نشرت جريدة إيلاف يوم أمس مقالة عن بعض هموم الثقافة العراقية كتبها الدكتور نبيل ياسين و تطرق فيها الى موضوع تأسيس مجلس اعلى للثقافة بأشراف وزارة الثقافة العراقية.


وما يحزن حقا هو ان الحديث عن الثقافة في العراق.. هو حديث عن جثة ميته بلا حياة وفاعلية، فالمثقف العراقي أنهزم هزيمة شنيعة امام رجل الدين وشيخ القبيلة ورعاع المجتمع، واصبح هذا المثقف بدلاً من الخروج الى الشارع لقيادة الرأي العام وتوجيهه، يبحث عن ملاذ آمن يختبيء فيه ويغلق النواذ كي لايخرج صوته للعلن، وانكشفت فضحية هشاشة الثقافة العراقية وهوانها واندحارها في أول مواجهة مع جماعات التخلف الديني والعشائري وعصابات الاحزاب.


واما بخصوص مخاوف الدكتور ياسين من محاولة فخري كريم صاحب دارنشر المدى الهيمنة والتحكم بمسار الثقافة العراقية عبر المجلس الاعلى للثقافة المزمع تشكيله، الحقيقة هذه المخاوف لها ما يبررها والكثيرمن المثقفين لديهم نفس هذه الهواجس الواقعية نظرا لكون شخصية هذا الرجل مثيرة للريبة والمحاذير.


فتاريخ فخري كريموهو شخص شيوعي - كردي لايؤهله المشاركة في مشروع وطني يخص الثقافة، استنادا الى ما جاء في مذكرات قادة الحزب الشيوعي العراقي كخيري زكي ورحيم عجينة المنشورة والتيوجها فيها اتهامات صريحة الى كريم بسرقة ميزانية الحزب الشيوعي وتوجييهه تهديديات الى رفاقه بتصفية كل من يحاول الوقوف بطريقه مستعينا بالميليشيات الكردية بحكم كونه كرديا ووجود معظم قيادات الحزب الشيوعي في شمال العراق إبان النضال ضد نظام صدام.



ولعل تحركات فخري كريم الراهنة ليست بمعزل عن مخططات الاكراد للهيمنة على العراق واستنزاف ثرواته وتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب لهم، لقد هيمن الاكراد على الحزب الشيوعي لمدة - 40- عاما وكانت النتيجة هي ترويض وتدجين الشيوعيين العراقيين على القبول بأنفصال الاكراد عن العراق، واصبح كل شيوعي ملقن كالببغاء يردد ما لقنته قيادته بالموافقة على تقسيم العراق وتخريبه.


مؤلمة جدا اوضاع الثقافة العراقية، فهي تعيش أسوء مراحلها: ابتداءا من الاهمال المقصود من قبل كافة القوى السياسية لها، وبمرورا بتعيين وزير للثقافة كان مجرد ضابطا للشرطة، واخيرا محاولات رجل عصابة متهم بالسرقة مثل فخري كريم الهيمن عليها لتحقيق مكاسب شخصية وعرقية كردية.

خضير طاهر

[email protected]