتلجأ فى سبيل ذلك إلى تفسير الإنجيل بطريقة متناقضة إنه عار على كنيستنا القبطية أن تقف بالمرصاد لأى إنسان لمجرد أنه اختلف فى الرأى مع قيادات الكنيسة بينما تتغاضى عن ذلك الأجير الذى لا يبالى بالخراف تتغاضى عن ذلك الذى لا تعنيه عقيدة ولا طقوس ويستغلها لتكون واجهة تحميه لأنه مهموم بسرقة صناديق الفقراء إنه عار على القراء الأقباط أن يرفعوا من قدرنا نحن الكتاب الليبراليين عندما نتبارى فى محاربة الأفكار العنصرية التى تحاصرنا من الأصولية الإسلامية أو من المستبدين الظالمين ونجدهم يضعوننا فى مصاف الأبطال بينما لا يحتملون كلمة نقد واحدة توجه لهم لنجد أنفسنا وقد أصبحنا فى نظرهم فى نفس السلة مع هؤلاء الذين طالما حاربنا أفكارهم الظلامية
رغم أن التاريخ يذكر لنا عن الآباء الأولين أن أيا منهم كان له تفسيراته واجتهاداته فى آيات الكتاب المقدس وكانوا يختلفون فى آرائهم ومع الاختلاف من الممكن الوقوع فى أخطاء تفسيرية لا تقبلها الكنيسة حاليا مثل القديسين إيريناؤس وترتليان ويوستينوس الشهيد الذين اعتقدوا فى الحكم الألفى والقديس أوغسطينوس نفسه كان يؤمن بالحكم الألفى ثم تراجع عن هذا الرأى لاحقا ولم يحاسبه أحد على رأيه الأول ولم يرغمه أحد على تغييره أو البابا ديوناسيوس الذى شكك فى سفر الرؤيا واعتبره أنه منسوب خطأ للقديس يوحنا الرسول ولم يتهمه أحد بالهرطقة وقيل عن البابا أثناسيوس الرسولى أنه لم يعترف بالأسفار القانونية التى ندعى نحن الأرثوذكس أن البروتستانت حذفوها من الإنجيل ولم يطالب أحد بحرمه ونفس الشئ بالنسبة للعلامة أوريجانوس التى ما زالت الكثير من تفسيراته موضع جدل وما كان البابا ديمتريوس الكرام سيلجأ لحرمه لولا أنه قبل الدخول فى سلك الكهنوت
ثم ما المانع من أن يتشكك الأستاذ كمال غبريال فى قصة شجرة الطاعة المنسوبة للأنبا بموا والقديس يحنس القصير أنا شخصيا لا أعرف مصدر تلك الرواية كما أنه لا أثر لشجرة الطاعة فى أديرة وادى النطرون وكثير من القصص التى كنا نستمع إليها فى مدارس الأحد كمسلمات حتى وإن كانت غير منطقية أصابتنا الدهشة عندما اكتشفنا أنها غير دقيقة مثل قصة سمعان الخراز الذى قيل أن الله نقل جبل المقطم بشفاعته ثم دخل بين شقوق الجبل المتحرك ومات متعمدا ليهرب من المجد الباطل ثم يأتى عام 1992 لنكتشف جسده فى إحدى كنائس مصر القديمة ويفسر لنا كاهن كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم ذلك بأن الرواية السابقة غير دقيقة وهى تتناقض مع مبادئ الإنجيل والرواية الأدق هى أن البابا أبرآم ابن زرعة عندما تم نقل الجبل نظر خلفه ليجد أن القديس سمعان اختفى" أى أنه لم يقتل نفسه ليهرب من المجد الباطل كما كنا نسمعها فى مدارس الأحد"
