يبدو ان الحكام فى العالم العربى لا يتعلمون من اخطاء الماضى ولايأخذون عبرا من التاريخ والاحداث التى مرت بها المنطقة وبصفة خاصة فى النصف قرن الماضى.. ونجدهم يصرون فى غباء وعناد شديد على تكرار اخطاءهم واخطاء بعضهم البعض وجلب المهانة لانفسهم والمعاناة لشعوبهم والخراب لبلادهم.
والرئيس السورى الحالى بشار الاسد مثال حى لهؤلاء الحكام العرب فهو متهم حاليا باعطاء الاوامر التى بموجبها تم تفجير موكب رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى وقتلة هو و 22 اخريين فى بيروت.. ورغم انة اعطى الفرصة لتبرئة نفسة ونظامة من هذة الاتهامات الخطيرة واظهار برائتة للعالم الا انة رفض _ ولا يزال _ المثول امام لجنة تحقيق دولية لتكذيب هذة الادعاءات الموجهة ضدة. وكان اجدر بة الاسراع بالموافقة وعدم الرفض اذا كان حقا بريئا من دم رقيق الحريرى والاخريين الذين ماتوا معة.
وقد ذكرنى عناد الرئيس السورى بشار الاسد ومعالجتة لهذة الازمة الخطيرة التى تواجهة الان بنفس الطريقة ( العنترية ) التى تصرف بها الرئيس العراقى السابق صدام حسين وادت فى نهاية المطاف الى زوال نظامةالديكتاتورى المستبدوسقوطة هو شخصيا بطريقة مخزية ومهينة .. بالاضافة الى احتلال العراق وموت مئات الالوف من ابناءة واغراق البلد فى ديون طائلة لعشرات السنين القادمة.
اننى ارى من الحكمة والعقل ان يتعاون الرئيس السورى مع المحققين الدولين بشأن جريمة قتل رفيق الحريرى و 22 اخريين وخاصة بعد اتهام عبد الحليم خدام( نائب الرئيس السورى الاسبق) الرئيس السورى بانة هو الذى اعطى الامر شخصيا بقتل الحريرى لمعارضتة الوجود السورى فى لبنان.. كما اننى ارى ايضا انة ليس من مصلحتة او مصلحة سوريا الاستمرار فى العناد والرفض لانة سوف يجلب على بلدة عقوبات دولية كبداية لتكرار نفس السيناريو الذى اتبع من قبل الامم المتحدة والدول الغربيةمع نظام صدام حسين حتى تم القضاء علية.
ان الرئيس السورى لا تزال امامة فرصة كبيرة لانهاء الازمة الحالية بسلام وبدون خسائر او عقوبات _ على افتراض انة بريئا من دمرفيق الحريرى وال 22 الاخريين _ اذا وضع كبريائة على جنب قليلا واجاب على اسئلة المحقيقين الدولين واستفساراتهم وتعاون معهم. اما اذا اصر على رفضة او اذا ثبت انة كان وراء جريمة اغتيال رفيق الحريرىفلا استبعد ان تتدخل الدول الغربية وفى مقدمتهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيافى سوريا من احل تغير النظام السورى بالقوة وتقديم الاسد الابن الى محاكمة دولية.
واخيرا لقد كنت اتمنى ان يدعو كل من الرئيسالمصرى وملك السعودية الرئيس بشار الاسد للتعاون مع المحقيقين الدوليين بدلا من دعوة لبنان واللبنانين للتعاون امنيا مع سوريا.. لقد اثارت هذة الدعوة دهشتى ودهشة الكثيرين وكانت ايضا مصدرا لضيق واستياء اللبنانين.
صبحى فؤاد
استراليا
13/1/2006
التعليقات