يرون ان مستقبلهم افضل مع الاكراد لعلمانيتهم
تحت هذا العنوان نشرت عدة مواقع اخبارية خبر تقديم محموعة من احزاب ومؤسسات شعبنا الاشوري الكلداني السرياني لمذكرتهم المتعلقة بالتعديلات التي يرون اجراءها على دستور اقليم كردستان العراق المنوي عرضه للاستفتاء، والخبر نشر على مواقع عدة، اذا الخبر ليس جديدا وبالتأكيد ان عددا غير قليل من القراء قد اطلع عليه، ولكن المتابعة للخبر وملاحظة التعليقات التي بلغت اكثر من مائتي تعليق في موقع العربية يمكنكم الاطلاع على الخبر والتعليقات على الرابط التالي (http://www.alarabiya.net/Articles/2006/11/13/29035.htm)
سنقراء العجائب والغرائب، فستجد من ينسبنا الى اليونان والفرس ومن يعتبرنا منقرضين ومن يستكثر علينا حتى المطالبة باي حق، بل علينا تقديم الشكر والامتنان للدول التي حمتنا حتى الان، وخصوصا اننا نعيش في ارض الاسلام، وسترى الكثير من العرب ممن يستهحن المطالبة باعتبارنا من التوافه والتي يجب ان لا ترتقي ولا يسمح لها باي مطالب وسترى الغالبية متمنية عودة صدام لكي يفرض الوحدة والقانون الصارم، وستجد من الاخوة الكرد من يرحب بمطالبنا وسترى من يلعننا اما ابناء شعبنا فلعل اقسى ما قرأناه قيام احد السادة بنقل قصة استشهاد الشاب الصبي اياد طارق في بعقوبة مؤيدا مطلب الحكم الذاتي، وسترى من يؤيد مطلب الاحزاب ومن يعارض ولعل المستغرب هو زج اسمي في التعليقات متهمينني باشنع التهم (انظرالتعليق التالي 165 - و منو كال ؟
الآشوري العراقي |14/11/2006 م، 04:51 صباحا (السـعودية) 01:51 صباحا (جرينيتش)
يابة.. ولا يهمكم.. العراق واحد و راح يبقى واحد غصبا عن كل انبطاحي و انتهازي وصولي.. هذا بلدنه بالاول و بالآخر.. واللي يريد التقسيم و الظّم والاقاليم فهذا مستهتر و ما عنده لا دين و لا قومية.. اعتذر باسم كل آشوري على هذه الاطروحة السخيفة.. و اذكركم يا اخواني بالوطن و النظال..ان المذكور ( تيري ) هو احد عملاء النظام البائد. و اليوم هو احد الوسائل المستخدمة.. بيّد من يعرفون انفسهم... لزرع الفتنة و الخلاف بين الآشوريين و اخوتهم ابناء العراق.. لا و الف لا لتقسيم العراق.. و هذوله الانبطاحيين الوصوليين.. ماهم غير ( طسّة ) في وسط الطريق من اجل حرية العراق و شعب العراق بكل اطيافه و الوانه.. و ابسط مثال و دليل ان على ما اقول.. هو ان التمثيل السياسي الحقيقي و المنتخب للشعب الآشوري الشعب الآشوري بالعراق.. مقرّاته الرئاسية موجوده بالزيونة ببغداد.. مو بدهوك و اربيل.. المؤتمر الرابع للحركة الديمقراطية الآشورية كان ببغداد مو بانيشكي ( انيشكي قرية في شمال العراق).. و قبل ان اختم هذه الكلمة المتواضعة.. اقول و بغيرة العراقي.. لن ينقسم العراق و سيبقى وطنا لكل الّذين يقدسون ترابه.. عاش العراق و شعب العراق.) المهم ان الاستنتاجات التي نخرج بها من قراءة هذه التعليقات مجخفة بحقنا وبحق الانسان اي كان هذا الانسان، بالطبع في الكثير من المواقع يمكنكم كتابة اي اسم وانتحال اية هوية فلا رقيب على ذلك ولذا فالكثير من التعليقات قد لا تكون لمن ادعى انه منتمي اليهم.
