اكثر ما يجذبني في التلفزيون نشرات الأخبار رغم مأساويتها ولكني وفي بعض الأحيان أقرر الترفيه عن نفسي قليلاً فأتجول بين القنوات وأركز كثيرا على أداء المذيعين والمذيعات ولا اعلم لماذا ولكني اعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أن معظم البرامج التي تقدم للمشاهد العربي تافهه وسطحية.
بعض هؤلاء المذيعين دخلوا المجال بالواسطة وهذا واضح من خلال أدائهم الضعيف وبعضهم دخل من خلال الوجه الجميل وهذا امر مشروع في الإعلام فصاحب القناة بحاجة الى مشاهد والمشاهد يأتي بأصحاب الإعلانات وأصحاب الإعلانات يُعيلون هذه القناة.
ولدينا في الوطن العربي فصيلة كبيرة من البشر تشاهد نشرات الأخبار فقط من اجل الاستمتاع بوجه المذيعة الجميل لذلك يبذل أصحاب القنوات quot;جزاهم الله خيرquot; الجهد ليأتوا بأفضل مصففي الشعر وأفضل واضعي الماكياج ليزيدوا من هذا الجمال جمالاً لدرجة انك تنسى نفسك وأنت تشاهد نشرة الأخبار (وتسرح) بعيدا وتتخيل الربيع بألوانه الزاهية الأحمر والأخضر والأزرق والوردي والبنفسجي، حديقة أزهار تتحدث وتنقل أخبار القتل والتدمير والفقر والجوع والتشرد، وتنكشف ضحالة هذه المذيعة عندما يكون هناك حدث طارئ وتدخل هي في حوار مع الضيوف، تقرأ الأسئلة (ولا تدري وين الله حاشرها) ويكون ذلك واضح من خلال مناقشتها مع الضيف، أحداهن وكان ضيفها من سوريا أثناء أزمة الحريري، قال رداً على سؤالها: أمريكا تريدنا أن نسلم لها كل شيء وكل مسئوليننا دون نقاش ودون وجه حق فقالت له بوجهها الجميل الملون الناعم: ولماذا لا تعطون أمريكا ما تريد (وكأن أمريكا تريد حزمة زعتر وعلبة فستق حلبي) فصرخ بها الضيف نسلمها كل ما تريد؟ ما هذا الكلام؟ هذا الذي تقولينه يسمى عبث.
وفي الايام والاخيره شاهدت في قناة إخبارية كبيره مذيعه جديدة أحضرت من لبنان بعد أن نُقلت إلى هذه المحطة التي تبث من دبي وكانت تقوم بتغطية الأخبار كمراسلة وكنت استغرب منحها هذه المهمة فهي دائما تكون مربكة وتغطيتها ضعيفة وتخطئ في بعض الكلمات خصوصا وأنها غير متمكنة من اللغة العربية الفصحى.
وفجأة أصبحت تقدم نشرة الأخبار في المحطة الرئيسة هكذا بدون سابق إنذار وكأنها صاحبة خبره كبيرة، الحقيقة هذه المذيعة تحترم نفسها كثيرا وهي بعيده عن الإسفاف وتستحق أن تكون مذيعه برامج جادة ولكن هناك أمور لابد من توفرها في المذيع أو المذيعة وهي بديهية كقوة الصوت وصفائه وسلامة مخارج الحروف وان يكون متمكن من اللغة العربية الفصحى، غريب فعلا أن تفرض قناة كبيره على مشاهديها مذيعة لا تملك أي مقومه من مقومات مذيعي نشرات الأخبار فصوتها ضعيف وصغير ومهزوز ووجها طفولي وهي بشكل عام صغيره.
نعم تحدث هذه التجاوزات كما ذكرت من قبل ولكن لاتصل الى هذه الدرجة من الاستهتار بذوق المشاهد وفهمه، اتمنى أن تتدارك القناة الإخبارية الكبيرة هذا الخطأ وتقوم بتحويلها الى احدى قنواتها الكثيره الاخرى وتمنحها برنامجاً يليق بإمكانياتها.
