هذا السؤال تردد على مسامعى عشرات المرات خلال الايام القليلة الماضية من بعض ابناء الجالية فى استراليا..وللاسف كان معظم الذين طرحوا هذا السؤال علىلا ينتظرون الردوانما كانوا يسألون ثم يقومون بالرد على انفسهم زاعمين بان المؤتمر لن يحقق شيئا ومضيعة للوقت لان المسؤلين فى مصر ليس لديهم الاستعداد للاستماع لهم او غيرهم..وكنت استمع بصبر واحاول اقناعهم بان من ابسط حقوق الانسان ان يصرخ من الالم والمعاناة حتى يدرك من حولة انة يعانى ويتوجع فيبادرو بمساعدتة وعلاجة او على الاقل يستدعوا الاسعاف لاخذة الى المستشفى. وكنت اقول لهم ايضا ان رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة صغيرة. وكانت ردودى المتفائلة تقابل بسخرية شديدة ويأس واحباط من الاخرين ولكنى لم انفعل وانما كنت اجد لهم العذر لان النظام الحالى فى مصر نجح بجدارة فى قتل الامل والتفاؤل فيهم وفىالغالبية العظمى من المصريين ..

على اى حال ورغم اننى مثل كثيرين غيرى لا اتوقع حدوث معجزة من وراء المؤتمر ولا اتوقع ان يتغير موقف القيادة فى مصر تجاة مطالب الاقباط بالعدل والمساواة ..ولا اتوقع ايضا بعد انتهاء المؤتمر ان يعلن الرئيس مبارك انة سوف يغير الدستور المصرى بدستور اخر يكون لكل المصرين بغض النظر عن دياناتهم الا اننى فى نفس الوقت اتوقع ان يحدث عقد هذا المؤتمر ارتباك وحرج شديد للرئيس مبارك والمسئولين فى مصر وربما قد يترتب علية تغير فى فكرهم السياسى والاستراتيجى بشرط ان ينجح المشاركين فى المؤتمر من مسلمين ومسيحين فى الاتى :

* فضح النظام المصرى الذى يصر- منذ اكثر من نصف قرن من الزمان - على استخدام الدين كى يفرق ويقسم بين المصريين كى يسهل للحاكم حكمهم والسيطرة عليهم.

* الاعلان صراحة بانة لا خلاف للاقباط مع اخوتهم المسلمين فى مصر وانما الخلاف مع النظام العنيد الديكتاتورى الذى يصر على التميز ضدهم وضع العراقيل والقوانين التى تحول بين مساواتهم بالمصريين المسلمين فى الحقوق والواجبات.

وقد سبق وكتبت من قبل مقالة بعنوان مقترحات لمؤتمر الاقباط فى واشنطن ذكرت فيها بعض المقترحاتلعلها تحظى باهتمام المشاركين فى المؤتمر لاهميتها اذكر منها :

1 _ المطالبة بتقديم المصريين المسئولين والمشاركين والمتسببين فى المجازر والجرائم البشعة
التى ارتكبت ولاتزال ضد الاقباط والمعتدلين من ابناء مصر المسلمين الى المحكمة الدولية لان هذة الجرائم التى ارتكبت تعد جرائم ضد الانسانية ولا تسقط بمور الوقت.

2_ مطالبة الحكومة المصرية بوضع حد ونهاية للهوس الدينى والتطرف الاسلامى والارهاب الفكرى فى جميع وسائل الاعلام المصرى المسموع والمقروء ومطالبة الاقباط بصفة خاصة بمقاطعة الصحف والمجلات ومحطات الاذاعة والتلفزيون التى تسمح للمتطرفين بالاساءة اليهم.

3_ توحيد جميع المنظمات القبطية والتنسيق بينهم للعمل معا بيد وقلب واحد من اجل تحقيق العدل والمساواة لاخوتهم فى مصر. وحبذا لو تم تشكيل عدة لجان منهم لجنة لطرح
مشاكل الاقباط على الاعلام العالمى ولجنة اخرى لكسب دعم سياسى للضغط على القيادات الساسية فى مصر لاعطاء الاقباط حقوقهم المشروعة ولجنة اخرى لرصد الجرائم والتجاوزات ضد الاقباط وتوثيقها ووضعها فى متناول المحاكم الدولية التى تبت فى الجرائم ضد الانسانية.

4_ مطالبة الحكومة فى مصر بتدريس تاريخ الاقباط وحضارتهم وفنونهم وانجازاتهم لكل تلاميذ وتلميذات مصر مثلما يدرسون لهم الغزو العربى وفنون الحرب والقتال.
ان المؤتمر القبطى فى واشنطن هو بكل تأكيد بداية طيبة وجادة فى رحلة الالف ميل نحو تحقيق العدل والمساواة والحرية والديقراطية الحقيقية ليس فقط للاقباط وانما ايضا لكل المصريين. واخيرا لعلنا جميعا نتذكر انة لايأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.


صبحى فؤاد

استراليا

[email protected]