عدم تناول دور العراق في الازمة النووية الناشبة بين ايران والعالم الغربي في وسائل الاعلام لايعني ان الموضوع لايحظى بأهمية قصوى من قبل المخطط الاستراتيجي الامريكي، فالعراق من الناحية العسكرية يمثل منطقة الظهر للجيش الامريكي ولهذا لايمكن ان يترك الظهر مكشوفا من دون تدابير حماية خصوصا يوجد على الارض ميليشيات عسكرية ترتبط برباط سياسي وعقائدي مع ايران.
ليس هناك من شك ان نظام الملالي في ايران يسعى الى حتفه، وان هذه اللحظة التاريخية طالما انتظرها الغرب لتوجيه ضربة قاصمة له وتأمين الاستقرار لأغنى منطقة بترولية في العالم تهددهاايران وتبتزدول العالم عبر التلويح باحراق آبار نفط الخليج وقطع امدادته عن دول العالم، وما لاتدركه ايران ان تأمين وصول النفط يعد جزءا من الامن القومي لأوربا وامريكا ولايمكن المساومة عليه.
وقبل الأقدام على أية خطوة بأتجاه ايران من قبل أمريكا لابد من تأمين ظهر الجيش الامريكي ومن معه من دول التحالف في العراق، ومن البديهي ان تنظرأمريكا الى القوى السياسية التابعة لايران على انها عدو صريح يجب توجيه ضربة وقائية له وكتم انفاسه وهنا يبدو العراق ليس فقط في قلب الازمة وانما في مقدمتها، وقد وفرت هذه القوى التابعة لايران المبرر لضربها من خلال اطلاقها تصريحات التأييد لايران والوعيد لخصومها في حال نشوب الحرب.
ستتجلى أولى الخطوات الوقائية الامريكية من خلال تسليم وزارات الدفاع والداخلية والامن القوميالى عناصر موثوق منها لايربطها اي رابط بأيران، وستكون هذه الخطوة مفصلية وهامة على صعيد ضبط الاوضاع الامنية ولانستبعد حصول تمرد من قبل الميليشيات في الجنوب والوسط على سلطة الدولة وحدوث معارك مسلحة معها.
ترى هل سيعيد التاريخ نفسه بعد اسقاط نظام الملالي في ايران ويتكرر مشهد خلع ازلام نظام صدام ملابسهم العسكرية واطلاق لحاهم وارتداء جلباب الدين واللجوء الى المساجد.. هل سيتكرر هذه المشهد معكوساً ونرى أزلام ايران في العراق يحلقون لحاهم ويخلعون جلباب الدين ويرتدون بناطيل الجينز خوفا من عقاب الشعب لهم؟
خضير طاهر
[email protected]
التعليقات