جاء قرار رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بإجراء انتخابات مبكرة تشريعية ورئاسية استجابة
وأبو مازن كان منصاعا لقرار واشنطن الرافض مطلقا لأي اعتراف بحكومة حماس أو حتى حكومة وحدة تشارك فيها حماس ويبدو أن قرار واشنطن لقي استجابة عربية ولو بالصمت العاجز الذي يعني القبول أكثر مما يعني الرفض ولا أدري كيف يثق أبومازن وهو المخضرم السياسي بواشنطن الذي فقدت مصداقيتها منذ غزو العراق |
وأبو مازن كان منصاعا لقرار واشنطن الرافض مطلقا لأي اعتراف بحكومة حماس أو حتى حكومة وحدة تشارك فيها حماس ويبدو أن قرار واشنطن لقي استجابة عربية ولو بالصمت العاجز الذي يعني القبول أكثر مما يعني الرفض ولا أدري كيف يثق أبومازن وهو المخضرم السياسي بواشنطن الذي فقدت مصداقيتها منذ غزو العراق بادعاءات باطلة ثبت زيفها لاحقا كما أن إدارة بوش الحالية من أكثر الإدارات الأمريكية التصاقا بدولة الكيان الصهيوني وسعيا لتلبية رغبات حكامه فبوش الذي ينصاع أبومازن لأوامره وصف سلفه الرئيس الشهيد ياسر عرفات بالداعم للإرهاب ووصف مجرم الحرب شارون برجل السلام فكيف يثق فيه أبومازن وينقلب على سلطة حماس الشرعية إرضاء لرجل فقد مصداقيته عند شعبه قبل أن تفقد أمريكا على يديه رصيدها كدولة عظمى مصيرها مصير فرنسا وبريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقرار أبومازن الأخير بالانقلاب على حماس كان متوقعا منذ فترة وهو جزء من خطة لاضرام نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد في المنطقة بدأ في العراق منذ الاحتلال الأمريكي في العاصمة بغداد ثم بدأت بوادر هذا الانقسام في الشارع اللبناني الذي تلعب فيه الأهواء الخارجية من كل اتجاه وتدفع بالشارع اللبناني نحو حرب أهلية لايعلم إلا الله وحده في حال اندلاعها متى ستتوقف وكيف.
إن مشتاقي السلطة من رجال فتح الذين زينوا لأبومازن هذا القرار ممن لايعنيهم شيء سوى مراكزهم التي ينهبون من خلالها الأموال التي تمنح للشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا وهم يرفلون في النعيم ويكدسون الملايين في بنوك الخارج سيرقصون طربا لحمامات الدم التي لاقدر الله تحاول دولة الكيان بكل الطرق إزكائها في الشارع الفلسطيني لتثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني شعب عنف وإذا لم يجد عدوا يقاتله انقلب على نفسه وهو ما يدفعنا أن نطلب من قادة حماس الا ينساقوا لهذا المنزلق الخطير ويكفيهم شرف المحاولة ورصيدهم عند الشارع الفلسطيني والعربي وعليهم أن يتذكروا رسالتهم كجبهة مقاومة للعدو وأن يعودوا لصفوف الشعب مرة أخرى في انتظار انتخابات حرة جديدة يلفظ فيها الشعب الفلسطيني الواعي لما يدبره له هؤلاء المتاجرين به دون ثمن سوى سعادتهم ورفاهية أبنائهم من الراقصين على طبول واشنطن وتل أبيب.
دكتور أحمد عرفات القاضي
كاتب وأكاديمي مصري
التعليقات