هل قرأتم الاسم اعلاه، انه اسم يحمل كل معاني المودة والصفاء والنقاء، انه اسم للدعوة بالمحبة وبابتسامة، ليس موجها لفرد بعينه لجنس بذاته لكبير قوم او صغيرهم، انه دعوة باذرع مفتوحة لكل قادم.

حبايبنا اسم يجمع الكل، شيعي سني مسيحي ازيدي صابئي كاكائي بهائي، عربي كردي اشوري تركماني، عراقي اجنبي، لا اشتراطات لمن نادي بحبايبنا، فكلهم حبايب، المهم تحقيق الرزق الشريف.

هذا كان اسم المطعم في حي جميلة الذي قام مقاوموا العروبة واسلاميوا اخر زمن بتفجير سيارة مفخخة فيه، هل كان صاحب المطعم يستفز هؤلاء المقاومون، اعتقد انه استفزهم بشكل متعمد، لانه سمى مطعمه بهذا الاسم الجميل الذي يحمل كل هذه الدعوات بمحبة صافية، انه استفزهم لانهم نقيض المحبة والود والدعوة، انهم يحملون في قلوبهم حقد لا يوصف لكل شئ، انهم يكرهون انفسهم ذاتها، والا هل يقوم فرد بالانتحار بتفجير ذاته لو لم يصل الى حد احتقار ذاته، فكيف بهم يتقبلون اسما يحمل معاني الحب والود.

كأن بصاحب المطعم يستقبل زبائنه ببشاشة وابتسامة، وها هو يستفز مقاوموا العروبة الجدد، والذي ابتلى العراق والعراقيون بهم، لان الابتسامة دلالة الخفة والخنوثة وليست من الرجولة بشئ، فان لم تكن متجهما فانت خنثي، هذا ايضا معيار من معايرهم التي يقيسون الامور بها، انها جزء من ثقافتهم التي ارضعوهم بها، فالرجولة تتجسد بالقتل بدم بارد، بالخشونة بالجلباب القصير واللحي الطويلة، بالنظرات النارية المستفزة المليئة بالحقد، هذه هي رجولتهم، وها هنا احد اخطاء صاحب المطعم ورواده، فكلهم اناس بسطاء، جلبهم حضهم العاثر وفي هذه اللحظة بالذات الى هذا الموقع لاشباع بطن جائعة، ان بساطتهم كانت سبب مقتلهم، لانهم لم يتأدلجوا وهرولوا خلف متطلباتهم ومتطلبات عوائلهم، انهم لم يتركوا دنياهم من اجل دينهم، فهم يستحقون هذا المصير.

حبايبنا لم يكن مسورا ومحصنا، فهذا يخالف هدفه ودعوته انه مفتوح لكل من يأتي ليشبع بطنا جائعة، صحيح ان الامريكان لم يكونوا فيه، لانه مطعم للبسطاء ورغم هذا ولهذا استهدف بانتحاري مربوط في سيارة مفخخة، يرغب الحصول على الجنة على حساب ارواح بريئة، على حساب عوائل فقدت معيلها اطفال تيتموا نساء ترملن واباء وامهات عصى دمعهم عن النزول على فلذات اكبادهم لهول الفاجعة لا بل الفواجع التي يهديها لنا الاعراب ومقاومتهم وتحريضحهم.

في اي مدينة عربية سنرى الاحتفال التالي، بعرسهم الدموي بعد اغتيال او تدمير او تفجير حبايبنا، لتقول لنا الابواق التي تصدح ليل نهار بحمد المقاومة التي ثارت للشرف العربي، هذا الشرف الذي لا يثار له الا بالدم العراقي المسفوح، تبأ لكم ولشرفكم المستباح على الدوام، عن اي شرف تتحدثون ايها البأسون، نعم ان بؤسكم وحقدكم على كل ما هو جميل على كل دعوة للحب والمودة على كل خطوة للتحرر، تدفعكم للسعير والصراخ الى المزيد من الدم والقتل، انها علامات فرحكم مشاهدة المزيد من دماء العراقيون، والا ما هذا الاحتقان الطائفي الذي تصدروه اربعة وعشرون ساعة في اليوم من خلال اعلامكم التحريضي، انكم مصرون على اشعال فتنة الحرب الاهلية، لكي تتحقق نبوأتكم الدموية وتتحقق اماني سيدكم بترك العراق صحراء قاحلة.

تيري بطرس