لم يدرك بعض السياسيين والمفكرين والإعلاميين والمعلقين... أن مباريات كأس العالم قد انتهت، وما زالوا يعيشون أجواءها، وربما يعتقد بعضهم أن الحرب التي تدور رحاها بين المقاومة المقدسة والعدو الدنِس هي عبارة عن مباراة أخرى من مباريات كأس العالم، تدور بين فريقين هما حزب الله وإسرائيل...

مباراة ليس لها وقت محدد، ولم يحتكرها بعض التجار، بل تبثها معظم القنوات الفضائية وعلى الهواء مباشرة، ونتابعها كل يوم منذ أن نفتح أعيننا إلى أن نغمضها...

وكما هو العرف الكروي يحق لكل مشاهد أن يشجع أحب الفريقين إلى قلبه، دون خوف أو وجل، فهكذا تكون الأخلاق الكروية...

وهكذا راح شرذمة من أصحاب القلم واللسان يشجعون الفريق الإسرائيلي، ويهاجمون الفريق اللبناني، مع العلم أن الأخلاق الرياضية ترفض مهاجمة الفريق الآخر الذي لا نشجعه.

أيها السادة (الكرام)... ما يجري بين حزب الله وإسرائيل ليس مباراة ودية أو عابرة... إنها على الأرجح نهائي خطير بين عالمين مختلفين: عالم الحق والمقاومة ويمثله حزب الله، وعالم الباطل والاحتلال وتمثله إسرائيل...

نعم ربما حصلت إسرائيل على بعض الأهداف، ربما تمتلك إسرائيل قوة ساحقة ماحقة لا يمتلكها الفريق الآخر، ولكن حزب الله يحرز أهدافاً أيضاً... ويمتلك قوة أيضاً وهي قوة الإيمان والحق...

وإذا نظرنا في تاريخ لقاءات فريقي حزب الله وإسرائيل، فإننا نرى أن معظم تلك المباريات انتهت بفوز مفاجئ وساحق لحزب الله على فريق إسرائيل، وأهم تلك اللقاءات كانت مباراة تحرير الجنوب (والتي لم تكن مباراة عادية بل أسطورية)، ولقاء مبادلة الأسرى...

ولكن هذا النهائي (حزب الله إسرائيل) يختلف عن كل نهائيات كأس العالم، حيث لن يسمح في هذا النهائي للمشجعين (الشرفاء) العرب والمسلمين أن يشجعوا سوى الفريق الذي يمثلهم، وهو فريق حزب الله... ولن يرحم التاريخ من يشجع الفريق الآخر...

وأود أن أذكر أنه على الرغم من أن الجمهور اللبناني والعربي والإسلامي بكامله شجع بكل قلبه الفريق السعودي (الأخضر) في مونديال ألمانيا مع قناعته المطلقة بأنه سيُهزم، فإن الجمهور السعودي لم يكتف بعدم تشجيع حزب الله بل هاجمه هجوماً عنيفاً مع الإيمان المطلق للشعب السعودي بأن (حزب الله هم الغالبون).

ولله الأمر من قبل ومن بعد

علاء الدين الحلبي

مسلم من بلاد الله الواسعة

[email protected]