فاجأنا المخرج المصري علي بدر خان بأن قوميته كردية وابدى حماسا لافتا تجاه الزعيم الكردي الراحل الملا مصطفى البرزاني والد رئيس حكومة اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني.
ونطق كلمتين ليوحي لمضيفيه في أربيل بأنه كردي وجاء ليخرج فيلما روائيا عن البرزاني الاب. منوها ان الفيلم لم يكتب له بعد سيناريو.
وقد اعادنا موقف المخرج بدر خان الى تجربتي المخرجين المصريين توفيق صالح وصلاح ابو سيف اللذين حققا ارباحا بملايين الدولارات من خزينة العراق أبان حكم النظام السابق. فتم تقديم ميزانية مفتوحة للاول الذي اخرج فيلم الايام الطويلة الذي تدور احداثه حول قصة حياة صدام حسين. فيما نال صلاح ابو سيف ميزانية بـ 32 مليون دولارا لاخراج فيلم القادسية وتخويله عمل عقود لممثلين مصريين جلبت مئات الاف الدولارات لهم.
ويبدو ان ثمة مخرجين مصريين تخصصوا باخراج هكذا افلام حسب الطلب او هم يقترحون على ذوي النفوذ السياسي والمالي افلاما تناسب هواهم السياسي.
فأين كان المخرج علي بدر خان من اعلان قوميته الكردية ولم يعلنها الان وفي أربيل وفي مناسبة ستدر عليه ملايين الدولارات؟ ولماذا لم يتحرك فيه الدم الكردي وهو يشاهد ويسمع عن الابادات الجماعية ضد اكراد العراق على يد نظام صدام حسين؟
ومادخل هوليوود بفيلم عن البرزاني ليحشر اسمها في مؤتمره الصحافي في اربيل نهار أمس؟ أم ان الامر لايعدو عن كونه تهويل ونفخ في الفيلم المقترح ليضمن الملايين التي جاء يحلم بقطافها؟
ومابال رئاسة اقليم كردستان تنجر وراء كل من يلقي لها قصة معينة تعزف على وتر العنصرية الكردية؟
وهل فاضت خزينة اقليم كردستان ولم يعد اي محتاج في الاقليم ليتم نثر الملايين هنا وهناك على فيلم لم يكتب له سيناريو بعد؟
هل تجول رئيس الاقليم او وزير ثقافته خارج مقر الحكومة المحلية وشاهدوا الاف الجياع الاكراد بل وعشرات المثقفين الكرد المكابرين على آلامهم ولم يجدوا من يأخذ بيدهم لطباعة رواية او ديوان شعر او مجموعة قصصية؟
وهل الملا البرزاني مع احترامنا لنضاله اهم من الاف الضحايا من الكرد الذي قضوا مختنقين او معدومين ومازالت قصصم وشهودها قريبة. ألا يستحق اولئك الضحايا من سكان المقابر الجماعية فيلما عراقيا او كرديا؟
وهل خلت كردستان من اي مخرج سينمائي؟
وهل المخرج علي بدر خان افضل من مخرجين عراقيين، عربا او كردا، يستطيعون اخراج افلام عن المأساة الكردية وعن شخصيات كردية مهمة في تاريخ كردستان كالملا البرزاني وان بعضهم من عايشه؟
وهل المخرج المصري افضل من مخرجين مغاربة او تونسسن او جزائريين اثبتوا جدارة وحرفية سينمائية عالمية تجعلهم الافضل عربيا بامتياز؟
ربما سنسمع قريبا بمخرج مصري يذهب لجنوب العراق مقترحا اخراج فيلم عن والد مقتدى الصدر ليتم نثر الملايين على رأسه من قبل خزينة اقليم الجنوب؟
ولن استغرب ذلك وانا اشاهد كلا من الرئيس الطالباني والرئيس الجعفري يتسابقانلتقديم الدعم المالي الكريم جدا لشخص يقول انه مريض ويعيش في اميركا قدحت في رأسه ورأس اصحابه الالكترونيين فكرة جني الاف الدولارات من حكومة مالها سائب لاتلتفت لملايين المرضى العراقيين الذين لايملكون اجرة النقل بالسيارة للمستشفى ناهيك عن اجرة العلاج. والاف الاطفال وقد انهكهم سوء التغذية والحكومة والرئاسة ترسل الاف الدولارات لمدع هنا ونصاب هناك.