إيلاف من لندن: أعلن القصر الملكي في النرويج مساء أمس الإثنين أن الملكة سونيا (87 عامًا) أُدخلت إلى المستشفى الوطني في أوسلو، بعد تعرضها لضيق مفاجئ في التنفس أثناء إقامتها في "كوخ الأمير" الجبلي بمنطقة سيكيلسدالين، الواقعة ضمن سلسلة جبال يوتونهايمين.

وأوضح البيان الرسمي أن "جلالة الملكة نُقلت بواسطة طائرة إسعاف جوية إلى المستشفى لإجراء فحوصات"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول تشخيص حالتها أو مدة بقائها تحت المراقبة الطبية.

وكانت الملكة قد عانت من اضطراب في نظم القلب يُعرف بالرجفان الأذيني خلال رحلة تزلج في كانون الثاني (يناير) الماضي، وأُدخلت حينها مستشفى ليلهامر، قبل أن تُغادر في اليوم التالي وتخضع لاحقًا لعملية زرع منظم ضربات قلب، وُصفت بالناجحة.

وحتى وقت إدخالها الأخير، واصلت سونيا نشاطاتها الرسمية، إذ شاركت في وقت سابق من نيسان (أبريل) الجاري في الزيارة الرسمية التي أجراها رئيس آيسلندا هالا توماسدوتير وزوجها إلى النرويج، إلى جانب أفراد العائلة المالكة. كما كانت الملكة مدرجة ضمن جدول زيارات ليوم 24 نيسان (أبريل)، تشمل جولة في كنيسة "سوفينبرغ" في أوسلو، ومشاركتها مساءً في افتتاح معرض فني في المتحف الوطني، لكن لم يتضح ما إذا كانت ستحضر هذه الفعاليات بعد العارض الصحي الاخير.

سونيا، التي اقترنت بالملك هارالد الخامس في آب (أغسطس) 1968، تُعد أول امرأة من عامة الشعب تتبوأ لقب ملكة في تاريخ النرويج المعاصر. وقد أنجبت من الملك ولي العهد الأمير هاكون، والأميرة مارثا لويز.

وتُعد سونيا، زوجة الملك هارالد الخامس، من الشخصيات المركزية في تاريخ العائلة المالكة النرويجية، حيث شكّل زواجهما سابقة استثنائية في العرش الأوروبي. فقد التقى ولي العهد هارالد بالشابة سونيا هارالدسن عام 1959، في وقت كان الارتباط بامرأة من عامة الشعب يُعد أمرًا مرفوضًا داخل البلاط.

استمرت علاقتهما سرًا لتسع سنوات وسط معارضة شديدة من الملك أولاف الخامس، والد هارالد، ودوائر رسمية خشيت من "أزمة دستورية" محتملة. وفي عام 1965، هدد الأمير حينها بعدم الزواج مطلقًا إن لم يُسمح له بالارتباط بسونيا، ما دفع القصر إلى التراجع تدريجيًا، ليتم إعلان الزواج رسميًا في عام 1968.

ورغم المعارضة التي واجهتها في البداية، أصبحت سونيا لاحقًا أول امرأة من عامة الشعب تتبوأ لقب ملكة في تاريخ النرويج الحديث، وتحظى اليوم بمكانة رمزية رفيعة داخل المجتمع النرويجي.

ولا يزال القصر الملكي يلتزم الصمت حيال أية تطورات جديدة بشأن العارض الصحي الأخير للملكة.