عندما تقترب من منطقة عسكرية أو منشأة صناعية تجد لوحة ارشادية مكتوب عليها ( ممنوع الاقتراب أو التصوير ) وهذا التحذير يهدف الى خطورة المكان وللمحافظة عليه من العبث نظرا لأهميته البالغة، والاماكن كثيرة في بلدنا ومنها معسكرات الجيش ومحطات الكهرباء ومصافي البترول، ومن يحاول أن يصور هذه الاماكن يتعرض للمساءلة القانونية، وقد نصت القوانين في الكثير من الدول العربية والاجنبية على محاسبة من يصور تلك المنشآت لاي هدف كان، الا باذن رسمي، ولايمنح الاذن الا في نطاق ضيق جدا للمحطات التلفزيونية والفضائية، ودائما مانشاهد الصور عبر نشرات الأخبار أو البرامج الاقتصادية، ويكون التصوير قديما بعض الشيئ، وفي ظل الثورة الاعلامية والانتشار السريع للشبكة العنكبوتية أصبحت بعض مواقع الشركات العالمية تتنافس من أجل السيطرة على الاسبقية الاعلامية وتقدم أفضل مالديها من خدمات، ولعل مافعلتة شركة جوجل الامريكية وعبر موقعا على شبكة الانترنت اكبر دليل على التنافس الشرس من اجل السيطرة على جل مستخدمي الانترنت، فقد حدثت الشركة برنامج (جوجل ايرث ) الذي تملكة والمختص في تصوير العالم عبر الاقمار الصناعية، وتستطيع عبر هذا البرنامج أن ترى تلك المواقع التي كتب عليها ممنوع الاقتراب أو التصوير، وهذا يعتبر انتهاك للقانون وللخصوصية، فالبرنامج يستطيع أن يقرب الصور الى ان ترى المنزل بحجمه الطبيعي وترى السيارات وتميز اشكالها وألوانها، وهذه الصور حديثه، و البرنامج رغم فوائده، الا أنه يعتبر كثير السلبيات خاصة في ظل انتشار الارهاب الالكتروني، علاوة على انه انتهاك واضح للخصوصية والقوانين التي تمنع مثل هذه الاعمال التجسسية أن صح التعبير، فهو يعتبر سلاح ذو حدين، ولكن يصب في خانة المجرم قانونيا، فمن الصعب أن يكون مرخصا لأن الشركة لايمكن أن تملك الاذن من جميع الدول لكي تصورها بهذه الدرجة من الوضوح وتنشر أسرارها عبر شبكة الانترنت، ولنا أن نتخيل لو ان هذه الشركة عربية فماذا سيحل بصاحبها الذي صور العالم عبر الاقمار الصناعية، وهل سيعتبر ارهابيا أو مساعدا رئيسيا للارهاب، باعتقادي أن جامعة الدول العربية سوف تستنكر وتشجب هذا العمل الاجرامي وستصدر بيانا شديد اللهجة تطالب محاسبة ذلك الارهابي الذي استغل شبكة الانترنت من اجل انتهاك حقوق الدول العربية والعالمية التي تكتب على منشآتها العسكرية والصناعية ( ممنوع الاقتراب او التصوير ).

نقطة نظام / الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها الكويتيون في الاردن تمثل بدرجة كبيرة أن الدولة تنفخ في جربة مخرومة، وأن سفاراتنا في الخارج تريد من يعدل اعوجاجها، والدور المطلوب من السفراء ليس فقط حضور الحفلات والمناسبات والتصوير مع مجالس الطلبة، بل حل المشاكل العالقة وايجاد قوة حقيقة وهيبة للدولة التي اصبحت هيبتها في الحضيض، لدرجة أن الاردنيين يضربون رجل كويتي كبير السن ورجال الأمن يتفرجون، وهذا يؤكد أن هذه الشعوب العربية لاينفع معها الا القوة والحزم ولعل هذا البيت يؤكد على طبيعة الكثير من العرب ( اذا أنت أكرمت الكريم ملكته،،، وأن أنت اكرمت الئيم تمردا).

مسفر المطيري

[email protected]