هل ساءل العرب المصفقون لحزب الله أنفسهم، ماذا سيحصل لو أفلت حزب الله من العقاب؟
ماذا سيحصل لعرب الخليج، عرب مصر، الأردن، لبنان، شعب سوريا ذاته وبقية العرب والأقوام الأخرى المقيمة بين ظهرانيهم؟
ماذا سيحصل للنسيج الإجتماعي في البلدان العربية، لإستقرار ونمو الإقتصاد العربي، لمستقبل العلاقات العربية العربية، لآفاق الإصلاح السياسي المنشود؟
إنتصار حزب الله يعني في المقام الأول إنتصار التشيع الإيراني...!
إنتصار حزب الله يعني فتنة دينية تعصف بكل الدول والشعوب العربية...!
إنتصار حزب الله يعني نجاح الإيرانيين في التوسع شرقا وغربا على هامش ضحالة وعي الأغلبية العربية، وصدقوني ستنقلب الناس على مسلماتها الدينية والقومية والثقافية وستتحول إلى التشيع الفارسي ، بوهم ان هؤلاء هم من أنتصر على إسرائيل، بغض النظر عن حجم هذا الإنتصار وجديته.
الناس... الملايين من الأبرياء الناقمين على أنفسهم وعلى حكامهم وعلى قيمهم الدينية والأخلاقية والثقافية والكارهين بذات الآن للإصلاح والتغيير، والحاقدين أيما حقد على أمريكا وإسرائيل بسبب شعور الهزيمة الذي يثقل كواهلهم، سيجعلهم يتحولون مائة وثمانون درجة صوب هذا المنتصر الجديد الآتي من قم وطهران.
إنتصار حزب الله يعني تمدد الهلال الصفوي إلى لبنان ومنها شرقا وغربا إلى السعودية والأردن ومصر وووو !
هناك أغبياء كثر ينتظرون مثل هذا النصر الإيراني ليلتحقوا به... حتى القاعدة وإخوان مصر ووووو... هناك نتائج مفزعة ستدمر النسيج الإجتماعي العربي كله، هناك حروب طائفية ستشتعل... هناك أقليات غير عربية وغير مسلمة ستحارب وتشرد.... هناك إختراق امريكي وغربي واسع سيغزو المنطقة لإنقاذ ما يمكن أنقاذه... هناك وهناك وهناك...
هناك قنبلة نووية إيرانية ستفلت من العقاب وستهدد وتبتز العرب في الضفة الأخرى من الخليج وبحر عمان والبحر الأحمر.
وهناك لبنان سيُغزى مجددا من قبل سوريا، خصوصا وأن عملائها في الداخل اللبناني ناشطون في هذا المنحى وعلى رأسهم حزب الله وبعض قوى الموارنة وأطراف أخرى عديدة.
وسيضيع دم الحريري هدرا، لأن حكومة السنيورة ستسقط بكل تأكيد أو على الأقل سيحجم دورها وتشل يدها ولسانها عن المطالبة بمتابعة التحقيق الذي بدأه السيد ميليتس.
حزب الله لا ينبغي أن يفلت من العقاب، والنظام السوري الذي خان العرب وأدخل الإيرانيين إلى لبنان وغير لبنان، لا ينبغي أن يفلت من العقاب.
وتلك مسؤولية العرب وأنظمتهم المعتدلة، كما هو مسؤولية أمريكا وإسرائيل.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كامل السعدون

اوسلو