لقد كانت أوروبا فى حالة تخلف وجمود فى العصور الوسطى عندما كان الفيلسوف أرسطو معصوما من الخطأ فى نظر الأوروبيين ولو حدث خلاف بين مسلمات أرسطو وبين منطق عقولهم شككوا فى قدراتهم الذهنية ونزهوا أرسطو من الخطأ ولكن بدأت أوروبا تتقدم عندما تشكك رجل مثل فرانسيس بيكون فى مسلمات أرسطو وطالب بعدم وضع مسلماته موضع تقديس وقرر فحصها بمجهر العلم فالتقدم مرتبط بالتجديد فى الفكر وإعطاء فرصة للعقل كى يفكر بحرية والبابا فى مجلة الكرازة فى عددها الصادر بتاريخ 7/3/1975 يتحدث عن ابن العسال الذى أخذنا عنه الدسقولية وهى قوانين الآباء الرسل ويذكر أن الكثير من القوانين كانت فى حاجة إلى من يجمعها ويرتبها واعتبر الرجل مجرد ناقل وليس ناقد للقوانين التى كان بها أخطاء كثيرة لا تعترف بها الكنيسة ونفس الشئ بالنسبة ل"ابن كبر" ويستطرد البابا قائلا أن هناك قوانين أعادت الكنيسة النظر فيها وقوانين تحتاج إلى إعادة النظرفلا بد من التدقيق والفحص والتشكيك حتى نصل إلى اليقين وليس من المنطقى أن تؤخذ التعاليم على أنها مسلمات لا ينبغى أن نتفحصها وإلا فإننا لن نصل للحقيقة "ليس أطفال مضطربين محمولين بكل ريح تعليم " أف14:4amp;"أصلى أن تزداد محبتكم أكثر فأكثر فى المعرفة وفى كل فهم حتى تميزوا الأمور المتخالفة لكى تكونوا مخلصين وبلا عثرة فى يوم الرب"فى9:1amp;10 فصاحب أى مذهب إن أخذ تعاليم مذهبه على أنها مسلمات لن يستطيع أن يصل إلى الحقيقة وبالتالى تصبح عقيدته عقيدة تلقينية وليست يقينية
أما بالنسبة للألقاب فى الكنيسة التى تطرق لها الأستاذ غبريال أنا لا أعتبرها مشكلة جوهرية فكلمة "سيدنا" لا تعنى أننا عبيد للأسقف ولكنها نوع من الاحترام والتوقير فقط مثلما كانت سارة تحترم إبراهيم وتدعوه سيدى"1بط6:3" كما أنه من الممكن أن يتغير اللقب ويبقى رجل الدين كما هو متسلطا لا يسمح لأحد مشاركته القرار ونفس الشئ بالنسبة لبناء الكنائس والله اهتم بكل دقة بخيمة الاجتماع وكان أثاث الخيمة من ذهب وفضة ونحاس وخشب السنط وكذلك الملك داود وابنه سليمان الذين خصصا الكثير لأجل الهيكل الذى ظهر فى أجمل صورة ودافع المسيح عن المرأة التى سكبت عليه الطيب غالى الثمن فالألقاب والاهتمام بالعمارة فى الكنائس ليست قضايا جوهرية فى نظرى ولكن المشكلة الجوهرية هى تهميش دور الشعب وغياب الشفافية فلا أحد منا يعرف مصادر التمويل ولا أوجه الانفاق وإن كنا أعضاء فاعلين فى الكنيسة التى هى جسد المسيح فمن حقنا أن نشارك فى اتخاذ القرارات وفى معرفة أوجه الإنفاق وإن كانت معظم مصادر التمويل تأتى من عشور الشعب ومن عطاياه فمن حق هذا الشعب أن يتأكد أنها ذهبت فى وجهتها الصحيحة بدلا مما يثار هنا أو هناك عن أموال بأرقام فلكية تذهب لواحد من المحسوبين على الكهنوت أو بعض من حاشيته فهذا حق من حقوقنا ويجب على رجال الدين أن يكفوا عن تحميلنا الذنب عندما نطالب بحقوقنا أن يكفوا عن اتهامنا أننا مصدر عثرات أو أننا أبناء المعصية وقد ارتكبنا إحدى الكبائر بما يسمونه خطيئة الإدانة لمجرد سعينا لنكون أعضاء فاعلين فى جسد المسيح وليس مجرد قطعان ماشية تعصب عيونها وتدور فى نفس المكان ولا تعلم أين ولا تسأل لماذا
أما بالنسبة لنا نحن الشعب القبطى فبدلا من أن نكون أكثر وعيا ونضجا نجد أنفسنا حالمين نفكر فى أبواب الجحيم التى لن تقوى علينا (ولا أعلم كيف سننتصر على أبواب الجحيم ونحن نقف فى مدرجات المشاهدين وليس أرض الملعب ) ونتحدث فى فلسفة المحبة والتسامح نلبس سلبياتنا ثوب القداسة ونغلفها بنصوص دينية رغم أن التسامح لا يعنى الخنوع الميل الثانى لا يعنى الإذلال الخد الأيسر لا يعنى الملطشة الحياة الأبدية لا تشير فقط إلى الآخرة والآخرة ليست نقيضا للدنيا وإيماننا لا يتوقف عند الاستسلام لموت الصليب بل يصل إلى قوة القيامة فلا بد من تجديد الفكر لا بد من تنظيفه من الرواسب الصدئة التى تراكمت عليه عبر الزمن
