بعد طول إنتظار بدأت محاكمة الدكتاتور صدام وأعوانه حول إحدى جرائم العصر ضد الإنسانية، جريمة حملات الأنفال والتي راح ضحيتها أكثر من 180 ألف إنسان، إضافة الى الدمار والخراب الشامل الذي أصاب الشجر والحجر وكذلك البشر في مناطق كردستان العراق.

وقد ظهر في قفص الإتهام صدام وعلي حسن المجيد وغيرهم من أزلام النظام المنهار، وكانوا يستمعون لشهادات الضحايا حول هذه الجريمة البشعة، التي لا زال صداها يسمع من قبل كل إنسان شريف في عالمنا هذا.

ولكن كان من الملفت للنظر، عندما كانت تتحدث إحدى الشاهدات عن المآسي والظلم والموت خلال هذه الحملة الإجرامية التي قادها علي حسن المجيد وأعوانه بأمر من السجين صدام، فبكت هذه المرأة الشاهدة الضحية عندما ذكرت أخوها الشهيد وإبنها كذلك، فإبتسم صدام أولا ثم ضحك عندما كانت المرأة الضحية في حالة من الحزن والتعب والبكاء وهذا شئ طبيعي لإنها إستذكرت تلك الأيام السوداء التي نفذت بها جريمة الأنفال.

فماذا كان صدام يريد بضحكته الصفراء هذه ؟، هل كان يريد أن يقول للمشاهدين والمستمعين بأن كلام هذه السيدة المنكوبة ليس له أية صحة وإنه مجرد تلقين فقط ؟، أم إنه كان في حالة من الإرتياح، لأنه يرى ضحاياه في حالة من الحزن الشديد حتى بعد إنهيار نظامه الأسود.

لأن مثل شخصية صدام ترتاح وتتلذذ عندما يعذب الآخرين ويساهم في قتلهم وتدميرهم، لأن هذه الشخصية السادية لا يمكن أن تتغير إذا كان صدام في السلطة أو خارجها، لأنه شخصية تآمرية إنقلابية دموية حتى خلال حياته اليومية وتعامله مع أقرب المقربين له.

ولكن فليعلم صدام وأعوانه، بأن دموع الضحايا وأهاليهم ستبقى تلاحقهم حتى ذلك اليوم الذي ستعلن به المحكمة حكمها العادل بحقهم.

أما إبتسامات صدام وضحكاته السفيهة، ما هي الى دليل على هزالته وضعفه وجبنه، عندما يواجه بجرائمه وأفعاله بحق العراقيين والجيران والإنسانية.

حمزة الشمخي

[email protected]