بصفتي أحد المشاركين والمنظمين في مؤتمر واشنطن للأقباط الذي عقد تحت اسم ( غياب الديمقراطية والحرية الدينية في مصر والعالم العربي ) أريد أن اقدم لكم تحليل شامل عن المؤتمر وعما جرى فيه متبعا تحليل موضوعي ( وليس مثل الصحافة المصرية التي ينطبق عليها (أعمى يقود عميان) من الواقع وليس من الخيال باعتدال وليس بتطرف كقبطي شاهد وشارك في المؤتمر وليس كقبطي عميل و مأجور و أخيرا كشخص وطني محب لمصر والمصريين جميعا
لماذا عقد المؤتمر.
* عقد المؤتمر لإظهار مدى الاضطهاد الذي يتعرض له الأقباط في مصر بأسلوب منظم منذ سنة 1952 والذي زاد في ال25 سنة الأخيرة نتيجة للغزو السلفي الذي غير عقول وقلوب وشعور معظم المصريين فمحا تسامحهم وقبولهم للأخر.
* عقد بسبب تجاهل المسئولين لمشاكل 12 مليون مصري أصيل واتبعوا سياسة خبيثة سياسة الإنكار والاستهتار وهى سياسة ( لا اسمع لا آري لا أتكلم ).
* عقد بسبب اعتبار الأقباط مجرمين خطر على الأمن العام والدليل تسليم ملفهم إلى جهاز أمن الدولة الذي زاد عليهم الاضطهاد والإذلال ويحاول اختراقهم سواء شعب أو اكليروس لإخراج يهوذات يبيعوا دماء وعرض الأقباط إخوانهم في سوق النخاسة من اجل مصالح شخصية.
* عقد نتيجة حرمانهم من حق المواطنة الكاملة واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثالثة في بلدهم الأصلي، واعتبار مسلم إندونيسيا أو باكستان افضل مئات المرات من قبطي مصر بسبب الهوس الديني.
* عقد نتيجة للأمراض المزمنة من عمى وفقد الحس البشرى تجاه 12 مليون فرد يعانون الاضطهاد والإذلال في كل وسائل الإعلام مسخرين في ذلك أجهزة ضخمة لإنكار واقع حي معاش واضح وضوح الشمس وهو ( اضطهاد الأقباط ).
لماذا لم يعقد في مصر.
لم يعقد في مصر لعدة أسباب أهمها
* قانون الطوارئ منذ اكثر من خمسة و عشرون عاما مسلط على رقاب العباد.
* أمن الدولة ذلك الجهاز الضخم العنكبوتي بهدف اصطياد واضطهاد كل من فتح فاه من مصريين وخاصة الأقباط.
* رفضت الحكومة إقامته بل كرست كل ( الصحافة الصفراء والقومية والتليفزيون والإذاعة وكل الأقباط اليهوذات وجميع إمكانيات الدولة في إعلان حرب بان الأقباط خونة ) لان مقياس وطنية الأقباط لدى الحكومة هو أن يرحبوا ويؤيدوا بالانتهاكات التي يتعرضون لها و لعقيدتهم يوميا.
* عناد الحكومة مع الأقباط وليس أدل على ذلك بعد 14 شهر من مؤتمر زيورخ سبتمبر 2004 لم تلقى قراراته سوى الإهمال و عدم الاستجابة أو حتى اعتذار بل شهرت سيف الخيانة على كل من يطالب بحقه من الأقباط في العيش كمواطن كريم
* تقييم المؤتمر.
بصفتي أحد المشتركين في تنظيم هذا المؤتمر و بصفتي مصري قبطي غير مأجور أعلن أن نجاح مؤتمر الأقباط في واشنطن نجح نجاح باهر اكثر مما كنا نأمل ونجح في.
* تنبيه العالم الحر لقضية اضطهاد الأقباط بتغطية إعلامية فاقت كل التوقعات.
* لفت نظر جميع مؤسسات الحريات الدينية والحريات العامة إلى مشاكل الأقباط فاضحين الحكومة المصرية وأجهزتها للانتهاكات التي يتعرض لها الأقباط.
* ضم تعاطف أقليات مضطهدة مثل النوبيين والشيعة والقرآنيين في مصر والشيعة في البحرين و كثير من الأقليات المضطهدة في العالم العربي.
* تعاطف المجتمع الدولي مع مشاكل الأقباط وغيرهم وحضور شخصيات بارزة عالمية من لجان الحريات الدينية التي أكدت تعرض الأقباط للاضطهاد الحكومي المنظم.