الكنيسة القبطية تعامل الشعب كالحمام الداجن تلقى له الحب "بفتح الحاء" وتصب له الماء ويظل داجنا إلى ما لا نهاية بعكس الله الذى يعاملنا كأبناء ورثة فيمكننا الاعتماد على أنفسنا وضرب لنا مثلا فى ذلك قصة النسر مع فراخه "كما يحرك النسر عشه وعلى فراخه يرف ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه هكذا الرب وحده اقتاده وليس إله غيره"تث11:32amp;12 فالنسر يحرك العش لكى يسقط صغيره ولكنه يتابعه وينزل معه ثم ينتشله قبل أن يرتطم بأى شئ ويحمله على جناحه وهكذا حتى يتعلم الصغير كيف يحرك جناحيه ليطير ومن ثم يعتمد على نفسه
نحن فى حاجة ملحة للإصلاح حتى نستطيع أن نتأقلم مع المتغيرات ونجعلها تدور فى صالحنا فالمجتمع الديمقراطى أكثر قوة وأكثر فعالية وأكثر إنتاجا ووعيا ونحن فى أمس الحاجة أن نتعلم الطيران كالنسر لا أن ننتظر الحب والماء وعندما نشعر بأننا أعضاء فاعلين ومشاركين فى اتخاذ قرارات الكنيسة فهذا سيقوى رابطتنا وانتماءنا وسيعطى الكنيسة دفعة للمشاركة فى إصلاح المجتمع بدلا من انتظار المجتمع ليكشف عيوبنا أو بدلا من الوقوف متفرجين تاركين الساحة لطيور الظلام فلنمسك زمام المبادرة بيدنا قبل أن يصل الزمام إلى يد عمرو
صعب عليا أشوف يا حبيبى دموع فى عينيك
كم يعز علينا يا قداسة البابا أن نراك تبكى دون أن نتأثر صعب أن تحزن دون أن يحزننا حزنك فأرجو من أبوتك أن تسمح لنا أن نشاركك مشاعرك نحن ننتظر منك هذه اللحظة التى نتحول فيها من حمام داجن إلى نسور ترفع أجنحتها فوق الضيقات وتعبر بها بحر الآلام أرجو منك أن تتفهم وجهة نظرنا فالوقت الآن هو الأنسب وكل تأخير ليس فى صالحنا لأن عجلة التغيير بدأت وإن كنا غير قادرين على إيقافها فسوف نقدر على توجيهها لصالحنا بشرط أن نهيئ أنفسنا للإصلاح الحقيقى من الداخل نستطيع به أن نشارك فى تغيير الخارج نحن فى حاجة إلى كلمة منك إلى قرار تضيف به إنجازا إلى تاريخك الملئ بإنجازات افتقدنا لها فى الماضى نحن الآن فى حاجة إلى مثل تلك الشفافية والديمقراطية التى أرساها الآباء الرسل نحن فى حاجة إلى التعددية الفكرية داخل الكنيسة وكل خطوة تأمر بها ستكون جوهرة على تاج عصرك لأنها خطوات تقوى ترابطنا وتزيد انتماءنا بكنيستنا ولا أظن أن كلامى سوف يغضبك لأننى أعرف قداسة البابا العالم والمعلم وهو بالنسبة لى كان المدرسة الأولى التى تعلمت منها التمرد على السلبيات وأنا أعلم جيدا الشاب العلمانى نظير جيد الذى تمرد على عصره ووجه انتقادات لاذعة لقيادات الكنيسة فى فترة الخمسينات "ومنها ما هو مذكور فى مجلة مدارس الأحد" داعيا إلى إصلاح حقيقى فى كنيستنا أما فى فترة الستينات فأنا أعرف الأسقف الشاب الأنبا شنودة أسقف التعليم المسيحى الذى تجرأ ووجه كتابا مفتوحا للبابا الراحل كيرلس السادس على صفحات مجلة الكرازة لاختلافه معه فى بعض القضايا ومنها طريقة اختيار رجل الدين ولا أظن أن السنين قد غيرت من مبادئ بابانا المحبوب
د.ماركوس ملطى عياد
التعليقات