ولكن لنأتي الى التعليقات السلبية تجاه شعبنا ومطالبه المشروعة في اقامة الحكم الذاتي، فالحكم الذاتي هو تجربة سياسية ادارية، بمعنى انه حل لاشكالية معاناة بعض الاطراف من التهميش ولذا فالحكم الذاتي وحسب مواصفاته يأتي لحل هذه الاشكالية والحكم الذاتي لا يعني الانفصال كما تصوره الغالبية من المعترضين على هذه المطالبة. وهكذا بالنسبة للفدرالية هو حل لاشكالية بنفس المواصفات ولكن بصلاحيات اكبر.
ان الخوف من الانفصال هو احد معضلات العرب الدائمة ولعلها معضلة الحركات القومية والشمولية التي ترى قوة الدولة في مركزيتها الشديدة والتي يخرج كل شئ فيها من المركز، في حين ان التجارب المختلفة ترينا ان الدول التي تتمتع بقوانين فدرالية تكون اكثر تقدما واكثر استقرارا لا بل اكثر قوة، وكمثال توضحيي رغم المحاولات المتعددة لانفصالي مقاطعة كويبك التصويت على الانفصاتل الا ان الغالبية تخذلهم كل مرة رغم ان الغالبية في المقاطعة هم من الثقافة الفرنسية اي اما فرنسيين او متأثرين بالثقافة الفرنسية منذ ان كانوا في اوطانهم الاصلية. وكندا كبلد ديمقراطي يسمح للمطالبين باستقلال مقاطعة كويبك باجراء الاستفتاء كل عشرة سنوات ولا يوجد خوف وهلع من استقلال كويبك ويعتبر امر عادي من حق السكان التمتع به ان ارادوا، ولكن لدينا يتم تضخيم الامر واعتباره احد الكبائر التي لا يجب الاقتراب منها، في حين ان ما يشجع التوجه للاستقلال والانفصال هو القمع والفقر لاسباب قومية ودينية اي التهميشس بكل اوجهه، فلو كان العراقيين سواسية امام القانون ويتمتعون بالتساوي بكل ما يتمتع اي انسان اخر على هذه الخليقة، فلربما سار المسار في دروب اخرى.
ان الانظمة الشمولية التي حكمت بلدنا وضعت مقياسا لكل شئ واهم شئ وضعت مقياسا له هو المواطن الذي يجب ان يتلبس شعارات ومفاهيمهم للحياة وان يكون مخلصا لهذه الشعارات وان يتماهي معها بشكل تام، اي كان على العراقيين ان يقروا ليل نهار بانهم عرب وبعثيين وصداميين وغيرها من المفردات التي نفرتهم من الوطن المتمثل بالذل الدائم والنفاق الذي لا يجب ان ينتهي في محبة القائد والحزب الطليعي.
والوضع الشمولي ليس ولم يكن عراقيا بل كان شاملا في منطقة الشرق الاوسط التي اعتمدت دولها في السنوات الخمسين الماضية على مثل هذه الانظمة الفاقدة لاي شرعية مما شجعها لتغطية هذا الامر باللجوء الى شرعية الدين، وهكذا بداء نشر مفاهيم الدين في الحياة وصير الوطن ارض اسلامية، وتقول حماس في احدى ادبياتها ان الارض التي استولى عليها المسلمون تبقى ارث للاسلام والمسلمين لا يجوز التنازل عنها ابدا، اذا المعضلة هنا ففي هذا المفهوم والذي هو مفهوم اسلامي يعتبر اي مطالبة بحكم ذاتي تنازل عن ارض اسلامية وتنازلا عن شمول القانون الاسلامي لقطعة ارض اسلامية استولى عليها المسلمون.
ان ما يدفع غالبية العرب لمدح صدام هو التناقض الذي يعشونه بين ماضيهم المجيد حسب اعتقادهم وبين واقعهم، وهنا الواقع هو الواقع السياسي اكثر مما هو واقع اقتصادي ثقافي، فالمسلمون لا يطالبون بتوفير وتعزيز الحريات بقدر مطالبتهم بان يكون المسلمون اقوياء يفرضون شروطهم من مركز القوة ويجلعون الاخرين يطيعونهم من موقع الذليل، طبعا عندما اقول المسلمين اعتي بالضبط من يحاول التحدث بالانتقاص من الاخرين لانهم من دين اخر وكذالك العرب اي من يتحدث وينتقص من الاخرين لانهم لا يقرون بعروبتهم، وهذا يعني ان الكثير من المسلمين والعرب يعاضدون الحريات ويعملون من اجل المساواة التامة بين كل الافراد بغض النظر عن الجنس والدين واللسان.