* ازدياد تماسك الأقباط ووحدتهم في كفاحهم السلمي لنيل حقوق المواطنة الكاملة غير الناقصة.
* أصبحت القضية القبطية واضطهاد الأقباط قضية موجودة على الساحة العالمية واصبح إنكارها إدانة لكذب النظام المصري.
قرارات المؤتمر.
هي تماما مثل قرارات مؤتمر زيورخ سبتمبر 2004 ولا يستطع أحد أن يختلف عليها لأن بالاستجابة لها تضع مصر في مصاف الدول المتحضرة في احترامها لمواثيق و معاهدات الأمم المتحدة ( التي وقعت عليها مصر ) الخاصة بحرية الأديان وحقوق الإنسان وهذا ما نسعى إلية كمصريين وكأقباط أن نعيش جنبا إلى جنب مع إخواننا المسلمين في وحدة وانسجام بدون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو اللون.
ما موقف المشتركين في المؤتمر وقراراته.
انقسم الحاضرين إلى عدة أقسام
* الحاضرين أقباط ومسلمين أحرار ووطنيون يحبون مصر كلهم وافقوا بالإجماع وعن اقتناع على قرارات المؤتمر التي تسهم في عودة المواطنة للأقباط للعيش في حرية وانسجام داخل مصر وطنهم الأصلي مع إخوانهم المسلمين بلا أمن دولة بلا أجهزة العسس المنتشرة بلا تفرقة بسبب الدين.
* بالطبع تواجد أعضاء من مخابرات مصر حاولوا تشويش الصورة منهم أحد الأساتذة مدعيا في حديثة إلى إحدى المحطات التليفزيونية أن الصورة التي تنقل لنا هي صورة غير حقيقية متجاهلا أن الصورة التي نعرفها عن اضطهاد الأقباط هي صورة ليست منقولة بل معاشه لأهلنا جميعا في مصر ونحن لا ننقل بل كانت هناك لجان تقصى حقائق مصرية للدراسة على ارض الواقع من اجل وضع صورة نهائية عن اضطهاد الأقباط.
* امتنع أحد أعضاء لجنة وضع القرارات وهو المهندس يوسف سيدهم واضعا نصب عينية مبدأ الحوار للحل وكما ذكر المهندس عدلي ابادير حوار مع من يتجاهلوننا مع من يعتبروننا حشرات مع من يسلطون علينا أجهزة العسس مع من يحاولون اختراقنا باليهوذات مع من يهملون الأقباط ومشاكلهم إلى أن وصل عدد الأمور المسكوت عنها بجريدة وطني 107 ملف مع من يسلطون علينا سيف الخيانة والتخوين من اجل استمرارهم في اضطهادنا وإذلالنا لذا نحن نسير في أسلوبنا ونثق في أن الحوار مع الحكومة هو بمثابة حوار مع ميت وهو كما ذكر المهندس عدلي ابادير هو ليس حوار بل محاورة لاستمرار اضطهاد الأقباط
أخيرا إن المحصلة النهائية هي نجاح منقطع النظير و إجماع على قرارات المؤتمر من كل المشتركين ماعدا ثلاثة أفراد فقط معروفين بالاسم ونحن ألان فى خطوات القانونية لوضع آليات لتنفيذ هذه القرارات كي لا تترك حبيسة الأدراج مثل قرارات العطيفى سنة 1972 أو مثل قررا مؤتمر سبتمبر 2004.
وماذا عن الصحافة المصرية الصفراء والقومية ؟ فقد هاجمت المؤتمر حتى صحيفة ( صوت الأمة ) التي اكتب بها مقالتي بكل أسف فتحت أبوابها لأقباط يهوذات يحاولون النيل من المؤتمر الناجح العملاق وذكرت على لسان أحد يهوذاتها أن المؤتمر لم يحضره سوى المنظمين و لأمثال هؤلاء أقول لهم المثل القائـــــــــل ( من يهن يسهل الهوان علية ما لجرح بميت إيلام ) و ( وماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ).
ولكنيستي العظيمة التي تعانى من الاضطهاد المزمن ذاكرا لها ( إن أبواب الجحيم لن تقوى عليك )
والى مصر وطني الغالي ذاكرا مشاعري الخاصة تجاهها ما ذكره قداسة البابا شنودة الثالث.
مصر ليست وطن نعيش فيه إنما وطن يعيش فينا
والى مباحث أمن الدولة وأجهزتها المنتشرة لاضطهاد وإذلال الأقباط ذاكـــــــــرا لهم ( أيها الجاهل رويدا قلب التاريخ تفهم كل قبطيا وديعا إنما في الحق ضيغم ).

مدحت قلادة