لاتزال الجريمة الكبرى ضد المرقدين الشريفين في سامراء تحتاج للإجابة على كثير من التساؤلات.بصراحة، لسنا ممن يثقون بنزاهة أي تحقيق يجريه السيد صولاغ أو الدكتور موفق الربيعي وأطراف أخرى من الائتلاف. إن جرائم رهيبة كثيرة اقترفت في البصرة وبغداد، وتحت مبنى وزارة الداخلية نفسها، دون أن يجري تقديم أية معلومات عن التحقيق فيها ونتائج التحقيق.
الفرضية الأكثر انتشارا عن الجريمة الكبرى هي كونها من تدبير تحالف البعث والقاعدة الزرقاوية. أو ربما من تدبير وتنفيذ فلول البعث وحدهم.
إننا لو نظرنا لحساب الخسائر و quot;الأرباحquot; السياسية من الجريمة، لوجدنا أن الرابح الأكبر هو السيد الحكيم، الذي حشد الشارع الشيعي لتوجيهه أساسا ضد أمريكا وسفيرها، الذي اقترف quot;خطيئةquot; الإعراب عن رأيه الصحيح جدا وجدا في وجوب وضع الوزارات الخاصة بالأمن في أيد غير متحزبة وغير طائفية، ومعبرا عن القلق من مخاطر الاستقطاب الطائفي. إن هذا الموقف السليم، والذي جعل الكاتب عدنان حسين يكتب مقالا في صحيفة الشرق الأوسط عن خليل زادة quot;العراقيquot;، اعتبره المجلس الأعلى quot;تدخلاquot;، وأنه هو سبب اقتراف الجريمة، وتلك لعمرنا مغالطة تامة هدفها حشد الشارع ضد القوات الأمريكية، وهذا أيضا هو موقف السيد مقتدى الذي قام بزياراته المكوكية في المنطقة تحت شعار رئيسي وهو quot; إنهاء الاحتلالquot;، وهو نفسه شعار إيران وفلول البعث. لقد شاهدنا على الشاشة جماهير ترفع شعارات مثل quot;كلا.. كلا أمريكا، كلا .. كلا إسرائيل quot; هذه شعارات إيرانية، وخصوصا زج اسم إسرائيل للمزايدةوالتضليل، وكل ذلك لصرف النظر عن فشل حكومة الائتلاف والمخاطر الحقيقية الناجمة عن الإرهاب البعثي والزرقاوي وعن الاستقطاب الطائفي وعن جرائم المليشيات المسلحة رغم أن الدستور يطلب حل تلك المليشيات.
هكذا اضطر السفير الأمريكي للتراجع، وهو الحريص على مصالح شعبنا. إننا نعرف دوره الكبير في مؤتمر لندن قبل التحرير، دور جامع الشمل وحلال المشاكل بين القيادات السياسية العراقية.
مهما يكن، فالأهم اليوم عدم انفجار الوضع انفجارا في العمق بما يدخل العراق في جهنم كبرى. فعسى أن تفلح جهود التصافي، والتي نرى أن من أهم شروط نجاحها تخلي أطراف من ممثلي السنة عن الدعم المراوغ للبعث، وتخلي أطراف الائتلاف عن نزعات السيطرة والاستحواذ والإصرار على وضع أمن البلد والمواطنين في أيد طائفية متحزبة؛ ومن المهم أيضا أن يعمل عقلاء الائتلاف على فضح وعزل تيار مقتدى الصدر، حليف البعثيين، ومشعل الفتن في النجف وبغداد، والمنادي مرارا بدعم الإرهابيين في الفلوجة حين احتلوها.