لست محاميا كما اني لست قاض وفوق كل ذلك لست مختصا في ايّ من مجالات القضاء، لكني قبل كل شي

صدام حسين ذلك الدكتاتور الذي حفر مكانة بامتياز لنفسه في موسوعة الجرائم القياسية، كان اسمه لصيقا في ذاكرة الدمار والماساة العراقية، مسؤول عن ثلاثة حروب احداها كانت الاطول طيلة قرن من الزمن
مواطن عراقي اكتوى بظلم الطغيان فحب ان تنشد العدالة معزوفتها في ظل هذا الصراخ المتعالي حول محاكمة صدام.

اخيرا صودق الحكم بالاعدام... بغض النظر عن القضية التي كانت السبب في الاجهاز على صدام، اذ ان تاريخه الاسود بمثابة الشمس التي لايراها الشمس نتيجة لشدة توهجها وسطوعها وليس لانها شمس خلف السحاب.

مرحى لك يا كانون الاول فقد كان لك الشرف ان تحتضن حدثا من هذا النوع، لقد دخلت التاريخ من اوسع ابوابه حينما اصبحت ذاكرة سوداء لتأريخ الدكتاتوريات ومشاريع التخريب، فانت بالتاكيد شهر مؤلم جدا لاصحاب الادمغة المفخخة ولجميع من يتنفسون برئة بعثية.

جميلة جدا هذه الايام التي جمعت بين اعياد الميلاد واعياد راس السنة وعيد الاضحى والعيد الاكبر بالنسبة لنا نحن العراقيون وهو التصديق حكم الاعدام الصادر بحق المجرم صدام حسين، وهذه باقات من الورد مقدمة بهذه المناسبات الى جميع من يستبشرون باعدام الدكتاتور صدام حسين ومن يغضبه حكم الاعدام فليضرب بنفسه عرض الجدار.

لقد صودق الحكم وتحول ذلك التصديق الى خارطة واقعية للعراق، فها هي الاقنعة كانت ولازالت تتساقط في مشهد هستيري مفضوح بالنسبة للعديد من الرموز السياسية والاعلامية وحتى بعض النقاط الجغرافية في العراق والعالم، فالكثير ممن يشاركون في العملية السياسية العراقية علت اصواتهم عويلا على صدام، ونحبوا على شاشات التلفاز.

كما ان هناك بعض الفضائيات العربية لاتتورع خجلا ان تعلن مهرجانات للحداد على فقدان القائد الضرورة الذي اراد ان يحرر القدس عبر طريق الكويت وطهران فاصبح رمزا للشجاعة حينما تخرج من حفرة للجرذان.

صدام حسين ذلك الدكتاتور الذي حفر مكانة بامتياز لنفسه في موسوعة الجرائم القياسية، كان اسمه لصيقا في ذاكرة الدمار والماساة العراقية، مسؤول عن ثلاثة حروب احداها كانت الاطول طيلة قرن من الزمن.

وزع اموال وخيرات العراق على العرب والعجم في وقت كان يستجدي بالقوة من العراقيين حتى اثمان رصاصات الاعدام لطوابير الابرياء، لا غرابة ان يكون نموذج على تلك الشاكلة ميثيرا حول محاكمته الجدل، وفيما يطالب اغلب العراقيين باعدامه يتبرع العرب للدفاع عنه، ليس ذلك فقط بل بعضهم لا زال يناديه (الرئيس القائد)!!! وكأن العراق مقاطعة تابعة لاحدى البلدان العربية.. يحق للجميع ان يساهم في صياغة مستقبله ولا يحق لابنائه ذلك.

واخيرا كلمة الى جميع الذين لديهم شعرة الضمير:

اذا لم يكن النموذج الامثل لتطبيق حكم الاعدام هو صدام حسين... فمن الذي يستحق ذلك القصاص؟!!!

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]