يعتبر التحالف الكردي ndash; الأمريكي في كرد ستان العراق تحالفا ذهبيا وقويا، وقد بدا هذا التحالف الإيديولوجي يلقي بظلاله وامتداداته نحو الأكراد وقضيتهم القومية في كردستان سوريا......

الأكراد السوريون الذين انتفضوا في وجه حزب البعث الحاكم وأجهزته القمعية خلال أحداث القامشلي (12 آذار 2004 ) وقدموا قافلة من الشهداء وآلاف المعتقلين في سجون النظام السوري، بداوا يتلقون اهتماما دوليا بقضيتهم وأخذت العواصم الدولية تفتح أبوابها أمامهم، فمن المؤتمر الدولي الذي عقد في البرلمان الفرنسي بتاريخ (1\12\2005) والذي تناول القضية الكردية في سوريا إلى الكونفرانسات والمؤتمرات التي عقدت في هولندا، يأتي الاهتمام الأمريكي بعد تلك الأحداث الدامية من الاولويات لدى الأكراد وتسليط تقارير الإدارة الأمريكية الضوء على انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان الكردي واضطهاده، كان أخرها تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2005.

إن من ابرز وجوه الاهتمام الأمريكي بقضية الأكراد في سوريا هو اللقاء الذي تم بين رموز وممثلين عن الأحزاب الكردية السورية مع مسؤلين كبار من وزارة الخارجية الأمريكية، حيث عقد ذلك اللقاء في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية.... واطلعوا على أوضاع الكرد ووضع أجندة مستقبلية لأجل حل القضية الكردية في سوريا.

وتعتبر هذه الخطوة انقلابا كرديا شجاعا وجريئا على كل طقوس المعارضة السورية الديمقراطية والتي مع الأسف لا تستطيع أن تعمل إلا تحت السقف السياسي والوطني الذي حدده لها النظام السوري!

لقد جاء مؤتمر واشنطن للقضية الكردية في سوريا والذي عقد بتاريخ 12- 13 \3 \ 2006

في الذكرى الثانية لانتفاضة قامشلو التي تعتبر ربيعا كرديا متزامنا مع الربيع اللبناني في وجه آلة القمع البعثية التي لا تعترف بالوجود الكردي في الدستور السوري وتتحكم بحياة الكرد العامة والسياسية وحتى الاجتماعية، وقمع الحريات وسياسة تفقير المناطق الكردية وحرمانهم من جميع الحقوق والواجبات التي توفرها لهم شرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية......

لقد استطاعت الجالية الكردية في أمريكا وعبر نشاطاتها وعلاقاتها المتينة مع مراكز القرار في البيت الأبيض أن تفتح أبواب واشنطن أمام الأكراد في سوريا لعرض قضيتهم الكردية وآلامهم وملف الاضطهاد وأوجهه المطبق من قبل النظام السوري ضدهم أمام الأمريكيين... حيث عقدوا مؤتمرهم بنجاح على آمل الحصول على الدعم والمساندة والحل العادل والديمقراطي للقضية الكردية في سوريا، مع مشاركة العديد من الشخصيات السياسية والديمقراطية من أطراف الحركة الكردية السورية وقوى المعارضة السورية الديمقراطية في الداخل والخارج وحضور شخصيات أمريكية من مجلس الشيوخ، وقد أرسل عبد الحليم خدام المنشق عن النظام السوري رسالة إلى المؤتمر، عبر فيها مساندته ودعمه للتغيير الديمقراطي في سوريا بمساعدة وعون الأطياف والقوميات المتنوعة التي تتشكل منها سوريا.... وقد طالب المؤتمر أيضا بدعم الشعب اللبناني والوقوف إلى جانبه من اجل لبنان ديمقراطي عادل وموحد بعيدا عن الهيمنة السورية، وإطلاق جميع سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين وفتح تحقيق دولي من اجل كشف قتلة الشهيد الشيخ محمد معشوق الخز نوي والعمل على القيام بالتغيير الديمقراطي في سوريا.

إن الأكراد قد تجاوزوا الخطوط الحمراء كلها وبداوا الاستعانة بالمجتمع الدولي لوضع حد لمسيرة الآلام والاضطهاد المطبقة بحقهم وبداو بعملية التغيير من خلال العواصم الأوربية وواشنطن وهذا نتيجة ليأسهم من عقلية النظام السوري الذي يرفض الحوار معهم مما أدى إلى أن تصبح القضية الكردية في سوريا ورقة ضغط جديدة تلوح بها المجموعة الدولية. الأكراد لم يطالبوا بحق تقرير المصير أو الانفصال عن الوطن السوري، لأنهم يسعون في هذه المتغيرات الدولية إلى بناء وطن سوري ديمقراطي عادل كما فعل ويفعل اللبنانيون، حينما استطاعوا الحصول على الاستقلال بوجه حضاري سلمي، من خلال التظاهر والحوار البناء،إن لسان حال الأكراد في سوريا (العمل معا داخل الوطن السوري ) بمساعدة جميع القوى والفعاليات وأحزاب المعارضة عربا وكردا وآشوريين وأرمن وكلدان، من اجل سوريا واحدة، بحيث الجميع متساوون تحت سقف القانون.

فهل سينجح الأكراد السوريون كما نجح أكراد العراق في المحافظة على الوحدة السورية وإحياء سوريا ديمقراطية وعادلة..ودولة مدنية حضارية..... كل شيء يجوز في قواميس وساحات السياسة؟!!!!!!

جهاد صالح

كاتب كردي سوري