في آخر تقرير فلكي قال العلماء اننا يجب ان نستعد لدقيقة بها 61 ثانية وليس 60 ثانية فقط وسيؤخرون بدء عام 2006 بسبب اول quot;دقيقة كبيسةquot; يشهدها العالم منذ سبع سنوات وهي طريقة تهدف الى تعويض التغييرات في دوران الارض.

لا أدري من كان يقصد العلماء بكلمة quot;أنناquot; ولكن لنبحث ونرى تأثيرها على الحياة اليومية بمنطقتنا. أولا وقبل كل شئ يجب الإعتراف بأن وقتنا ثمين وأستميحكم العذر بتضييع وقتكم بمقالة كهذه ولكن كلي أمل أن نتصرف جميعا بمسؤلية تجاه هذه الثانية والإستفادة منها قدر المستطاع فهذه الأمور لاتحصل إلا بعد عدة سنوات او مثل ما يقول المثل quot;في السنة حسنةquot;.

أولا ستفزع الإدارات الحكومية من هذا القرار وتشكل عدة لجان لعقد سلسلة من الإجتماعات للبحث عن انجع( من نجع) طريقة للإستفادة من هذه الثانية الغالية الثمن. سيكون بإمكانية موظفي الدوائر الحكومية(سميت الدوائر من كثر الدوران لإنهاء معاملتك) تلمس العذر بأخذ جزأ اكبر من الراحة والسبب الثانية العزيزة فهم من التعب والإرهاق اكثر الناس حاجة لها.

أما المرور وما أدراك مالمرور فستتفتق أريحتهم على العمل بمشروع عظيم يستنزف الألاف من جنودهم النشيطين لإعادة برمجة الإشارات الضوئية (الصالحة منها) لئلا تفقد انسيابة المرور ولا أخفيك خبرا بأن الإنسيابية هي من اولى اهتماماتهم.

أما أكثر الفرحين بهذه الثانية فهم مصلحة البريد حيث سترد على جميع الشكاوي بتأخر البريد(ولا أقول بضياعه) بهذه الثانية.

ومن الرابحين من هذه الثانية أيضا، إسم الله عليهم، الخطوط الجوية السعودية ليس لإستغلال الوقت (خلف الله على الركاب) ولكن لإضافة المزيد من الأعذار عن تأخر الرحلة عن موعدها سواء نصف ساعة أو نصف يوم فالسبب سيكون وبلا شك هذه الثانية.

الوحيدون غير المستفيدين من هذه الثانية الزائدة هم موظفي مكاتب العدل. فالجميع من أكبرهم وأصغرهم وعيني عليهم باردة في مكاتبهم من بعد صلاة الفجر وحتى ما بعد إنتهاء الدوام ولن يكون لهذه الثانية أي تأثير.

هذا عن الجانب الرسمي أما على الجوانب الخاصة وبما أننا حريصون على مواعيدنا بالمليثانية فهذه الهبة العزيزة من الله سبحانه وتعالى ستخفف علينا بعض الضغط وسيكون بمقدورنا أن نستغرق وقتا اطول للإستعداد لمواعيدنا دون تأخير(حلوة دون تأخير) سواء الى المسجد أو الطبيب أو الى احد المناسبات الإجتماعية ومن الممكن ان يستخدمها الأزواج كعذر عند عودتهم متأخرين وعذرك quot;لم أحسب حساب هذه الثانيةquot; (لم ولن تنجح معي).

سيعقد الحوار الوطني القادم بعنوان quot;الثانية والآخرquot; وستكون محاور الجلسات عن جزيئات الثانية وعلاقتها بالآخر ولا مانع من أن يدعى الدكتور المصري احمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999 لإلقاء محاضرات علمية ليزيل الخلاف المتوقع حدوثه بين فصائل المحاورين وأشك في نجاح هذا العبقري فاختلافاتنا تحتاج الى أساليب وأدوات لا يمتلكها ولا نريد ان يمتلكها هذا العالم الفذ.

وكل ثانية وأنتم بألف خير

نبيل فهد المعجل

[email protected]