بعد كل هذا العدوان الهمجي الإسرائيلي على لبنان الشقيق، لا زال البعض يتحدث بلغة الإنتصارات العسكرية والسياسية وکأننا حررنا فلسطين والجولان وشبعا بهذه العملية العسكرية المحدودة، التي قام بها حزب الله وأسر من خلالها جنديين إسرائيليين لا غير.
وأن من يشاهد ويسمع بعض المواقف العربية الرسمية وحتى الشعبية منها، قد يصاب بالحيرة والخذلان، فأن هناك من ينشد الأناشيد الوطنية والتحررية من خلال شاشات التلفاز فقط، وهناك من يصدر البيانات العسكرية والخطابات الحماسية والجمل الثورية، وأن هناك من صمت ويصمت كصمت القبور، وأن هناك من يناور ويحاور سياسيا ودبلوماسيا عسى أن ينفع هذا في زمن الحرب والعدوان، وأن هناك وهناك الكثير.
ولكن أن الحقيقة يجب أن تقال، بأن الشعب اللبناني الشقيق هو الخاسر الوحيد، خسر المئات من البشر ودمرت وهدمت مدنه وقراه وجسوره وطرقه وتحطم إقتصاده وإنهارت بنيته التحتية بالكامل، وبإختصار شديد خسر لبنان الوطن والشعب كل شئ.
فهل تنفعه بعد كل هذا الخراب والموت والدموع، الأناشيد والخطابات والحماس العاطفي الفارغ؟، وهل هذه ستعيد عافية لبنان كما كانت، أم إنها ستصبح كلمات لا معنى لها؟، لأنها تغنى وتنشد بالمناسبات فقط وهذا هو حالنا نحن العرب، عشنا ونعيش بشعارات بعض القادة وهتافاتهم الإستعراضية وأغانيهم المملة.
فأين الإنتصارات العسكرية والإنجازات السياسية والنجاحات الدبلوماسية بعد كل هذا الدمار الشامل؟، وهل أن الشعب اللبناني قد حرر شبعا بعد كل هذه المعارك الغير متكافئة؟.
وهل سننتظر سنين إخرى لكي يبنى لبنان الجميل من جديد، وترجع البسمة الدائمة على وجوه كل الشعب اللبناني كما كانت من قبل؟.
وأخيرا خسرنا الكثير من لبنان..... ولكن ربحنا الشعارات والهتافات والأغاني العربية.
حمزة الشمخي
التعليقات