لاشك في أن قصورا في الفهم وخللا في التحليل قد أصاب أولئك الذين يعتقدون أن عملية اعدام العراق قد

كيف يمكن أن تكون فرحة العراقيين كبيرة باعدام المجرم صدام حسين ومازالت بعض دول الجوار العربي تقدم لزمرته وعصاباته الاجرامية الدعم الكبير لقتل العراقيين في المدارس والمتاجر والأسواق والشوارع باسم الجهاد والمقاومة ومواجهة الاحتلال، الأسوأ من صدام هم الصحافيين والاعلاميين العرب الذين خدعوا الجماهير العربية مرتين، حينما قدموه بطلا قوميا في قادسيته المشؤومة
تمت في السنوات التي أعقبت سقوط الديكتاتور، وهم في أغلب الأحوال يمثلون أصواتا تمارس فن المقارنات الفجة بين السيء والأسوأ في الراهن العراقي دون أن تضع في عين الاعتبار دور القوى الخارجية التي أعادت مؤسسات النظام السابق الى الساحة العراقية، تحت غطاء quot;المقاومة quot; وquot;التحريرquot;. ان النظرة الواعية للوضع العراقي ليست بحاجة الى المقارنات المبتذلة بين زمن الطاغية والزمن الحالي ،وانمايترتب عليها أن تأخذ في الحسبان أن عملية ترتيب البيت العراقي تستلزم ردع جميع القوى التي تحاول الانفراد بالسلطة ، وفي مقدمتها القوى السياسية التي اعتقدت ان الحكم ارث أزلي لن يخرج من قبضتها، وهي التي تتحمل قبل غيرها مسؤولية الخراب كونها الرائدة في خلخلة الوضع الأمني في العراق والسباقة في عمليات القتل على الهوية والتهجير الطائفي والعمليات الارهابية التي يصعب عدها، وهي ممارسات حظيت بدعم من الاعلام العربي بسبب طائفيته المبتذلة.


كيف يمكن أن تكون فرحة العراقيين كبيرة باعدام المجرم صدام حسين ومازالت بعض دول الجوار العربي تقدم لزمرته وعصاباته الاجرامية الدعم الكبير لقتل العراقيين في المدارس والمتاجر والأسواق والشوارع باسم الجهاد والمقاومة ومواجهة الاحتلال، الأسوأ من صدام هم الصحافيين والاعلاميين العرب الذين خدعوا الجماهير العربية مرتين، حينما قدموه بطلا قوميا في قادسيته المشؤومة، وحينما اعتبروه رمزا لمقاومة المحتل، الأسوأ هم صحافيين صمتوا لعامين متتاليين عن جرائم زمرته وصاروا يتباكون على اعدام العراق بعد ان حرقت نيران الطائفية الأخضر واليابس، ولا أظنهم بحاجة الى التذكير بأن العراق أعدم على مدار سنوات الديكتاتورية البغيضة التي حظيت بتأييد المحيط العربي، العراق أعدم في المقابر الجماعية التي سكت عنها العرب وأعدم في الانفال وحلبجة وأعدم في الحرب العراقية الايرانية ، والعراق يعدم اليوم باثارة النعرات الطائفية والاحقاد التاريخية ، وعلى الصحافيين الذين يتباكون على العراق أن يذكروا وان دمعة واحدة ذرفوهامن أجل العراق أو كلمة واحدة كتبوها حينما قتل ارهاب المقاومة آلاف العراقيين الأبرياء؟

خسرو علي أكبر