تحذير للقاريء

لا يمر يوما دون ان استلم رسائل اليكرتونية أو في البريد تحمل وعودا بمبالغ ضخمة ستأتيني وتنقذني من الكدح والعناء.

أقول لنفسي لماذا شخص يقيم في أمستردام او مدريد او في نيجيريا يهتم بي لدرجة انه يعطيني فرصة ان اصبح مليونيرا. كيف شخص او شركة او عصابة لا أعرفهم ولا يعرفوني يريدوا ان يجعلوني مليونيرا دون تقديم أي خدمة لهم. لماذا يختاروني كالزبون المحظوظ او رابح مسابقة لم اشترك فيها. ماذا فعلت لكي اكون مستهدفا للاثراء ولماذا استحق هذا الاهتمام الكبير من افراد ونشطاء في توزيع الثروات.

اذا تفحصت هذه الرسائل تجد انها تشمل اخبار سارة ووعود بالثراء السريع الفوري دون عناء وما عليك الا ان تقوم بتنفيذ تعليمات فاعل الخير الذي يصّر ويصمّم ان يجعلني مليونيرا. في الاسابيع الأخيرة استلمت رسائل بريدية واليكترونية تخبرني انني ربحت اليانصيب او مسابقة الحظ في بلد ما مثل ايطاليا أو اسبانيا وان مبلغ بالملايين ينتظرني اذا قمت بتعبئة نموذج بالتفاصيل الشخصية والبنكية الخ ولكن السؤال الذي يتبادر الى الذهن كيف اربح يانصيب (Lottery) مسابقة لم أشترك فيها اساسا ولم اشتري تذكرة اليانصيب.

تأتي رسالة أخرى في البريد تقول اذا اردت ان تصبح مليونيرا اطلب التفاصيل من العنوان المذكور ولكن لكي تحصل على التفاصيل عليك ان ترسل مبلغ كذا وكذا لعنوان في اوروبا والمبلغ لا يكون باهظا ربما اقل من 100 دولار.

ومرة جائتني رسالة من هذا النوع من شخص يدعى ديفيد ايفانز يقيم في بلدة شمال بريطانيا وهو اسم شائع مثل عمر حسن او محمد مصطفى ويطلب مني ارسال ما يعادل 40 دولار لكي يزودني بمعلومات تساعدني ان اصبح مليونيرا اذا قمت بتطبيق المقترحات. لحسن الحظ عنوان المرسل مستر ديفيد ايفانز يحتوي على رقم تلفون ارضي. ولكي يطمئن قلبي قررت أن اتصل بمستر ديفيد ايفانز. خلعته تلفونا وأجاب بفرح ظنا انه عثر على زبون جديد واصطاد مغفلا جديدا. قلت له شكرا مستر ايفانز على الرسالة ولكن قبل ان ارسل المبلغ اريد ان اسألك: بما أنك اكتشفت السر لتصبح مليونيرا لماذا لا تستغله لاثراء نفسك وتوفر على نفسك عناء العثور على عناوين الناس وطباعة رسائل ووضعها في مغلف وتلحيس المغلف لاغلاقه وتذهب للبريد تقف في الطابور لشراء طوابع وتلحس الطابع وتلصقه على الظرف ثم تلقيه في صندق جمع الرسائل في مكتب البريد وتعود لمنزلك وتنتظر شيكات الساذجين الخ... ولم يعطيني الفرصة لأكمل كلامي مغلقا الهاتف في وجهي اي حلق لي على الناشف. والآن عندما تصل رسائل من هذا النوع تذهب الى برميل الزبالة حالا.

اذا استلمت رسالة نصية على الخلوي او فاكس او رسالة اليكترونية تحمل انباء سارة عليك ان تترجمها كالآتي:

quot;لقد تم استهدافي كمغفل لأرسل بعض المال لمحتال لقاء وعود فارغةquot;. اليائس والساذج قد يستجيب ولكن الرابح هو المرسل والخاسر هو انتquot;. واذا استجبت تم وضع اسمك في لا ئحة المغفلين وسوف تنهال عليك العروض بالثراء الفوري.

