يبدو ان العرب اليوم على مشارف ثورة جديدة بعد اقل من 100 عام على ثورة العرب الاولى، التي بدات في مكة المكرمة ضد الحكم العثماني بقيادة احرار العرب وعلى راسهم الشريف حسين بن على، شريف مكة في 1994-1918 م. اذ تدل المؤشرات المتوفرة للمحللين والمراقبين للشأن العربي، ان العرب يستعدون الى سلسة من الثورات الاجتماعية والسياسية والدينية في العشرين سنة القادمة، وهي تعبير عن ماية عام من الاخفاقات المتراكمة والوعود التخديرية التي تؤجل المشكل ولكن لا تحلة.
سنتحدث عن ثورات كبرى ثلاث، واخرى متوسطة وثالثة صغرى، ينتج عنها ثورات فرعية هنا وهناك في كل قطر، كل حسب مشاكله الداخلية، الا ان المشترك العام بين الدول العربية عامة باستثناء دول الخليج الغنية بالنفط هو الفقر، هذا الفقر الذي سيولد " ثورة الجياع" والتي سنخصص له مقالا خاصا يبحث في اسبابه ونتائجة.المشكلة الثانية هي مشكلة العنوسة والزواج، والحقوق السياسية والانسانية للمراءه العربية، وهي مشكلة مشتركة بين كل الدول العربية والتي بقيت تحت السطح، حيث تعتبر نتائجها ان بقيت للزمن دون علاج، نتائج خطيرة ومدمرة على بنيان المجتمع العربي المحافظ، والتي سنلقي الضوء عليها تحت مسمى "ثورة الحريم ". وثالثا التهميش السياسي للشعوب العربية من قبل فئات حاكمة دينية او عرقية او حزبية تسيطر على مقدرات الشعوب العربية، وتمنع المواطنين العرب في بلدانهم من المشاركة في بناء وتخطيط مستقبلهم،وتستقدم الاخرين لاخذ حقوق المواطنين في الوقت الذي تجبر مواطنيها على اداء واجباتهم تجاه الدولة، وسنسميها" الثورة العربية الثانية" وسنبحث باسبابها وتوقيتها والنتائج المتوقعة منها.
انها محاولة مخلصة لاستشراف المستقبل من خلال قراءة معمقة للتاريخ العربي القريب، والاحداث العربية الراهنة، التي يرسمها غيرنا لشعوبنا عبر مفاهيم كثيرة وايدولوجيات مغلفة (بسولوفان)، بالاتفاق مع اغلب النخب العربية الحاكمة في اكثر من مكان في هذا الوطن العربي الكبير، في الوقت الذي تستحق شعوبنا كغيرها من امم العالم حياة كريمة ومحترمة اكثر بكثير مما هي عليه الان.
الدكتور منور غياض ال ربيعات
استاذ في الاعلام الدولي
التعليقات