لا يريد البعض رؤية معاناة الاخرين، فيمكن للعروبي ان يحدثك عن مجاز دير ياسين وعين البقر وغيرها ولكن لو حدثته عن سيمل وصورية وحتى عن مجازر 1915-1917 فسيحاول تبريريها، بالف حجة وحجة، لا بل ان الخلافات السياسية بين اطراف من شعبنا جعلت من بعضهم يبرر هذه المجازر، وعند عدم ادراك المخاوف الحقيقة للمقابل سيكون من الصعب تفهم ما يطالب به، فالاشوريين الكلدان السريان، عانوا من الظلم والطغيان عانوا من التهميش والتدمير عانوا من التعريب ويعانون وسيعانون من الاسلمة، حتى وان لم تشمل تغيير الدين، ولكنها تشمل فرض قيم الدين الاسلامي عليهم بدون وجه حق، ان هذا الشعب العريق والذي قدم للانسانية وفي مرحلتين من تاريخه سواء ابان مرحلة امبراطورياته الاكدية والبابلية الاولى والاشورية او البابلية الثانية المعروفة بالكلدانية، او في فترة المسيحية حيث ربط العرب المسلمون بالحضارة من خلال نقلهم للعرب علومهم وعلوم الشعوب الاخرى، هذا الشعب الذي ساهم في بناء العراق بكل طاقاته، تستنزف طاقاته جراء المخاوف التي يعيشها، ولذا فان غالبيته اليوم تعيش في المهاجر، ويرغب بضمانات حقيقية لمستقبله وهذه الضمانات ليست الانفصال فاي عاقل لا يطالب اليوم بالانفصال مادمت ضمانات ممارسة حقوقه متوفرة ومادام قادرا على صياغة قوانين عيشه اليومية ومادام يدير شؤونه بدون رهبة وخوف، وما دامت كل معايير تطوير الهوية القومية قائمة وخصوصا اليوم بعد التطورات التكنلوجية التي تساعد على كسر الحدود وتواصل الشعوب عبر الاقمار الصناعية من توصيل الخبر الى نشر الثقافة وتطوير القيم.
وهكذا فعدم ادراك معاناة الاشوريين والاقرار بما عانوه وطلب الصفح عن ذلك يعني بالضرورة القدرة على القيام بذلك مرة اخرى لا بل مرات اخرى، عندها على الاشوري ان يبحث عن ما يحفظ مستقبله ومستقبل ابناءه في وطنه الذي احبه وقدم من اجله الكثير الكثير فهل مطالبة ابناء شعبنا ومؤسساته السياسية كثيرة، ولماذا يحاول البعض الانتقاص منا ومن شعبنا ومن طموحاته ما لم يتضرروا، وهم بالتأكيد لن يتضرروا الا في اعادة الاعتبار لكل الناس ولكل المحموعات وهذا منطق العصر على الجميع الالتزام به. فزمن الدول المستقلة والسيادة المطلقة قد ولى، وهناك اليوم قيمة للانسان ككائن، يجب ان لا يمس مادام لم يقدم على ارتكاب جرائم كبرى، لا بل ان بعض الدول اقرت الغاء عقوبة الاعدام لاعتى المجرمين فهل يرضيكم اعدامنا اليومي؟، والى متى تريدون من شعبنا السكوت وتقديم ولاء الطاعة واظهار مظاهر الذل والانكسار لكي ترضوا عنا، ونحن لم نؤذي احدا غير تقديم كل ما طلبه منا الوطن؟ اننا في خوفنا على مستقبلنا وجدنا حلا لا يؤذي اجدا ولكنه يضمن لنا الحد الادنى من حقوقنا فهل تمتعنا بهذا الحد الادنى يؤذيكم؟
تيري بطرس
[email protected]
التعليقات