بعد اشهر عدة من بثهما بات واضحا الخط الذي تمثله كل من فضائيتي الشرقية والعراقية اللتين تبثان برامجهما من بغداد.
ويمكن تشبيه توجهاتهما بقناتي الجزيرة والعربية وهو تشبيه يتفق عليه عدد من العراقيين اليوم فقناة العراقية التي انفتحت على معظم الفئات العراقية دون ان تمارس أي فيتو او انحياز واضح بما في ذلك انتقادها المتواصل للحكومة العراقية وملاحقتها لاخبارها من خلال ملاحق الاخبار التي تبث خلالها مايستجد من تطورات سياسية مباشرة على الهواء.
وهي بذلك تقترب من مهنية قناة العربية التي تبث من دبي بالرغم من الفاصل التقني بينهما. لكنها تتطور باستمرا تقنيا ومهنيا مفضلة الطاقات العراقية الشابة على سواها.
وفي الجانب الاخر تتخذ قناة الشرقية موقفا واضحا في انحيازه مما يجري في العراق وقد اتضح ذلك من خلال اقتصار القناة على تشغيل ذات الوجوه التي كانت تخدم في تلفزيون النظام السابق الرسمي بمن فيها من يتوكا على شيخوخته.
فقناة الشرقية الى الان لم تطلق على مايجري في العراق صفة الارهاب وان نقلت خبرا عن أي مصدر فتصفه بعبارة بما يسمى الارهاب متشبهة في ذلك مع قناة الجزيرة القطرية التي حسمت موقفها في الوقوف وتصيد الاخبار التي تصور الفشل السياسي العراقي مابعد سقوط نظام صدام.
ففي الوقت الذي تسابق فضائيتا العربية والعراقية الوقت للوصول لاي معلومة اثناء وقوع أي عملية ارهابية نجد الرقص الهستيري واللامبالاة تهميمن على الشرقية واستبعاد الجزيرة لذلك الخبر او التقليل من اهميته او تصويره كضربة للمقاومة!
وقد كانت مشكلة المدائن خير دليل على انحياز القناتين الشرقية والجزيرة ضد الضحايا العراقيين مقدمين تكذيبات على ماجرى معتمدين على بعض مبرري الارهاب في العراق كثقاة لايأتيهم الباطل ابدا. فقد انفردت الشرقية بافادة شيوخ هيئة علماء المسلمين الذين القوا الامر على اميركا كما في كل مرة وصوره كمشكلة عشائرية وانفردت الجزيرة بالشيخ عبد الهادي الدراجي ممثل مقتدى الصدر الذي كذب محصل في المدائن بالرغم من التقاط عشرات الجثث من ضحايا المدائن.

حين تحدث عملية انتحارية تستهدف مسجدا او كنيسة او تجمعا عراقيا تكتفي القناة بالاشارة اليه من بعيد مقدمة من خلال مراسليها تبريرا بان العملية كانت تستهدف رتلا اميركيا.
تعويل الشرقية على فشل الحكومة العراقية المنتخبة يشبه الى حد كبير تعويل شبيهتها الجزيرة. ففي الوقت الذي انتهى فيه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري المكلف من تشكيلته الوزارية تكرر الشرقية بان (الجعفري الذي فشل في تشكيل حكومة وحدة وطنية...) في الوقت الذي يصفها الجميع بانها باتت حكومة وحدة وطنية بمن فيها قائمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته اياد علاوي الذي آثر البقاء ككتلة معارضة.

بقي ان نقول ان الشعب العراقي يعرف من يعاضده ويهتم بالعمل المهني الصحيح بعيدا عن الدس الطائفي. قد يتساءل البعض بان الجزيرة والشرقية تحضيان بمعاداة القيمين عليهما لبعضهما لاسباب شخصية. لكن من قال ان الاعداء لايتماثلان؟ ويتحدان دون ان يشعران.