(قل لي ماذا تأكل، أقول لك من أنت)
شكو *


مؤخرا قرر أن يصبح سياسيا، ليش لا..ما حدا أحسن من حدا ولانه أفنى سنوات شبابه في المطابخ يطعم الاخرين طعاما حقيقيا، اراد ان يطعمهم الان كلاما معسولا مثل كل السياسيين الموالين والمعارضين على حد سواء.


وليس هذا فقط، فقد ترك عمله السابق quot;حيث عملا طباخا لخيرة مزارعي القمح في منطقة الجزيرة السورية خلال مواسم الحصاد وبعد ان انتقل الى مطاعم الشام أصبح معلما كبيرا في الطبخ يشهد له حتى الان الزبائن الذين أكلوأ طبخاته التي كانت تأخذ العقل إلى ان انتقل الى لبنان (هربا من ملاحقة المخابرات له بسبب اضافته بعض المأكولات الامريكية والاوربية الى قائمة طبخاته وقيامه بتقديم بعض الوجبات الكردية الى الزبائن الاكراد ) ومن هناك ( وهنا سر اهتمامه بالشأن اللبناني حيث يعتبر لبنان وطنه االثاني ) الى اوربا ليصبح لاجئا سياسيا هاربا من الطبخ الوطني ولم يجد امامه غير عمله القديم وأمضى سنوات في مطاعم البيتزا والدونر والشاورما الى أن قرر يدخل المعترك السياسي لاسباب عديدة اهمها :
وجود تشابه كبير بين السياسي والطباخ (لاعلاقة للفكرة بالراقصة والسياسي رغم ان السياسيين يموتون في الرقص وهز الخصور والارداف المكتنزة )لاسباب معروفة للجميع لا داع لذكرها وكذلك بين الطبخ والسياسة حيث ان عملية الاعداد تتم في الغرف المغلقة وليس بامكان المواطن / الجائع الاعتراض عليها لانه مهدد بالاعتقال او بالجوع.


ومن اشهر مواقفه السياسية انه كان ولايزال يؤمن ان النظام السوري لايملك جديدا وانه يطعم الشعب السوري الاكلة البايتة القديمة ولكن فقط مع تسخينها بطريقة جديدة /quot;فرن الميكروييفquot; ولا أمل للشعب السوري بطبخة جديدة تماما.


وان رائحة التوابل الايرانية تفوح من كل طبخات حزب الله التي تقدم مع الارز الايراني المهرب
ويرى بعد طول تفكير ان لامستقبل امام لبنان الا بوضع الطبخات كلها على الطاولة ودعوة الشعب اللبناني الى هذه الوليمة الكبيرة التي ستتضمن طبخات شامية ولبنانية وفرنسية واميركية وترك الامر له لاختيار الطبخه المناسبة له.

مروان علي

*حكيم كردي ولد في قرية سهرمكة القريبة من القامشلي