القاعدة وصلت غزة وما هو مصير العلمانيين والمسيحيين العرب؟

قبل أيام قرأت في الجيروسليم بوست الصحيفة الاسرائيلية الناطقة بالانجليزية ان مجموعة تسمي نفسها حزب التحرير طرحت مشروع خلافة اسلامية من غزة التي لا تزال ترزح تحت الاحتلال ومحاصرة من الجو والبحر والارض. ويبدو ان الجماعة في عجلة من أمرهم او انهم تناسوا الاحتلال الاسرائيلي.

الا يستبق هؤلاء المتحمسين الامور. أليس من الأهم هو التخلص من الاحتلال الاسرائيلي ودحر الاحتلال والحصول على الاستقلال اولا قبل التفكير بتشكيل خلافة اسلامية.

وفي احد البرامج التلفزيونية قبل عدة ايام علّق متحدث من غزة ان الخلافة هي الهدف والمشروع وان حزب التحرير يعمل لتحقيق هذا المشروع وتنفيذه. وذكر أيضا ان فلسطين والقدس ليست مشكلة فلسطينية او عربية بل هي قضية اسلامية تهم مليار ونصف المليار مسلم.

حسنا. هذا جيد ولكنه لم يقل لنا كيف سيستطيع المليار ونصف المليار مسلم تحرير فلسطين. مضى على الاحتلال الاسرائيلي أكثر من 39 عاما ولم يستطع المليار ونصف المليار من تحرير شبر مربع واحد من فلسطين. هل قدم المليار ونصف المليار أي اموال لدفع رواتب ال 160 ألف موظف فلسطيني. أم نتوقع من الموظفين الذين لم يستلموا أي رواتب لمدة 6 شهور أن يعيشوا على الشعارات الفارغة من خالد مشعل وحزب التحرير وبن لادن.

وهنا يظهر العجزعندما لا يجدوا حلولا عملية لمشاكل الناس اليومية وقد شبع الناس كلام واحلام وشعارات ووعود.

وظهر على المسرح الفلسطيني مؤخرا مجموعة أخرى تسمي نفسها كتائب الجهاد المقدس. وأكبر انجاز جهادي رأيناه هو خطف صحفيين اميركيين تواجدا في غزة لتغطية الاخبار وفضح جرائم اسرائيل في غزة. وماذا حدث بالضبط، جاء ابطال كتائب الجهاد المقدس واختطفوا الصحفيين الغير مسلحين كرهائن ووضعوا شروطا على أميركا ان تطلق سراح معتقلين محتجزين في غوانتنامو ينتموا للقاعدة.

تجاهلتهم أميركا تجاهلا كاملا وحلقت لهم عالناشف. ولانقاذ ماء الوجه أجبرت كتائب الجهاد المقدس الصحفيين الاسيرين ان يعترفا على شريط فيديو انهما اعتنقا الاسلام قبل اطلاق سراحهما. وتبين فيما بعد ان هذا الاعتراف لا قيمة له ولا معنى له لأنه جاء تحت التهديد وليس عن طريق الاقناع والاقتناع. واعترف مسؤولون في غزة ان الاعتناق الزائف جاء ضمن صفقة لانقاذ ماء وجه الخاطفين الفاشلين

ولكن هذه الانفلات الأمني والفوضوي يشير الى أمرين هامين يجب فضحهما الآن:

الأول: فشل حكومة حماس فشلا ذريعا في الحفاظ على الأمن.

ثانيا: القاعدة وصلت غزة وتعمل بحرية كاملة ونظام الطالبان يسيطر على الأوضاع في غزة رغم نفي اسماعيل هنية.

غزة تحولت الى قندهار وموغاديشو معا. واذا لم يتم استدراك الوضع ستتحول الضفة الغربية الى أفغانستان والصومال أو مزيج من البلدين الفاشلين.

10 أسئلة لا بد من طرحها لجماعات الطالبان والقاعدة في غزة:

اولا: اذا كانت قضية القدس وفلسطين قضية اسلامية فأين المسلمون. لماذا لا يقاتلوا في سبيل الله من أجل فلسطين داخل فلسطين. أم انهم يفضلوا الأهداف السهلة في منتجعات شرم الشيخ والكنائس القبطية في مصر والمدنيين العراقيين والمدنيين في لندن ومدريد وبالي؟

ثانيا: يحق لنا ان نسأل أيضا أين المليار ونصف المليار مسلم واسرئيل تقتل وتدمر وتغتال وتحاصر الشعب الفلسطيني. هل العشرة آلاف معتقل في سجون اسرائيل يأتوا من الباكستان وبنغلاديش وماليزيا واندونيسيا أم انهم عرب مسلمين ومسيحيين فلسطينيين واردنيين ولبنانيين. أين البعد الاسلامي؟

ثالثا: هل الذين تغتالهم اسرائيل ينتموا للبلدان الاسلامية المذكورة؟

رابعا: هل اطفال الحجارة الذي سقطوا شهداء في القدس وبيت لحم ورام الله ونابلس ورفح وغزة جاؤا من اندونيسيا وجزر القمر وموريتانيا والصومال او جزر سراواك أم انهم اطفال فلسطينيين مسلمين ومسيحيين من الضفة الغربية وقطاع غزة وأين البعد الاسلامي الدولي؟

خامسا: هل الذين هدمت منازلهم في البلدان الفلسطينية المسلمة والمسيحية أتوا من السنغال والهند والصين وازربيجان ومنغوليا أم أنهم فلسطينيين عرب مسلمين ومسيحيين.

سادسا: ألم يلعب المسيحيون العرب من فلسطين ولبنان ومصر والعراق وسوريا والاردن دورا وطنيا دفاعا عن القضايا العربية. هل تميز اسرائيل بين مسلم ومسيحي عندما تغتال وتقتل وتدمر وتعتقل؟
ألم يساهم المسيحيون الاقباط في بناء الثقافة والادب والفن والعلوم والفكر السياسي النهضوي في مصر.

سابعا: ألم تستهدف اسرائيل بلدان لبنانية فيها غالبية مسيحية مثل بنت جبيل ومرجعيون. ألم تقتل المئات من اللبنانيين ولم تميز القنابل الاسرائيلية بين مسلم ومسيحي في لبنان رغم انها ذكية.

ثامنا: ألم يقدّم أقباط مصر آلاف الشهداء في الحروب ضد اسرائيل في حروب 1956 و 1967 و 1973. وهل القصف الاسرائيلي يميز بين مصري مسلم ومصري قبطي؟

تاسعا: هل نريد رجل دين (خليفة) أن يجلس في اسطنبول أو غزة ويحكم من يتم قطع يده في الاسكندرية ومن يجلد في دمشق ومن يرجم في القاهرة ومن يقطع رأسه في طنطا.

عاشرا: كيف سيتم التعامل مع المسيحيين العرب في مصر وفلسطين والاردن وسوريا والعراق؟ هل سيتم اجبارهم على اعتناق الاسلام. هل سيخضعوا لحكم الشرعية.

نريد أجوبة مقنعة للعشر أسئلة من زعماء القاعدة والطالبان في فلسطين وغزة بالتحديد.


نهاد اسماعيل

لندن
nehad ismail، London، UK