التظاهرة التي خرجت البارحة في دولة البحرين لايمكن ان تكون خرجت الى الشارع بصورة عفوية من دون ان تقف خلفها أصابع المخابرات الايرانية المنتشرة في دول الخليج العربي.
يتصف عموم شيعة الخليج العربي بأنهم من أكثر المجتمعات طيبة وانسانية، وانا هنا أتحدث عن خبرة شخصية مباشرة وطويلة بأعتباري شيعيا دائم الاحتكاك بهم عندما كانوا يأتون لزيارة العتبات المقدسة في مدينتي كربلاء، وكذلك عشت قريبا منهم اثناء اقامتي في دمشق وتحديدا في معقل الشيعة منطقة السيدة زينب.
ولكن نقطة ضعفهم القاتلة تكمن في سذاجتهم وسرعة وقوعهم في فخ الانقياد لرجال الدين الايرانيين بشكل أعمى دون تفحص والتعامل بوعي نقدي حذر مع الاشخاص والافكار المطروحة، فهم منذمئات السنين للأسف الشديد وهم منقادون كلياً لدرجة الذوبان الى إيران ومراجعها الفرس، ويتعرضون الى حملة تفريس منظمة في التفكير الديني والسياسي أثرت بصورة خطيرة على أنتمائهم الوطني لبلدانهم !
ولابد هنا من أستثناء قطاعات كبيرة من شيعة السعودية الواعيين الشرفاء الذين رفضوا الانصياع لإيران التي خدعوا بشعاراتها في بداية الثمانينات وذهبوا الى ايران لمساندتها ولكنهم سرعان مااكتشفوا مخططاتها مبكراوغادروها وعادوا الى احضان الوطن.
لقد أستخدمت ايران شيعة الخليج في تنفيذ الكثير من مخططاتها الاجرامية، فقد غسلت أدمغتهم وجعلتهم يشاركون في الحرب ضد العراق اثناء اندلاع الحرب العراقية الايرانية، واستخدمت بعضهم في أعمال التجسس على الجيش العراقي، اذ روى لي أحد شيعة الخليج ان المخابرات الايرانية أستغلت كونه من دولة خليجية محترمة يتمتع مواطنوها بالاحترام وعدم الشك فيهم عندما يسافرون الى دول أوربا وتم تكليفه بالسفر الى لندن للتجسس على ضباط الجيش العراقي الجرحى الذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفيات من خلال الدخول معهم في حورات عامة واستدراجهم للحديث في كشف الاسرار العسكرية بحكم كون العراقي يثق بالشخصية الخليجية ولايشك فيها، والمصيبة ان هذا الشخص الخليجي عندما كان يحدثني كان يشعر بالفخر وان عمله هذا هو جهاد في سبيل الله وهنا تبرز خطورة التعصب الطائفي الاعمى.
والعجيب ان شيعة الخليج لاينتبهون كيف عملت ايران طوال التاريخ على منع صعود اي مرجع ديني عربي خليجي كي تضمن وضعهم تحت هيمنتها كونهم الدجاجة التي تبيض ذهباً فشيعة الخليج يرسلون كل عام للمراجع الايرانيين مليارات الدولارات كحقوق شرعية زكاة وخمس.
وهنا في هذه النقطة أتمنى من دول الخليج العربي الانتباه الى خطر مكاتب وكلاء المراجع الشيعة في دولهم فهؤلاء يخرجون سنويا مليارات الدولارات الى ايران من أموال الخمس والزكاة ويساهمون بشكل مستمر في ربط شيعة الخليج بايران، وياحبذا لو صدر قرار بأجبار كافة وكلاء المراجع بصرف اموال الخمس والزكاة داخل دول الخليجفي اعمال الخير بأشراف الدولة.
ان الشيعة بحاجة الى حماية دولهم من أنفسهمالتي غالبا ما تنزلق نحو التعصب الطائفي والولاء لإيران، وعلى دول الخليج العربي الانتباه والحزم والصرامة والاستفادة من الدرس العراقي وماأفرزته الديمقراطية والتساهل من أرتماء اعداد كبيرة منهم افرادا واحزابا في احضان ايران والعمل بالضد من مصالح وطنهم، طبعا مع احترامنا للشرفاء والمتنوريين من شيعة العراق ودول الخليج.
خضير طاهر
التعليقات