تكمن همجية عرض مشاهد ضرب المرأة في الافلام والمسلسلات والمسرحيات على شاشات المحطات التلفزيونية العربية ودور السينما والمسرح في إنها ترسل رسالة حقيرة الى المشاهد تخبره ان ضرب المرأة هو علاج وحل ناجح لكسر ارادتها واستقلاليتها وحقها في الاختيار الحر !


فالافلام والمسلسلات تقدم مشاهد الضرب ضمن اطار المعالجة الايجابية للمشاكل التي تحدث بين المرأة والرجل وليس باعتبارها سلوكا همجيا ينتهك كرامة المرأة، اذ نلاحظ ان الدراما العربية تصور المرأة وتقدمها بصورة المطيعة الايجابية التي تتصرف بصورة عقلانية سليمة بعد ان تتعرض الى الضرب وهنا مكمن الخطورة الفكرية والاخلاقية والتربوية والتعدي على حقوق الانسان !!

قد يبدو الاحتجاج على عرض مشاهد ضرب المرأة نوع من الترف أمام ما تنتجه الثقافة العربية من فكر عدواني ارهابي وما يجري من جرائم الارهاب والقتل والذبح وقطع الرؤوس، ولكن ما أوصلنا الى هذا الانحدار وإرتكاب جرائم الارهاب هو السكوت على المفاهيم والممارسة الخاطئة في حياتنا وعدم التصدي الحازم لها وغياب النقد الذاتي واصلاح الذات وتنمية الوعي النقدي.


انه لشيء فظيع ان تسمح الثقافة العربية بشرعنة وتبرير اهانة المرأة ويسمح الذكور بأشاعة ثقافة تروج لجرح كرامة أماتهم واخواتهم وحبيباتهم.

أدعو كافة منظمات المجتمع المدني وخصوصا المنظمات النسوية والمؤسسات الحقوقية ووسائل الاعلام الى القيام بحملة مكثفة مفتوحة لإجبار محطات التلفزيونات العربية ودور السينما والمسرح على حذف ومنع مشاهد ضرب المرأة، ان الدفاع عن حقوق المرأة وأنسانيتها هو دفاع عن كرامة الرجل ايضا وعموم المجتمع.

خضير طاهر

[email protected]