في قناة العربية شاهدت بالصدفة برنامجا صباحيا وكانت تقدمة مذيعه من بلد عربي مع زميل لها وقد شاهدتهم في احدى المرات وهم يثرثرون بين كل فقرة وكان حديثهم (سامج) ولا يوجد بينه أي رابط فهو مجرد كلام وقبل أن ينتهي البرنامج التفتت المذيعة الى الوراء وكانت هناك نافذة كبيره والسماء كانت تمطر وقالت: انه نذير خير !!
ولا اعلم ما علاقة النذير بالخير ولكنها ثقافة بعض المذيعين السطحية فالتلفزيون عموما لا يهتم بثقافة المذيع بل يهتم بشكله.
قناة الحرة لديها برنامج جميل يقدمه مذيع خليجي فاجأني مره حين قال للكاتبة الكويتية فجر السعيد قبل نهاية البرنامج أنا لم اقرأ أعمالك ولكن.. فقاطعته فجر وهي تضحك بسخرية: وكيف تحاورني وأنت لم تقرأ لي؟
فعلا بعض مقدمي البرامج يقومون باستضافة المشاهير ويحاورونهم وهم لا يعرفون عنهم شيئا يعتمدون فقط على المُعـَد وهذا اكبر خطأ تقع فيه القنوات لان المذيع في هذه الحالة يتحول الى ببغاء وغالبا ما يحرج هذه القناة، وبعض هؤلاء المذيعين يحملون شهادات عليا وثقافة عالية ولكنهم يفاجئوننا بألفاظ سوقية محلها الشارع لا قناة محترمة ففي قناة دبي قالت إحداهن لضيفها والحوار كان منقولا مباشرة (يعني ما كانت عندك فرصة تغازل)؟!! وكانت تقصد انه تزوج مبكراً.
هل أتحدث عن مذيعات يقدمن برامج سياسية ويرتدين ملابس سهره وقلائد الماس تغطي نصف الشاشة مع ماكياج (عرس)؟ لن اسبب لكم الصداع ولن أتحدث أيضا عن قنوات التسلية ومذيعات (الهشك بشك) فهن اكثر من الهم على القلب (الله يعافينا ويعافيكم) ودعوني فقط كمشاهده ومتابعه أقدم بطاقات شكر لهؤلاء:
جابر عبيد من تلفزيون ابوظبي: شكرا لك حضورك وثقافتك وجرأتك
منتهى الرمحي من قناة العربية: كنتِ رائعة في الجزيرة وأصبحتِ أروع في العربية... أنتي فعلا مذيعة أخبار من الدرجة الاولى فلديكِ كل شيء.
نجوى القاسم من قناة العربية: المذيعة البطلة.. تغطيتكِ للحرب من وسط النيران وثقافتك وثقتك بنفسك تضعك في الصفوف الاولى ولكنني اتمنى أن تخففي من ابتسامتك الجميلة فليس في الأخبار ما يبهج.
نيكول تنوري من الـ m b c: ابتسامتك الخفيفة وثقافتك وجمالك وأداؤك أحلى ما في هذه القناة.
طالب كنعان و زينة اليازجي من قناة العربية: لا استطيع الفصل بين هذين الاسمين فهما الأجمل في قناة العربية مع احترامي للبقية.. خفة دم وثقافة وثقه بالنفس احب نشرة الأخبار عندما يقدمانها.
إيمان بنورة من قناة الجزيرة: جميلة الشكل والأداء ثقتك بنفسك زائدة.. تستحقين هذا النجاح.
خديجه بن قنه من قناة الجزيرة: الجدية والثقة بالنفس والأداء الرائع
جميل عازار من قناة الجزيرة: لا احد يكون ألطف منه رغم جديته عندما يحاور الضيوف فهو يملك طيبة يفتقدها معظم مقدمي نشرات الأخبار.
ميره المهيري المذيعة في تلفزيون دبي: أداؤك رائع ووجهك إخباري وأتوقع لكي مستقبلا باهرا في تقديم نشرات الأخبار ولكنك ستكونين أفضل في حال كنت طبيعية. فالمبالغة في الأداء تعطي عكس النتيجة دائما.




التعليقات