ماحصل في العاصمة البريطانية شيء مؤلم حقا ! فكيف يستطيع الموت ان يغلب الحياة ؟والشران يفتك بالخير؟ وهل حقا سيهنأ العالم بعد هذا العمل الاجرامي اللئيم !

حصل الذي حصل ضمن دائرة التوقع ! كل المؤشرات كانت ماتزال باتجاه ان الارهاب بدأ يهدد السلام الاممي!! باتجاه ان البشرية في خطر اكيد مادام القاتل حرا طليقا يمتلك الأعوان والإعلام والمليارات الفلكية وخامة من الشباب المقهور استبدلت الانتحار الذي يقود الى جهنم بالتفجير الذي يدخل تواً الجنة ( كذا ) كان معاوية بن ابي سفيان يقول : العدو اذا قدر على القول قدر على الفعل ! فاذا كان معاوية الذي عاش ومات في القرن الهجري الأول يعرف هذا القانون دون ان يكون قد تلقى دروسا في الإعلام والأمن والفنون القتالية فلماذا لاتعرفه الأمم المتحدة والدول العظمى ؟ بل ولماذا يجهله حكام العراق وألأحزاب المنسجمة مع الهم العراقي ؟ الأمر يبدو ملتبسا كثير الاحتمالات والمنزلقات ! كل عيون العالم الحالم بالسلام والوئام عميت عن ان ترى مخابيء الإرهاب وحاضناته ومنابعه ! اسامة بن لادن والزرقاوي وسواهما يتحركون ويهددون ويفعلون ! الصحف و القنوات الاعلامية المرتبطة بالإرهاب لاتخفي ارتباطها ! فهي تحرض باسم الاسلام تارة والقومية اخرى والديموقراطية تارة ثالثة ! والسؤال الكبير هو : هل حقا عجز الغرب عن ليِّ ذراع الارهاب بله قطها ! الإرهاب الذي بات يهدد أمن الدول العظمى بعد ان خرب امن الدول الاسلامية والمنطقة
بجدارة مدهشة ! ؟ بعبارة ثانية : أما لليل الإرهاب من آخر ؟؟ ان المطلع على الملف الارهابي يجد ان بدايته دشنتها اسرائيل فقد مارست ارهابا منقطع النظير ضد كرامة العرب بعامة وضد حق الشعب الفلسطيني تحديدا وقد تنازل العرب بشكل مهين من اجل ان تجنح اسرائيل للسلام لكن اسرائيل الضئيلة المتكئة على دعم غربي بلا حدود كانت وراء اخفاقات فرص السلام ! كان العالم يرى بعينه الطائرات الاباتشي تحرق الزرع والضرع والبلدوزرات تحرث البيوت والمحلات والطرقات وعيون الامم المتحدة فيها عمى واسماعها بها وقر ! الرأي العام لم يتعاطف مع الضحية ففضل الصمت المؤلم ! فكان ان ظهرت نظرية تبادل الرعب والارهاب بين الفلسطينيين والاسرائيليين ! في العراق استحكم نظام شمولي ارهابي سحق العراقيين بحروب داخلية وخارجية وصادر الحريات
والثروات واستمر طويلا ! وكان العراقيون يستغيثون بالرأي العام فما اغاثهم ويستنجدون بالأمم المتحدة فما نجدتهم ! خمسة ملايين عراقي هرب من العراق بحثا عن الامان فمنهم من غرق ومنهم من سجن ومنهم من اعيد ليواجه الموت المحقق ومنهم من وصل بر العالم الغربي ! فهل انتبه اليهم مخلوق بشري ؟ بل ان العرب المحيطين بالعراق شددوا الخناق على العراقيين وخففوا الوطأة على نظام البعث الارهابي وكذا الدول الاسلامية ! واليوم ينوء العراقيون تحت مطر الموت البعثي فلا يجدون من العرب الا التشفي والشماتة ورفع القتلة صدام حسين ورهطه الى مصاف القديسين ! جل الدول العربية والاسلامية تربي الاجيال على ان المسلم هو مالك الحقيقة وحده والباقين على ضلال مبين ! تربي الاجيال تلو الاجيال ان كل ماهو غير مسلم فهو كفر ونجاسة ! ومن الصعوبة بمكان ان يتعاطف خريج المدارس الاسلامية المتشددة مع الاديان الأخرى بل من المستحيل ان يتأقلم المسلم المتشدد مع دواعي الحضارة والمدنية والسلام ! اما الدول العربية فقد ربت الناس على ان العرب هم اشرف الامم واقوى الامم واشجع الامم واذكى الامم وان الامم الاخرى جبناء وبخلاء ! وليت شعري ماذا كان هتلر يفعل اكثر مما يفعلون ! انني اقول ان منابع الارهاب معروفة مرئية لكل ذي عينين ! منها