النصب والاحتيال من نيجيريا:

يأتيك رسالة اليكترونية (لا أدري كيف حصلوا على العنوان الاليكتروني) من سيدة نيجيرية تقول ان زوجها وزير سابق ولديه 40 مليون دولار مربوطة في بنوك محلية وتريد استثمارها في الخارج وتريد مساعدتي في استثمارها مقابل نسبة مغرية. والمطلوب مني تزويد التفاصيل البنكية ولكن لاتمام المعاملة هناك حاجة لمبلغ عاجل مطلوب لدفع رسوم ورشوات وتكاليف ادارية لا يزيد عن 50 الف دولار. اذا امامك فرصة ان تكسب الملايين من الدولارات مقابل 50 الف دولار أو أقل.
والسؤال الم يتم ارسال نفس الرسالة لمئات او ألاف من الاشخاص. ولا شك ان بعض المغفلين وقعوا في الفخ.
اذا استلمت رسالة من هذا النوع احذفها حالا بدون تردد ولا تحاول ان تجيب او تعلق. احذف حالا. من يستجيب او يتعاون يتم وضع تفاصيله الشخصية في موسوعة المغفلين والساذجين (suckers list).

وقد تستلم رسالة اليكترونية تقول نحن شركة استثمارية ونريد وكلاء وموزعين محليين. واذا أجبت عليهم ايجابيا اي ترغب في التعاون سيطلبوا منك مبلغا بعدة آلاف دولار وبعد ذلك يحلقوا لك عالناشف ولا تسمع منهم.
والذين يقعوا في الفخ ليسوا فقط افراد عاديين مثلي ومثلك بل أيضا رجال أعمال وشركات ومدراء مؤسسات المفترض انهم اذكياء وشاطرين وفهمانين. وآخر مثل على ذلك جاء في صحيفة الاندبندنت البريطانية مؤخرا تحت عنوان:


شركة كويتية تقع ضحية للنصب والاحتيال الذكي النيجيري:

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية في عدد الثلاثاء 14 نوفمبر تشرين الثاني 2006 تحت ما يسمى تقرير الثلاثاء القانوني تفاصيل عملية احتيال نيجيرية كان ضحيتها رجال أعمال كويتيين (شركة خالد الفليج للتجارة والتعهدات). وملخص القصة باختصار شديد ان عدد من النصابين من نيجيريا طلبوا مساعدة الشركة الكويتية في البحث عن فرص استثمار مبلغ ضخم يقدر بعشرات الملايين من الدولارات موجودة في صندوق ائتمان تابع لعائلة ثرية جدا. وبالمقابل ستستلم الشركة الكويتية 40 بالمائة من المبالغ و15 بالمائة من أي دخل يتم تحقيقه من الاستثمارات. وادّعى النصابين ان المبالغ موجودة في Benin) بنين( وان التعقيدات البيروقراطية والعقبات الاجرائية التي تشمل دفع مبالغ هنا وهناك ورسوم هنا وهناك وطلبوا من الشركة الكويتية ان تساهم في دفع هذه التكاليف التي بلغت في النهاية 1.375 مليون دولار. وأرسلت الشركة الكويتية المبلغ المطلوب وتم ارسال المبلغ عن طريق بنك نيجيري في لندن الذي قام بتحويل المبلغ للمدعوين: يوسف ابراهيم وناصر سامينو (رؤساء عصابة الاحتيال). وبعد دفع المبلغ اختفى النصابين واختفى الاستثمار وتبخر كل شيء. عنئذ ادركت الشركة الكويتية انها خدعت وضحك عليها.

رفعت الشركة الكويتية دعوى ضد المصرف الذي عن طريقه تم تحويل المبلغ كشريك في عملية النصب او على الأقل ان المصرف ومديره السيد فارونبي كان لديهم معلومات عن النصابين واساليبهم. ولكن المحكمة البريطانية رفضت الدعوى لعدم وجود اثبات قاطع ان البنك كان متواطئا في العملية.

الدرس من هذه القصة ان فرص الاستثمارالنابعة من نيجيريا هي فعلا احتيال ونصب على مستوى عالي واي شخص قد يقع ضحية.

باختصار اذا عرض عليك فرصة ان تصبح مليونيرا وشعرت انها فرصة خيالية فأنت محق انها خيالية وليست حقيقية.

نهاد اسماعيل

لندن

nehad Ismail، London، UK