قد يتم التصويت على قرار مجل الأمن بوقف العمليات الحربية اليوم 11/8 ولكن الوقف الحقيقى لإطلاق النار لن بتم إلا بعد أسبوع تقريبا إن لم يكن أكثر. المنتظر فى الأسبوع القادم أن يكثف حزب الله من هجماته ويزيد من عدد صواريخه المتجهة لإسرائيل حتى يثبت أنه لم يكن الطرف الذى صرخ أولا -على حد تعبير أمينه العام- والحقيقة أنه لم يكن من الوارد أن يصرخ الأمين العام إطلاقا، حتى ولو إستمرت الحرب بينه وبين إسرائيل لعام آخر! إسرائيل أيضا لاتحتاج ذرائع لزيادة غاراتها إلى الحد الأقصى، بل أظن أيضا أن إسرائيل بسبيلها للقفز بالعمليات الحربية الحالية خلال الأسبوع القادم قفزة نوعية ولها أيضا أسبابها الإجرامية. دوافع إسرائيل للتكثيف من غاراتها وإحتمال أن تضيف إليها تغيير نوعى عميق الإجرام كثيرة. من تلك الدوافع أن تعطى درسا لمن تراوده نفسه على أن يستخف مستقبلا بالآلة العسكرية الإسرائيلية ويظن أن أدائها أمام حزب اللهكان أقصى مالديها. أيضا لتعطى حزب الله درسا على حساب الشعب اللبنانى المسكين الواقع بين فكى الرحى، وأيضا لتضغط على مجلس الأمن ليسارع فى أصدار قراراته المكملة للقرار المزمع صدوره.
لقد إجتمع وزراء الخارجية العرب تحت القصف فى بيروت لكى يساهموا فى إنقاذ لبنان وهذا مجهود يحسب لهم. ولكن هذا الإهتمام العربى يطرح أسئلة فى منتهى الإحراج لكافة دول الأعراب. هل أصاب المجتمعون العمى الحيثى فلا ينظرون ما يجرى فى العراق؟ أليس قتلى العراق أكثر فى العدد من قتلى لبنان؟ قتلى لبنان على أى الأحوال لهم تعزية أنهم قضوا شهداء على يد عدو! ماهو ياترى وضع قتلى العراق البالغين ألفين شهريا؟ ألا يثقل ضمائرهم هؤلاء القتلى من أطفال ونساء وشيوخ ورجال أيضا؟ ما رأيهم ياترى فى قتلى دارفور المسلمين السنيين على يد الجنجويد المؤيدين من حكومة الخرطوم؟ ما رأى أصحاب السعادة والفخامة فى قتلى الصومال العربية بين الحروب والجوع أيضا؟ هل قتل العرب هو فعل مؤثم ومحل إستنكار وشجب فقط إن تم بأيدى أجنبية وياحبذا لو كانت إسرائيلية حتى يكون الإهتمام مبررا؟
***
* الفنانون المصريون الذين إتجهوا للبنان بطائرة من بعد إستئذان إسرائيل وأعملوا حناجرهم فى الهتاف للأمين العام لحزب الله، لماذا لم يبقوا هناك لمعاونة إخوانهم اللبنانيين؟
* على الإعلام المصرى أن يذكر المصريين بإنفجارات مواسير المجارى وفقدان الإتصالات التليفونية والفقر المدقع الذى كان المصريون يعيشونه خلال الحروب مع إسرائيل، حتى أن كل زيارة لرئيس مصرى للدول العربية كانت تسمى رحلات شحاذة... الشعوب تنسى ومن خلال النسيان يحاول عديمى الضمير من الحنجوريين أن يتصنعوا البطولة.
* إن كان الأسبوع القادم هو الأقسى من ناحية الحرب الحالية، فإن السنة القادمة هى الأقسى على الشعب اللبنانى بكامل طوائفه، فِإما أن تكون دولة وإما أن تكون دول للطوائف. وللأسف الإحتمال الأخير هو الأقرب للواقع الحالى حسب إفرازات الحرب الإسرائيلية.
* لازلت أعتقد فى ذكاء وألمعية الأمين العام لحزب الله، فهلا قرأ حوادث الحرب الأخيرة قراءة عاقلة! هلا أدرك أن الإرتهان لقوى خارجية غير وطنية كان خيارا خاطئا! هلا تصرف بمسؤلية قائد سياسى وطنى بدلا من زعيم حرب عصابات... أتمنى.

عادل حزين
نيويورك
[email protected]