التربية الدينية المتشددة في المدارس والمؤسسات والمساجد وقنوات الاعلام ومنها التربية القومية العنصرية فقد كان مفكرو البعث ينفقون الورق والحبر ليثبتوا ان الكورد عرب والكوردي الذي يرفض تعريبه يقتل او يسجن او يطرد عن وطنه ! وفي شمال افريقيا يجهد مفكرو القومية لكي يثبتوا ان الامازيغ وهم السكان الاصليون لشمال افريقا انهم عرب فطلعت علينا القواميس المقارنة بين اللغتين العربية والأمازيغية ! والبربري الذي يعتز بقوميته يقتل او يسجن او يطرد ! ثمة مصدر ارهابي شديد الخطر ونعني به الانترنت وغرف البالتاك والمواقع ! فقد انفلت حبل الأمن الإعلامي فأنت قبالة مواقع تشجع الارهاب دون ان يرف اها جفن ومؤسسوها ينعمون بحماية العرب ويتحصنون بجنسته ويعتاشون على اعاناته ! ان كل هذه العومل وسواها كانت وراء تنامي اعشاب الارهاب الشيطانية في المناطق المتخلفة الجائعة المقموعة ! ويعلم الغرب قبل غيره خطورة الأفواج الارهابية على مصير الأيام القادمة فقد بدأوا يهددون وينفذون ! صدام حسين رغم انه تفوق عربيا على الحجاج بن يوسف وعالميا تفوق على هتلر وموسليني ! لكنه وجد من يدافع عنه! ثمة محامون كبار من امريكا ودول العالم المتحضر ؟ كيف يدافع نقيب المحامين العرب مثلا عن جرائم صدام ! وهل ان هتلر لو لم ينتحر لدافع عنه رمزي كلارك مثلا ! لقد اثبتت التجارب نجاعة الاساليب البعثية والسلفية في تكبيد الأبرياء افدح الخسائر بأقل جهد واسرع وقت ! واثبتت طرق مكافحة الارهاب التقليدية فشلها ! فهل يستمر مسلسل الموت ام ينهض للامر اصحابه ؟ ينبغي اعلان حالة الطواريء في العراق وافغانستان والسعودية ومصر والامارات وشمال افريقيا ورفع درجة الطواريء الى اللون الأحمر ! وان يعقد رجالات الأمن والشرطة في كل العالم الحلقات الدراسية وان تتشدد المحاكم مع من يثبت انتماؤه الى افواج الارهاب وان تكف محاكم التمييز عن لعب دور حامي الحرامية ! وان تنفذ احكام الاعدام على مرأى ومسمع من الناس ليكونوا عبرة لمن يعتبر ! مع الالتفات الى القنوات الاعلامية من صحف واذاعات وتلفزيونات ومنتديات ومنابر واحالة من يؤيد التخريب الارهابي الى المحاكم المختصة الصارمة وان على الدول الغربية الانتباه الى ان الارهابيين ليسوا فقط من يقتل الناس وينسف ويفخخ بل ان الارهابيين ايضا الصحافيون ومدراء المؤسسات التلفازية ومواقع الانترنت ! والمحللون الذين يعلون كفة الارهاب ويشتمون العناصر الرافضة للارهاب ويصمونهم بالعمالة وهؤلاء الاعلاميون تحميهم قوانين البلدان التي يعيشون فيها ! فكل زعماء الارهاب استغلوا حماية القوانين الغربية لأوضاعهم المريبة ! انني ادعو مثقفي العالم الى توحيد صفوفهم وتدارس ظاهرة الارهاب الظلامية التي تختبيء وراء المظاهر المستجدة والتي لا تخطئها العين لابد من رصد المكتبات التي غصت بالفكر السلفي الظلامي وخاصة في الدول التي تقمع شعوبها !

ان ما حصل في 11 سبتمر بامريكا من اعمال ارهابية كبرى وما حصل الآن في بريطانيا ومن قبل في اسبانيا وماليزيا والفليبين وغيرها شيء مؤلم حقا ورسالة واضحة تقول لن ينعم البشر والارهابيون طلقاء ! رسالة الى كل من يقف ضد الأرهاب ! وينبغي على كل المعنيين محاصرة الفكر الارهابي وتجفيف منابع الارهاب واليقظة التامة فقد والله يكون مصير الارض ومن عليها في كفة ارهابي ملثم فانهدوا للامر بعين الجد قبل فوت الأوان.

عبدالإله الصائغ الولايات المتحدة 10 جولاي 2005