في يوم حزين، بكي فيه العالم الاسلامي والعربي، ودعنا جميعا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي كانت له ايادي بيضاء ومواقف لايمكن أن تنسى للجميع، فقد وقف وقفة رجل صادق وقوي في وجه الطغيان الصدامي، وساهم بشكل فعال في عودة الكويت الى أهلها، وجند الجنود وصرف الاموال للتصدي للنظام البعثي، وهذا الموقف البطولي لايمكن أن ينساه الكويتيون، وأسأله الله أن يكون في ميزان حسانته انشاء الله.

ومن المواقف التي لايمكن نسيانها على المستويين العربي والاسلامي، فقد حمل الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، على كاهله رعاية وحماية الحرمين الشريفين، وقد تم تطويرهما في عهده وتوسعتهما عدة مرات لكي تتسع لجموع الحجاج والمعتمرين، وقد كانت له أيادي بيضاء، عبر مؤسسة الحرمين للطباعة والنشر والتي توزع ملايين النسخ المجانية من القرآن الكريم على حجاج بيت الله الحرام، ومن الانجازات الاسلامية أنشاء العديد من المراكز الاسلامية في انحاء العالم مثل الاكاديمية الاسلامية في لندن والتي أنشئت في عام 1985، والاكاديمية الاسلامية في موسكو، والمركز الاسلامي في استراليا والذي يقدم له دعم سنوي 6 مليون ريال سنويا، والمركز الاسلامي في سويسرا والذي يدعم ب19 مليون ريال سعودي، ومركز الملك فيصل الاسلامي في جمهورية الصين، ومسجد ومركز الملك فهد في سراييفو وبلغت تكلفة انشائة 45مليون ريال سعودي،وهناك الكثير من المساجد التي تشرف عليها المملكة وتدعمها في دولة العالم مثل : مسجد ليون بفرنسا وخصص له 11مليون ريال سعودي، مسجد الملك فيصل في تشاد ويدعم ب 60مليون ريال سعودي،وهناك مساجد كثيرة في الكاميرون والسنغال ومصر ونيبال وغيرها،

ومنذ ان تولى خادم الحرمين الشريفين الحكم في المملكة العربية السعودية الشقيقة، توالت مشاريع التطوير من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فقد أهتم بتطوير التعليم حتي أصبحت المملكة تمتلك أكثر من سبع جامعات ويقارب عدد طلابها 50 ألف طالبا، وقد أسهم الملك فهد رحمه الله في بناء المملكة وتطورها، فأضحت اليوم من أفضل دول العالم في الكثير من المجالات فهي تكاد تكون الدولة الوحيدة القوية أقتصاديا والتي لم تتأثر بالازمات الاقتصادية بل تغلبت عليها، ومن اسهامات الملك الراحل، سياسيا تتمثل في انشاء قانون النظام الأساسي للحكم، واقرار انتخابات المجالس البلدية، واتباع سنه الرسول صلى الله عليه وسلم في تعيين مجالس الشورى.

وبعد ان رحل فارس الجزيرة الذي بكينا فراقه كثيرا، والذي تخلى عن لقب صاحب الجلالة طواعية، ليكون خادما للحرمين الشريفين وهذا تواضع جم من هذا الانسان الكبير الذي ندعوا له بالرحمة والمغفرة، وعزائونا ان سلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي سيسير على طريقه وسيكون ناصرا للأمة العربية والاسلامية، والذي تمت مبايعته على الحكمهو شقيقه ولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز، وهذه البيعة أكدت للعالم أجمع أن الشعب السعودي الشقيق متكاتف وملتف حول قيادته الحكيمة، فبارك الله بهؤلاء الرجال الذين نصروا الاسلام وخدموا الأمة الاسلامية، وبارك الله في هذه المملكة العربية السعودية مصنع الرجال التي نكن لها ولحكامها وشعبها كل تحية واحترام، ورحم الله خادم الحرمين الشريفين وأسكنه فسيح جناته

مسفر المطيري